مشعوذون وضحايا وحكايا
شكلت آفة الشعوذة والسحر مشكلة اجتماعية للناس حتى باتت تؤرقهم وتضعهم في حيرة بين التصديق والتكذيب بين الحقيقة والخيال بين الواقع والخيال لتصل ببعضهم لمجافاة المحاكمة العقلية وتجعلهم مسلوبي الإرادة وفريسة سهلةبيد أسيادهم لابل يسلبونهم
إضافة لذلك أموالهم وحتى زوجاتهم وأولادهم وللأسف أكثريتهم من المتعلمين /أطباء ومهندسون ومدرسون/ومن الجنسين رجالاً ونساءً وهوما يجعلها ظاهرة مقلقة وخطيرةتستدعي الأسئلة التالية للوصول إلى الحل الناجع: هل العيب في عاداتنا ما يجعل أُسرنا قابلة للاختراق تسعى وراء الخرافات والأساطير أم أن سذاجة نسائنا وتساهل رجالنا هما السبب؟
أم أن الفراغ الذي تعانيه في كثير من الأحيان ورغبتنا بتعبئته بأي شيء سعياً وراء الأمل والخلاص.
وربما الجهل والكبت التي تعانيه بعض نسائنا هو مايدفعهن إلى ذلك.
ويمكن أن يكون إهمال وتقصير الكادر الطبي في علاج حالات متعددة تدفع بالكثيرين للجوء إلى المشعوذين لإيجاد حلول فيصبحون كالغريق المتمسك بقشة وقد يكون الدور السلبي للإعلام وخاصة مع انتشار الأقنية الفضائية التي تدخل كل بيت وقد رأيت الكثير ممن أعرفهم متابعين بشكل مباشر لتلك الأقنية حتى وصل بهم الأمرإلى تسجيل جميع حلقاتها كل ذلك له مشروعيته في سبيل هدف نبيل وهو التصدي لهذه الظاهرةالمدمرة للمجتمع السوري وإلا كيف نفسر الأسباب التي تدفع بالولد للحقد على والده والسعي لقتله وتلك الزوجة التي تركت زوجهاالمتعلم وأطفالها الثلاثة بعدزواج دام لأكثرمن 18 سنة لتتزوج من سيدها الشيخ وهو أمي لم يتجاوز الصف الثاني الابتدائي وها هي الشقيقة تخاصم أخاها الوحيد تنفيذاً لرغبة الشيخ السيد و.... وسنتطرق لبعض الحالات التي وصلتنا الى مبنى الجريدة وبطلها السيد أبو شهاب رغبة منا بتسليط الضوء عليها لمعالجتها أوالحد منها.
الضحية /ب.ب/العمر 35 سنة مهندس يقول:كنت أسمع من خلال أخواتي وأولادهن عن وجود شيخ يدعى /أ.ج.ن/ بأنه يخرج الجن ويشفي المرضى وبأنه رجل قادر على فعل كل شيء وبأنه تجري على يديه الخوارق وقد أحضره زوج شقيقي الى بيته عن طريق سائقه بحجةطرد قبائل من الجن في بيتهم وبعد ذلك تطورت الأمور وعالج شقيقتي /ص/ من الجن وكذلك شقيقتي /ح/وابن شقيقي /ج/ طلبت مقابلته عدةمرات لكنه أفاد أن الأذن لم يأت بعد فقلت لها:إن هذا الشخص تصرفاته غريبة ويثير الشبهة دعيني أذهب معك إلى عند أحد المشايخ المشهورين وتشرح لهم أقواله وأفعاله فإذا قالوا عنه شيخاً استمري معه وإذا قالوا عنه نصابا ومحتالاً فابتعدي عنه فقالت هذا مثلي الأعلى بالنسبة لي فبدأت الضغط على اخواتي بكل الطرق الإنسانية للتخلي عنه لكن لم أجد أذناً صاغية وأصبحت كافرا بنظرهم حسب توجيهات سيدهم وهنا عرفت أنهم مسلوبو العقل والإرادة ويوجههم كيفما يريد ومع أهدافه وأهوائه وهمهم هو تنفيذ أوامره.
