مصادرعسكرية لبنانية تكذب إدعاءات لارسن بشأن تهريب أسلحة من سوريا
استغربت جهات سورية متابعة لملف العلاقات اللبنانية ـ السورية ما أورده الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف متابعة القرار 1559, تيري رود لارسن, بعد اجتماع مجلس الامن أمس، عن مواصلة سوريا تهريبها الأسلحة الى لبنان, ونسبه ذلك الى معلومات تلقّاها من «مراجع حكومية لم تقدم تفاصيل عن كميات هذه الأسلحة»، الأمر الذي عزاه المندوب الأميركي جون بولتون, الى خوف المسؤولين اللبنانيين من عمليات سورية انتقامية ضدهم، معرباً عن قلقه «من محاولات ايران وسوريا زعزعة الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في لبنان»، ومذكراً الرئيس بشار الأسد بالوعد الذي قطعه للأمين العام للامم المتحدة كوفي أنان, بدعم القرار 1701.
وقالت الجهات السورية المعنية: «لو سلمنا جدلاً بحصول عمليات تهريب أسلحة ضبطتها السلطات اللبنانية، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يعمد الجانب اللبناني الى الكشف عن الموضوع وإعلان نوعية الأسلحة المهربة المضبوطة وكمياتها وعرضها على وسائل الإعلام، حتى يطّلع عليها العالم، وإبلاغ الحكومة السورية بالأمر لكي تقول كلمتها في الموضوع وتضع النقاط على الحروف؟»
واعتبرت الجهات نفسها أن «هذه الاتهامات لا تنسجم مع من يدّعي الحرص على تحسين العلاقات بين البلدين»، وطالبت «من لمح إليهم لارسن وبولتون بأن يكفوا عن اللعب بورقة الاتهامات ضد سوريا»، كما تمنّت على المراجع اللبنانية المسؤولة بألا تدع كلامهما يمر من دون ردّ أو توضيح.
وفي هذا الإطار سألت مصدراً عسكرياً لبنانياً مسؤولاً عما ورد في تقرير رود لارسن حول احتمال استمرار تهريب الأسلحة من سوريا إلى لبنان, فأكّد عدم حصول أي عملية تهريب منذ تسلم الجيش مهمته بضبط الحدود ونشر نحو ثمانية آلاف جندي لهذه الغاية، لافتاً الى انه عند العثور على سلاح مهرب تصدر قيادة الجيش بياناً في هذا الشأن.
وفيما لفت المصدر العسكري المسؤول إلى انه سبق لمديرية التوجيه ان نفت في بيان لها قبل أكثر من شهر ما أعلنه بعض الأطراف المحلية من ضبط شاحنة محملة بالأسلحة عبرت الحدود السورية الى لبنان، أوضح ان القيادة ليست في وارد الدخول في سجال مع أي فريق, وهي تنأى بنفسها عن التجاذبات السياسية الحاصلة، مؤكداً على ان «الوضع ممسوك تماماً على الحدود، والجنود المنتشرون هناك لم نضعهم لكي يكونوا شهود زور». مضيفا انه من المفيد صدور موقف واضح في هذا الخصوص من جانب الحكومة اللبنانية أو من قبل وزيري الدفاع والخارجية لوضع حد لهذا اللغط.
من جهة أخرى لا تزال العلاقات السورية ـ السعودية على حالها من الجمود، وفقاً لما ذكرته الجهات السورية نفسها، كاشفة أن استقبال الرياض لنائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام زاد من توترها، ومشددة في الوقت نفسه على حرص سوريا الدائم على إقامة أطيب العلاقات مع سائر الدول العربية.
وكشف مصدر سوري ان زيارة نايجل سبينولد, مستشار رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وأحد أبرز المقربين منه، الى سوريا قبل أيام, والتي لم تُعلن رسمياً، جاءت بعد زيارته واشنطن ولقائه عددا من كبار المسؤولين الاميركيين. وقد التقى في دمشق كلاً من الرئيس بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم, وجرى بحث العلاقات الثنائية وعلاقات سوريا مع الاتحاد الأوروبي، وكذلك الوضع في المنطقة وعملية السلام.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد