مواجهات عنيفة بين الشرطة ومناهضي العولمة في المانيا
اندلعت مواجهات عنيفة السبت بين الشرطة الألمانية وعدد من المتظاهرين، من مناهضي العولمة، الذين توافدوا على مدينة "روستوك"، قبل أيام من قمة مجموعة الثمانية الصناعية الكبرى، التي ستعقد بمنتجع "هايليغندام" على بحر البلطيق، بين السادس والثامن من حزيران/ يونيو الجاري.
بدأت المواجهات خلال مظاهرة احتجاجية حاشدة، دعت إلى تنظيمها حركة "اتاك" ومنظمات المجتمع المدني المناهضة للعولمة، تحت شعار "عالم آخر ممكن"، في إشارة إلى سعي تلك المنظمات إلى ما تعتبره نوع آخر من العولمة الاجتماعية يقوم على أساس التضامن في العلاقات الدولية.
وفيما قامت الشرطة الألمانية بنشر نحو 13 ألف جندي من قوات الأمن في روستوك، تحسباً لتلك المظاهرة، فقد ذكرت مصادر أمنية أن عدد المشاركين في تلك الاحتجاجات، بلغ أكثر من 30 ألف ناشط من المناهضين للعولمة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى إصابة عدد من جنود الشرطة الذين تعرضوا للرشق بالحجارة من جانب المحتجين الغاضبين، فيما شوهد أفراد الأمن يستخدمون خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.
قالت المتحدثة باسم الشرطة، كوردولا فيتشتينغر: "يتعرض ضباط الشرطة لاعتداءات بالغة حالياً في المدينة"، مضيفة القول: "لقد تطور الوضع بصورة متسارعة، ونبذل أقصى للسيطرة على الموقف، بعدها يمكن حصر عدد المحتجزين."
وقد شوهدت مروحيات الشرطة تحلق فوق رؤوس آلاف المحتجين، الذين كانوا يتحصنون خلف شاحنة ويقذفون قوات الأمن بالحجارة، فيما كانوا يرددون الشعارات المناهضة للعولمة.
وكانت قوات الأمن الألمانية قد شنت في وقت سابق الأربعاء، حملات دهم على مكاتب ومقار نشطاء يساريين مناوئين للعولمة، يشتبه في تخطيطهم للقيام بأعمال عنف لإرباك قمة مجموعة الثمانية، كما فرضت السلطات الألمانية إجراءات أمنية صارمة على الحدود.
وأعلنت السلطات الأمنية مؤخراً، فتح تحقيقات مع أكثر من 18 شخصاً، يشتبه في تشكيلهم مجموعة إرهابية خططت لتنفيذ تفجيرات وأعمال عنف خلال القمة.
وشيدت ألمانيا سياجاً أمنياً بتكلفة 12.6 مليون يورو، حول منتجع هايليغندام شمالي البلاد، في محاولة لإبعاد المحتجين عن مكان القمة، التي تستضيفيها المستشارة أنغيلا ميركل.
ويشارك في القمة قادة كل من الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا واليابان.وشهدت القمة السابقة، التي استضافتها مدينة سانت بطرسبيرغ، في روسيا، احتجاجات لا تذكر نظراً لصعوبة حصول المناوئين للعولمة على تأشيرات دخول إلى روسيا، على نقيض ألمانيا، التي يتاح لمواطني الاتحاد الأوروبي التحرك فيها بحرية.
وتحاول السلطات الألمانية تفادي تكرار العنف الذي تخلل قمة الثمانية في مدينة جنوا في إيطاليا.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد