مناورة جوية إسرائيلية يونانية تعوّض تدهور العلاقة مع تركيا

أعلن أمس في تل أبيب أن سلاح الجو الإسرائيلي أنهى مناورة جوية مع سلاح الجو اليوناني. ويتسم هذا الإعلان بأهمية فائقة في هذا الوقت بالذات الذي بلغ فيه التنسيق بين إسرائيل واليونان ذروته لعرقلة انطلاق «أسطول الحرية 2» لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة. كما أن الإعلان يشهد على توطد العلاقات العسكرية الاسرائيلية مع اليونان في ما يبدو انه تعويض استراتيجي عن تدهورها مع تركيا .
وشاركت في المناورة التي جرت في قاعدة لاريسا في اليونان طواقم مروحيات أباتشي من أسراب «السيف المتقلب»، «عصافير الصحراء» و«العقرب» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مع طواقم يونانية. كذلك شاركت في التدريبات مع طواقم الجو، وحدة الإنقاذ والإخلاء الحربي 669. وقاد الجانب الإسرائيلي من المناورة قائد قاعدة بلماخيم الجوية. كذلك شاركت في المناورة طائرات نقل من طراز «هيركوليس».
ومن المؤكد أن هذه المناورة تشهد على الطابع الذي يزداد توثقا في العلاقة العسكرية والأمنية بين اليونان وإسرائيل. وقد أشيع في الأيام الأخيرة أن محاولات تخريب عدد من السفن المشاركة في اسطول الحرية تمت بالتوافق بين إسرائيل واليونان. ولمّح نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، موشي يعلون إلى أن تعطيل القافلة البحرية لم يتم بالصدفة. وتصر مصادر عسكرية إسرائيلية على أن التوافق بين المناورة الجوية ومساعي تعطيل أسطول الحرية مجرد صدفة. فقد تقررت المناورة منذ وقت طويل. وأشار المراسل العسكري للقناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى أنه تم التدرب على التحليق لمسافات طويلة وأن المناورة استمرت أياما. وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إنه «في إطار خطة التدريبات للجيش الإسرائيلي، المقررة سلفا، أجرى سلاح الجو تدريبات مع سلاح الجو اليوناني، مثلما كان يجري تدريبات في الماضي مع أسلحة جوية أخرى». وشدد مسؤولون عسكريون إسرائيليون على أن الغاية من هذه المناورات التدرب على التحليق في أماكن غير معروفة مسبقا وتوثيق التعاون مع سلاح الجو اليوناني «كجزء من حاجتنا الاستراتيجية لتطوير علاقات مع دول أجنبية».
وكانت إسرائيل واليونان قد بدأتا مناورات عسكرية في تشرين الاول من العام الماضي إثر تدهور العلاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل خصوصا بعد مجزرة سفينة مرمرة. وقامت طائرات حربية إسرائيلية بالتدرب مع الطائرات اليونانية لمدة أربعة أيام. وقد سبق لتركيا في تموز من العام الماضي أن ألغت مشاركة إسرائيل في المناورات التركية السنوية المشهورة بـ«نسر الأناضول».

المصدر: السفير