حاولت مقابلته وكان الرفض حتى جاء يوم زفاف ابنة شقيقتي حيث أصدر أوامره بعدم حضوري لكني حضرت وطلبت لقاءه فوافق مساء اليوم التالي واستمرت المقابلة قرابة خمس ساعات تبين لي فيها أنه الموجه لأخواتي بكل شيء وطلبت منه حل الاشكال مع أخواتي فكان يعمل وراء الكواليس بتأليب اخواتي علي ثم حضر لوالدتي وقال لها اكتبي ملكية البئر والارض بحوران باسمي لكي اوزعها على اولادك بالعدل, ثم بعد ذلك استطاع غسل ادمغة اخواتي غسلاً غير مألوف من نوعه حيث أصبحن ينفذن كل ما يطلب منهن حيث أخذ أموال زوجهاواشترى أرضاً في قرية بزينة بجواره وثم بدأت أختي تستدين الأموال للصرف عليه وعلى أولاده لإقامته الدائمة في منزلهم ويقدمون له ولأولاده أشهى الطعام ويتسابقون على غسل ملابسه وعلى كيها ثم بدؤوا بعد ذلك يدعمونه بالأموال بكل الطرق وبالسؤال عنه تبين أنه رجل شيطاني ونصاب ومحتال ومخرب يهدف إلى تخريب البنية التحتية للمجتمع يسلك الطريق بإرسال نساء مدربات مثل أم رضوان وأم محمد لغسل دماغ بعض النسوة ذوات الجمال والمحافظات وذوات المال وخلال فترة زمنية من تطبيق أساليب الشعوذة والاحتيال عليهن واستخدام الدين كغطاء بحجة العلاج من الأمراض أو صرف الجن وبعد الترويض يتدخل أبو شهاب بصفته المنقذ والمخلص وبصفته نبي هذا الزمان وحلوله لاتقبل النقاش وبعد تحقيق أهدافه ووصوله إلى المرأة جسدياً وماليا يضم هذه الفريسة إلى اتباعه ثم يشغلها مروضة مع التابعات له وإذا عارضت إحداهن ذلك يأخذ أموالها ويرميها في الشارع كما حصل مع أم مصطفى وغيرها.
الضحية د.ق يقول: بدأت ا لقصة منذ حوالي سبع سنين حيث اخبرتني زوجتي الدكتورة /ل.ح/ طبيبة أسنان ولي منها ثلاثة أولاد مضى على زواجنا 18 سنة أخبرتني بأنها تعرفت على امرأة مؤمنة تعيش في منطقة عين كرش لها ثلاثة أولاد وتقيم في منزل أهل زوجها وعلى خلاف دائم مع أهل زوجها حيث وضعوا لها السحر للتفريق بينهاوبين زوجها وتعاني من آلام مبرحة ونوبات إغماء بسبب هذا السحر فبدأت بمساعدتها ماديا بناء على رغبة زوجتي بسبب فقرها الشديد وصبرها وايمانها وبعد فترة طلبت لقائي وشكري وبعد فترة سمعت بخلافها مع زوجها وستطلب الطلاق بحجة عدم النفقة والقدرة الزوجية وفعلا تم ذلك واستأجرت منزلاً وكنت اساعدها ماديا حتى تستطيع تكملة نفقاتها ريثما نجد حلاً مع زوجها. في تلك الأثناء ظهرت معلمة فيزياء قدمتها لي زوجتي على أنهاتقوم بإعطاء الدروس الخاصة لمساعدة أولادها وزوجها /أم محمد/وفعلا أصبحت تتردد عندنا لتدريس أولادي وفي ذلك الصيف طلبت زوجتي الذهاب إلى حلب لعند خالتها فذهبت ولم استطع الذهاب معها بسبب عملي وعلمت انها ذهبت مع ام رضوان الى منزل الشيخ ابي شهاب وذهبت مرة أخرى إلى حلب مع أم رضوان فأحسست أنهاتكذب علي وعندما عادت الى دمشق سألتها فقالت:إن أم رضوان ذهبت لتحضر مولدا في حلب وتأخذ أجراً على ذلك ولكنهالاتريد أن تخبر أحداً وذهبت زوجتي معها لرفقتها وبالطبع ان العلاقة الوثيقة بين الزوجين والثقةالمتبادلة تغطي على كثير من الأخطاء ولم يخطر ببالي أن أم رضوان تروض زوجتي للوقوع بيد هذا الشيطان. بعد عودتنا من الحج طلبت مرافقة أم رضوان الى الآنسة لتعلمها أمور دينها وتريد تغيير لباسها فرفضت وأهلها وأصرت وهناحدث الخلاف وبدأ الاهمال بواجباتهاالمنزلية والأولاد وبدأ التراجع بالعلاقات الزوجية هنا اتصلت ام رضوان بي وقالت إن الخلافات بسبب السحر رغم عدم اقتناعي بذلك لكن بسبب إصرارأم رضوان ذهبت معها لبيتها وهناك التقينا ب أم محمد وذهبنابرفقتهاالى نجها حيث أبو زياد المريد الأول للشيطان أبي شهاب وهو من يقوم بتحضير الرجال قبل عملية غسيل الدماغ من قبل سيده الأكبر أبي شهاب وشعرت بأن هذا المكان مصيدة ووكر لاصطياد الأشخاص. في اليوم التالي اتصلت بأم رضوان ووبختها وقلت لها لا أريد سماع اسم هذا الرجل ولاالذهاب عنده مرة أخرى فوافقت شرط عدم إخبار زوجي بذلك فوافقت بعدأيام ظهرخلاف جديد مع زوجتي فقلت لها علاقتك مع أم رضوان هي السبب واساءت لحياتنا وقمت بتمزيق الثياب السوداء وهنا بدأت حياتي تزداد سوءاً ورفضت زوجتي ذلك وذهبت لبيت أهلها وأثارتهم ضدي وخرجت لمدة 17 يوما بعد عودتها لاحظت اضطرابات نفسية تصاحبها وأعراضاً غريبة وصداعاً شديداً لايسكن إلا بمسكنات قوية وشخيراً أثناء نومها وتدهورت أمورهاالدينية وبدأ غيابهاالطويل عن المنزل ولفترات طويلة وخاصة ليلاً تعود في الصباح وخاصة اثناء سفري خارج القطر وبدأ خلافها مع أولادها بسبب غيابهاوبعد فترة حصل الطلاق وبعد فترة هربت من بيت أهلهاحيث نظم ضبط شرطة رجع بورقة عقد زواج من أبي شهاب وهي عنده بالحفظ والصون وبعد تسعة أشهرأنجبت ولداً أسمته لباب وبعد فترة أعادت البكالوريا وسجلت في كلية الشريعة.
الضحية (أم فراس): أرسل أبو شهاب مروضته أم رضوان إلى أم فراس لإقناعها بالانضمام إلى جماعته حيث تمثل أم رضوان وأم محمد الدور بشكل متقن وبعد فترة حصلت خلافات مع زوجها وبدأت تكبر حيث كانت تقول أم رضوان للزوجة إنك مظلومة تمردي على زوجك وتقول لزوجها إنك تخاف من زوجتك أنت جبان ومع تدهور العلاقة دخلت أم محمد على الخط وبدأت تدرب أم فراس على صرف الجن لتشرف على أم رضوان أثناء حالة الصرع والتي تبين لاحقا إنها خطة لذهاب ام فراس لبيتها وهناك يبدأ الترويض بعد شعور زوجهابخطر أم رضوان طلب من زوجته طردهامن البيت ووضع مسجلة خارج المنزل على خطه الهاتفي وبعد فترة سمع في أحد الأشرطة صوت رجل يقول لها أنا قادم من حلب علشان أشوفك وأخليك تصيري من أهل الفتوحات وتم فبركة الأمر عندما حضر أبو شهاب لبيت أم رضوان فقال لابنتها اتصلي بأم فراس وقولي لها إن أمي قد أتتها حالة الصرع واطلبي منها الحضور ولكن حضور زوجهامنعها من الذهاب وبعد مشاجرة ضربها وذهب لإحضار أبي رضوان وكشف أمر أبي شهاب في منزله لكنه تمكن من مغادرة المنزل والهروب بزي امرأة وهنااستطاع أبو فراس إنقاذ عائلته من براثن أبي شهاب كما يقول هو.
- الدكتور تيسيرالعمر كلية الشريعة قسم العقائد والأديان جامعة دمشق يقول: أمر الأسلام بالمحافظة على الضرورات الخمس وهي /الدين ,النفس, العقل, العرض, المال/وجعل هذه الضرورات عماد الحياة إذا اهتزت واحدة منها اهتزت الحياة واضطربت وتحولت الى جحيم لايطاق وحرصاً على رعاية مصالح الناس ودفعاً للضرر عنهم فقد حرم الإسلام الاعتداء على أية ضرورة من الضرورات ويعد السحر من أشد الطرق المؤدية الى الفتك بالدين والنفس والعقل والعرض والمال لأن شظاياه تصل إلى كل ضرورة ويدمر جانبا مهما منها فهو من جهة يفسد على الناس عقائدهم وعقولهم بما يدخل عليهم من ضلالات وفتن ومن جهة أخرى يفسد النفوس والأعراض ويضيع المال فهو مدخل للأذية بالنفس والزنى وضياع الأموال بين أيدي الدجالين والمشعوذين لذلك جاء حكم الإسلام فيه واضحا بينا. ولقد نص الفقهاء بكل وضوح على كفر من استحله أو اعتقد إباحيته لأنه استغاثة بغيرالله وطريقة شيطانية تفسد العقائد والأفكار.
- وبين الدكتور تيسير العمر حكم تعلم السحر والعمل به بقوله: اتفق العلماء على أن تعلم السحر وتعليمه وممارسته كفر وحرام وفصل الفقهاء في هذه المسألة حيث قالوا:فإن كان السحر مما يعظم فيه غيرالله كالكواكب والجن وغير ذلك ممايؤدي إلى الكفر فهو كفر بلا نزاع ومن هذا النوع سحر هاروت و ماروت المذكور في سورة البقرة وإن كان السحر لايقتضي الكفر كالاستعانة بخواص بعض الأشياء من الاهانات وغيرها فهو حرام حرمة شديدة ولكنه لايبلغ بصاحبه الكفر.
- المحامي محمد جهاد اللحام قال في ذلك: لقد استفحلت قضية مراجعة المشعوذين والسحرة والدجالين فغدت سوقهم الرائجة وبضاعتهم مرغوبة فترى الناس يلجؤون إليهم ليستطلعوا المستقبل وليتطببوا ويبذلوا لهم الغالي والنفيس للوصول إلى مراتب عليا اجتماعيا وعلميا ودينيا ويوهم هؤلاء الدجالون ضحاياهم بقدراتهم اللامتناهية ولأحقيتهم بمنح من يسلمون لهم كامل التسليم مفاتيح الطريقة التي ينتهجون مما يجعلهم من أهل الكشف والفتح وهذا بهتان كبير وافتراء عظيم فهل يوجد ابتزاز أبشع من ذلك حين يتم استغلال آلام الناس ومعاناتهم وأمراضهم ويأسهم من أجل الربح وإرضاء لرغبات شهوانية حيوانية يندى لها الجبين وليت الأمر ينتهي هنا بل تعداه الى استخدام الضحايا للعمل في تجارة الدعارة وترويج المخدرات عبر طرق واساليب مختلفة أشدها خطورة إيهام الضحايا بأن مايقوموا به من أعمال والطاعة المطلقة للمشعوذ (الشيخ) وهو الطريق للخلاص والنجاة من آلام هذه الحياة وضمان الفردوس الأعلى.
ويضيف قائلاً:مانراه الآن على أرض الواقع أن هناك من يقف وراءهم ويدعمهم ويمولهم بل وصل الأمر بهؤلاء الداعمين لإنشاء محطات فضائية مختصة بالترويج لهذه الأعمال دون النظر لعوائدها المالية وهنا إشارة الاستفهام الكبرى!!
فالمجتمع الآن أمام جريمة الترويج للفكر الخرافي وسرقة لجيوب الناس علناً وإساءة بالغة للدين والدائرة في اتساع والضحايا في ازدياد فما الحل?ومايعيق وقف هؤلاء الدجالين وفضح أمرهم وتقديمهم للقضاء هم الضحايا أنفسهم ورفضهم التعاون مع أجهزة العدالة لعدة أسباب والحل بمزيد من الوعي الديني والإعلامي بجانب تعديل القانون لتجريم جرائم الدجل والشعوذة أيا كانت وتشديد العقوبات وتغليظها فالمادة 754 عقوبات عام تعاقب الدجال بالحبس والغرامة المالية وإذا تسببت بالضرر للشخص المريض يتشدد القانون ويعاقب بجريمة القتل والشروع بالقتل أو الإيذاء وهذه المادة لم تتطور ولم تعد قادرة على ردع وزجر تلك الجرائم منذ أن صدر قانون العقوبات عام 1949 وأصبحت غير مجدية.
مما يدفع القاضي الناظر بتلك الجرائم إلى البحث عن بديل لها, فتم الدمج بين أركان جرائم الدجل والتنجيم المعاقب عليها بالمادة 754 وأركان جرائم النصب والاحتيال وضروب الغش المنصوص عليها في المادة 641 وما يليها من قانون العقوبات العام.
وبدوره الدكتور عبد الجبار الجنيص أستاذ في قسم القانون الجزائي جامعة دمشق تحدث عن ذلك بقوله: مما لا شك فيه أن ممارسة أفعال الشعوذة والسحر, يعتبر عملاً منافياً للدين والأخلاق والقانون, لكونه يمس الثقة العامة مساساً شديداً ويزرع البغضاء والشقاق بين الناس, الأمر الذي يؤدي غالباً للخلافات والنزاعات داخل الأسرة الواحدة ويؤدي في نهاية المطاف لتدميرها وتفككها.
