ملك الأردن وعباس يقفان مع اولمرت في محنته

09-05-2007

ملك الأردن وعباس يقفان مع اولمرت في محنته

الطوق يشتد حول عنق إيهود أولمرت، واقع تعبّر عنه تصريحات قادة إسرائيل جميعهم منذ نشر التقرير الأوّلي للجنة فينوغراد. لكن للسياسة ألاعيبها، وللفاعلين فيها مصالحهم، التي تدفع بهم، في بعض الأحيان، إلى التحايل لضمانها. كانت هذه حال إيهود باراك أمس، عندما عبّر عن استعداده لقبول المشاركة في حكومة يقودها أولمرت، إذا ما تمت الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وإلا فاستقالته.
ومع ذلك، يبقى التخبط الإسرائيلي سيد الموقف. تخبط دفع كوندوليزا رايس إلى إلغاء زيارة لها كانت مقررة إلى إسرائيل. لكنه لم يمنع ملك الأردن عبد الله الثاني من مد يده لانتشال أولمرت من مأزقه، عبر دعوته إلى المشاركة في احتفال الفائزين بجائزة نوبل للسلام في البتراء الأسبوع المقبل.
أما محمود عباس، فيبدو أنه يحقق «فائدة»: أولمرت بات يسعى إلى اللقاء به، بل إلى فتح قنوات حوار «سرية» معه، في ظل تصاعد الاستعدادات الإسرائيلية لشن عدوان على غزة، حيث توعدت المقاومة بـ«مفاجآت تضاهي ما فعله حزب الله في الجنوب»، مشيرة إلى أن «طائرات الاحتلال ودباباته لن تكون بمنأى عن النيران»
ولم يمنع إلغاء وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لزيارتها إلى إسرائيل، رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت من السعي إلى فتح باب تفاوضي مع الجانب الفلسطيني أملاً في الهرب من الأزمة الداخلية بعد تقرير «فينوغراد»، وقد ساعده في ذلك الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي دعاه إلى زيارة عمان الأسبوع المقبل.
وأعلنت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس أن أولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس سيلتقيان «في وقت قريب جداً» في إطار اجتماعات منتظمة تتم بفضل وساطة أميركية.
وأوضح مسؤول رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن اللقاء سيعقد «الأسبوع المقبل» وأن مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين سيلتقون في الأيام المقبلة لتحديد مكان الاجتماع وتفاصيله.
وكانت صحيفة «هآرتس» قد ذكرت أمس أن أولمرت يجري محادثات عبر قناة سرية مع عباس، ويتوقع حدوث تقدم سياسي كبير في الصيف المقبل. وقالت إن أولمرت لمّح إلى وجود مسار مفاوضات سري مع عباس خلال اتصالات أجراها مع وزراء وشخصيات سياسية في إسرائيل في الأيام الأخيرة. وأوضحت أن المحادثات السرية تتناول قضايا سياسية بارزة، لا خطوات، لبناء الثقة مثل إزالة حواجز عسكرية للاحتلال في الضفة الغربية وفتح معابر.
إلا أن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات نفى وجود قناة اتصال سرية، وقال إن «هذا الخبر عار من الصحة ولا وجود لمثل
هذه القناة السرية».
في هذا الوقت، قال مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية إنهم «دهشوا» من قرار وزيرة الخارجية الأميركية تأجيل زيارتها إلى القدس المحتلة ورام الله الشهر الجاري. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية عن مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية قوله إن من شأن إلغاء الزيارة أن يدفع جهات في المنطقة إلى تفسير قرار واشنطن بأن الإدارة الأميركية لا تثق بإمكان دفع العملية السياسية بسبب الوضع السياسي الداخلي في إسرائيل وتدني مكانة أولمرت إلى حد كبير للغاية.
وقال السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن داني أيالون، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن انعدام الوضوح السياسي في إسرائيل في أعقاب التقرير الأولي للجنة فينوغراد لن يضيف شيئاً للقاء رايس وأولمرت.
وأضاف أن «خيبة أمل رايس والأميركيين نابعة بالطبع من أداء إسرائيل في مقابل الفلسطينيين»، في إشارة إلى التحفظات التي أبداها مسؤولون أمنيون إسرائيليون حيال وثيقة «اختبارات التنفيذ» الأميركية.
قال المدير السابق لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، المحامي دوف فايسغلاس، إن «رايس توصلت إلى نتيجة مفادها أن قدرة الحكومة الإسرائيلية على اتخاذ قرارات هامة في الوضع الراهن محدودة، وهي بالتأكيد لا تريد تبذير الوقت».
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصادر في مكتب أولمرت قولها إنه خلافاً لما نشر بأن إلغاء زيارة رايس نابع من نتائج تقرير فينوغراد وتزعزع الوضع السياسي لأولمرت، فإنه كانت هناك علامة سؤال عن قيام رايس بزيارة إسرائيل قبل صدور التقرير.
ولكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك قال للصحافيين في واشنطن «نحن نعمل عن كثب مع رئيس الوزراء أولمرت. ونحن نعمل عن كثب معه ومع الحكومة في هذه اللحظة فيما يختص بالقضايا الفلسطينية الإسرائيلية وكيفية تحريك العملية للأمام».
ورغم الرؤية الأميركية لصعوبة الحديث مع أولمرت في المرحلة الحالية، إلا أن الملك الأردني عبد الله الثاني أصر على دعوته إلى اجتماع لحائزي نوبل للسلام سيعقد في مدينة البتراء الأردنية الأثرية في 15 الشهر الجاري.
وأكد مسؤول في الديوان الملكي الأردني أن أولمرت تلقى دعوة إلى المشاركة في المؤتمر

 

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...