نائب ياباني يخرق «المحرمات»
أثار الممثل الياباني الذي تحول إلى السياسة مؤخراً، النائب تارو ياماموتو، جدلاً واسعاً في البلاد، بعدما خرق قواعد البروتوكول، وسلّم رسالة إلى إمبراطور اليابان ليجذب انتباهه إلى أزمة مفاعل فوكوشيما، وهو فعلٌ يُعتبر في بلاد الشمس المشرقة من المحرمات.
وكان الإمبراطور أكيهيتو، وزوجته ميشيكو، يحييان صفاً من الضيوف خلال حفل سنوي في القصر الإمبراطوري الأسبوع الماضي، حين تقدم النائب، وسلم الإمبراطور رسالة.
وبث فيديو الحادث مراراً عبر شاشات التلفزيون، ويظهر فيه الإمبراطور يتسلم بهدوء الرسالة، التي كتبت على ورق من نوع «واشي» بالفرشاة والحبر. وتحدث لفترة وجيزة مع ياماموتو، لتقوم بعدها الإمبراطورة بسحب مرفق زوجها من الخلف.
وبدوره، أخذ كبير الخدم، الذي كان يقف إلى جانب الإمبراطور هذه الرسالة، وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».
ومن جهته، اعتذر النائب، الذي انتخب مستقلاً في انتخابات تموز الماضي، لإزعاجه الإمبراطور، ولكنه رفض الدعوات للاستقالة.
وقال ياماموتو، وهو ناشط مناهض للأنشطة النووية، يبلغ من العمر 38 عاماً، إنه أراد تقديم نداء إلى الإمبراطور بشأن الأزمة في فوكوشيما، وعن التأثير الصحي السلبي المحتمل للعاملين في تنظيف المحطة الكهربائية، التي تعرضت إلى كارثة في أعقاب زلزال العام 2011، والتسونامي الذي أعقبه.
وتعكف لجنة في الغرفة العليا في البرلمان الياباني على بحث ما إذا كانت ستوجه عقوبة تأديبية للنائب، ومن المتوقع أن تصدر قرارها الأسبوع الحالي.
ويشار إلى أن تصرف ياماموتو أثار الجدل بسبب حساسية دور الإمبراطور الياباني ومكانته في البلاد، برغم مرور نحو 70 عاماً من إعلان والد أكيهيتو، الإمبراطور هيروهيتو، تخليه عن الإلوهية في أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية، ليصبح مجرد رمز للدولة.
ولا يزال الكثير من المحافظين يعتقدون أنه من المحظور على العامة التحدث إلى الإمبراطور وعائلته. ولم يكن ليسمح للعامة بالنظر مباشرة إلى الإمبراطور قبل عقود، ولكنه اليوم يلتقي بالناس العاديين، من بينهم سكان المناطق المنكوبة شمال اليابان.
ويذكـــر أنه ليس هنـــاك قانون يحظـــر تســـليم رسالة إلى الإمبراطور، لكن لا يفترض من العامة التحدث بحرية إلـــيه، أو لمسه، أو تسليمه شيئاً من دون إذن، كما يُعدّ من غـــير اللائق التـــقاط صورة للإمبراطور أو زوجته بواسطة الهاتف النقال.
(عن «سكاي نيوز»)
إضافة تعليق جديد