وهذه الممارسة محرمة قانوناً ونصت المادة 754 ع. ع على أنه يعاقب بالحبس والغرامة كل من يتعاطى بقصد الربح مناجاة الأرواح, والتنويم المغناطيسي والتنجيم وقراءة الكف وورق اللعب وكل ما له علاقة بعلم الغيب فضلاً عن مصادرة الأشياء المعدة للاستعمال في أفعال الشعوذة وتشدد العقوبة في حال تكرار ارتكاب هذه الأفعال المحرمة.
وإذا قصد الفاعل من وراء ممارسته حمل الغير على تسليمه نقوداً أو عقاراً وغير ذلك فإنه يمكن أن يلاحق بجرم الاحتيال المنصوص عليها في المواد 641 - 643 من ق. ع. أما إذا كان غرضه من ممارسة الشعوذة التحريض على ارتكاب جريمة معينة فإنه يسأل كمحرض ويعاقب بنفس العقوبة المقررة للجريمة التي حرض على ارتكابها.
- الدكتور رياض العاسمي أستاذ العلاج النفسي في كلية التربية جامعة دمشق يقول: منذ فجر التاريخ بدأ الإنسان بالبحث عن أجوبة وحلول للمشكلات التي يعاني منها فنسب بعضها وخصوصاً في العصور القديمة إلى المس الشيطاني والجن متذرعين بالتفسير الغيبي (البار سيكولوجي) للأمراض النفسية والعقلية فالأمراض ما هي إلا لعنة من الآلهة لخلاف تعاليمه فعوقب على هذه المخالفة وبناءً عليه لجأ الناس إلى المشعوذين لمعالجة هذه الاضطرابات النفسية عن طريق أساليب بدائية ليس لها أي دليل علمي واضح بالأدعية والصلوات وحلقات الذكر والضرب المبّرح للمريض من أجل إخراج الشياطين والجن من جسده وبقي الحال حتى القرن السابع عشر لكن العصر الحديث كشف عن حقيقة الاضطرابات النفسية والعقلية على أن سببها العديد من العوامل النفسية والاجتماعية والعضوية التي يعاني منها الانسان ولكل اضطراب مسبباته وطرائق علاجه, فنجد أن هناك أمراضاً عقلية وأخرى عصبية ونفسية واضطرابات مضادة للمجتمع وجسدية ذات منشأ نفسي أو وراثية وعضوية ونفسية واجتماعية.
وفي المجتمعات التي لاتملك المعرفة والوعي الكافي نجدهم يذهبون للدجالين والنتيجة انحلال خلقي واجتماعي ودمار البيوت وخسائر مادية كبيرة والسبب عدم معرفتهم بحقيقة النفس البشرية والعوامل المؤثرة فيها ونجد من صنف هؤلاء الناس (الشعوذة في عصر التقانة وعصر الشعوذة ايضا), من يمارسون العلاج باسم البرمجة اللغوية العصبية.
وللأسف رغم الوعي الصحي والنفسي في المجتمع مازالت نسبة كبيرة من مجتمعنا يعتقدون بأن سبب مشكلاتهم هو السحر والجن وقد يترك هؤلاء المشعوذون أثراً ايجابياً في نفوس مرضاهم قد يحدث هذا الأمر لأن جانباً من العلاج النفسي قائم على الايحاء ونجد أن الأمر عند المشعوذين والدجالين أنهم لايلتزمون بمبدأ أخلاقي ولامعرفة علمية حقيقية في المعالجة, ويعتمدون فقط على التأثير والسيطرة على النفوس الضعيفة صاحبة الشكوى ولذلك لابد من محاربتهم والبدء بالتوعية النفسية والاجتماعية والعلمية والتأثير عليهم عن طريق الحوار والمناقشة واظهار دور العلاج النفسي والطب النفسي.
لمحة عن حياة أبوشهاب: هو/أ.ج.ن/ والدته مريم مواليد حلب 1957 يقيم حالياً في ريف دمشق قرية بزينة عمل في البلاط والبناء ورعي الماعز في قريته بحلب أمي.
يغرر مريديه بدعوى حصوله على السر المطلق في علاج المرضى لجميع الأمراض الجسدية والروحية والنفسية والفكرية الأمر الذي أعطاه الإذن المطلق في تسيير أمور العباد وجميع الفتاوى الشرعية وخاصة بمواضيع الطلاق دون الرجوع الى أحد من العلماء متزوج وله ذكور واناث وزع عليهم الولاية كباراً وصغاراً حتى حصلوا على العصمة والوكالة في كل الأعمال كدخول البيوت بغيرإذن الزوج والنوم مع البنات دون الخوف من ابائهم على شرفهم وعرضهم حسب قول أتباعه.
ميساء العلي- يحيى الشهابي
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد