منطقة اليورو تبحث اليوم خطة لحل أزمة ديونها
تخوض دول منطقة اليورو سباقاً مع الزمن للتوصل الى اتفاق حول وسائل لحل أزمة الديون، إذ شهدت برلين أمس لقاء بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، تمهيداً لقمة تعقد اليوم في هذا الشأن.
وفي أثينا قال الناطق باسم الحكومة اليونانية ايلياس موسيالوس: «لدينا غداً (اليوم) قمة حاسمة لمستقبل البلاد وأوروبا».
وأكد وزير مال لوكسمبورغ لوك فريدن في تصريح الى صحيفة «فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ» الألمانية أن «الأمر يتعلق باستقرار منطقة اليورو وبالمشروع الأوروبي كله».
وتأمل أسواق المال التي تهزّ منطقة اليورو منذ أسابيع، برد حازم يذهب أبعد من الخطة الثانية لإنقاذ اليونان التي تجرى دراستها. وتشعر الولايات المتحدة بقلق من آثار أزمة الديون الأوروبية التي قد تكون مدمرة لاقتصادها، وكانت الأزمة محور اتصال هاتفي بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ومركل.
وتتوجه الأنظار اليوم إلى برلين التي لا تريد دفع ثمن خطأ الآخرين. وفي مؤشر على الخلافات التي ما زالت قائمة، قرر ساركوزي التوجه إلى برلين بعد ظهر أمس، للقاء مركل من أجل تحريك الوضع. وتتعلق المحادثات بالتوصل إلى حل في شأن مشاركة المصارف في الخطة الثانية لمساعدة اليونان.
وتطالب ألمانيا، التي تخشى عجزها عن تمرير دفع قروض أخرى بسبب معارضة الرأي العام فيها، بهذه المساهمة. لكن هذا الاقتراح يقسم الأوروبيين الذي يخشون عجزاً لا يمكن السيطرة عليه ويعارضه المصرف المركزي الأوروبي الذي يرى فيه تخلفاً جزئياً أو كاملاً من اليونان في تسديد ديونها. كما أن فرضية كهذه ستجبر المصرف المركزي الألماني على عدم قبول سندات اليونان كضمانة لإقراض المصارف. وهذا سيجبر الحكومات على أن تمول بنفسها النظام المصرفي لليونان وغيرها.
واعترف وزير الاقتصاد الفرنسي فرنسوا باروان أمس، بأن درجة مشاركة القطاع الخاص تثير جدالاً بين برلين وباريس. لكنه أشار إلى «تطابق كبير في وجهات النظر» حول ضرورة جعل «الديون اليونانية قابلة للدعم» من قبل البلدين. وأضاف: «نحن متفقون على الهدف والوسيلة وعلى جدول زمني ضيق جداً ولا نريد إعادة جدولة للديون اليونانية» التي تعني للمضاربين «انتصاراً على طبق من فضة».
ويعقد الأوروبيون اجتماعهم تحت ضغط كبير من الخارج. وأجرى أوباما اتصالاً هاتفياً بمركل وتحدث معها «في مسألة أزمة منطقة اليورو»، وفق ما أعلن البيت الأبيض. وأوضح أنهما «اتفقا على أهمية معالجة هذه الأزمة بفاعلية لدعم النهوض الاقتصادي في أوروبا وكذلك الاقتصاد العالمي».
وأعلن صندوق النقد الدولي الذي أطلق تحذيرات للأوروبيين أول من أمس، أن مديرته العامة الجديدة الفرنسية كريستين لاغارد ستحضر القمة الأوروبية.
ويفترض أن ينجز قادة منطقة اليورو الذين يجتمعون اليوم في قمة استثنائية، خطة جديدة لإنقاذ اليونان في الأيام المقبلة لتجنب انتقال عدوى الأزمة إلى بلدان أخرى. وتوقعت الحكومة الألمانية في برلين أمس أن يتوصل القادة الأوروبيون في قمة الخميس إلى «نتيجة جيدة» تؤدي إلى «تهدئة» الأزمة في اليونان التي تواجه خطر الإفلاس.
وصرّحت وزيرة المال الفرنسية فاليري بيكريس أن فرنسا «تأمل» في أن يتم تبني الخطة الجديدة لمساعدة اليونان، خلال القمة.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد