“لنا” ما نرى.. سامر فوز واحد من الأسماء التي ركبت قطار الأعمال السريع!
منذ عدة سنوات وفي غمرة الحرب ركب عدد من الأسماء قطار الاعمال السريع ولمع اسمهم كأحد أبرز رجال الأعمال على الساحة المحلية وأكثرهم جدلاً لسرعة تطور وتوسع أعمالهم، سامر فوز واحد منهم!!.
يتحدث الوسط الاقتصادي عن الرجل بكثير من التحفظ، ورغم امتلاكه مؤخراً لقناة تلفزيونية، ومهمتها الرئيسية التسويق له ولأعماله، إلا أنه لم يسبق له أن أجرى لقاءً صحفياً جاداً بعيداً عن الترويج والتزكية، لقاء يوضح فيه مثلاً رحلته كرجل أعمال، والصعوبات التي واجهها، نظريته وشعاره في عالم “البزنس”!!.
وبما أنه “لنا ما نرى” وهو بالمناسبة شعار قناة “الفوز” التلفزيونية، لا يمكن لأي متابع لنشاطاته الاقتصادية عزلها عن كونها واحدة من آثار الحرب الجانبية على واقع قطاع الأعمال السوري، وتصنيفه ضمن قائمة الأسماء الطارئة على عالم المال والأعمال. ستبقى وصمة “أثرياء الحرب” تلاحق العديد من تلك الأسماء على المدى المنظور وربما المتوسط، المشكلة تكمن في أن تلك الأسماء لا تعمل على تبديد الصورة الذهنية السلبية التي تشكلت عنهم، بل يكرسونها من خلال الاستمرار في نهج التقاط الفرص لتوسيع أعمالهم، بطبيعة الحال “الفوز” واحد من أسماء عدة!!.
بقي قطاع تجميع السيارات “مثلاً” بمنأى عن التجاذبات إلى أن دخل “الفوز” بقوة إلى هذا القطاع ومع إعمار موتورز إحدى شركات “أمان القابضة” رجعت كيا لسوريا!!، ذلك العنوان العريض فتح شهية الاعلام وبعض الصناعيين للحديث والتقصي والنشر، نشرت عدة مقالات وتقارير عن القضية، وكانت محط سجال في مجلس الشعب على أنها مجرد نفخ دواليب، بعدها تم الاعلان على استحياء عن مصادرة مكونات لإحدى شركات التجميع، ليظهر فيما بعد أن المكونات عبارة عن 749 سيارة تعود لإعمار موتورز بلغت رسومها نحو 15 مليار، حتى الجهات المعنية المعنية لم تعلن عن الأمر بشفافية!!، لم يكن مقنعاً حفل الافطار الرمضاني الذي أقيم منذ سنتين على شرف اعلان اندماج أمان القابضة مع مجموعة حميشو، لجهة تبديد هواجس المتابعين رغم الغطاء الرسمي لتلك الصفقة “المدمجة” من خلال حضور وزير الصناعة السابق، إنما بدا الاندماج أشبه بزواج مسيار لولادة شركة صروح للاعمار التي اطلقت نوعين من سياراتها الجديدة نوع بي واي دي، إذ تلا ذلك بعد عام حفل إطلاق “كيا” تحت مظلة التجميع الفضفاضة!!.
لا يزال صدى صفقة شراء “الفوز” لحصة الوليد بن طلال من الفورسيزونز يرن صداها في أهم وسائل الاعلام العالمية، تلك الصفقة التي لم يعلن عن تفاصيلها سوى أنها حدثت، راجع الاصلاحية: “الفوز” يفوز بحصة الوليد بن طلال في الفورسيزونز.. هل حصل على قرض!، فيما تتحدث مواقع إعلامية عن أن رجل الأعمال السوري اشترى مؤخراً مطعم نادي الشرق بدمشق بقيمة 5,5 مليار ليرة سورية، ربما أيضاً سيبقى الأمر خبر تتداوله وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ولا نعتقد أن تفاصيل الصفقة ستنشرها قناة “لنا” ولا دوائر المالية ستفصح عن رقم مالي حققته كضرائب ورسوم على تلك الصفقة!!، صفقة نادي الشرق وهي مناسبة الحديث، كان لها مقدمات، فمنذ عدة أشهر فقط أصدرت هيئة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الارهاب قراراً حذفت بموجبه عدة أسماء من القائمة، من بينهم موفق أحمد القداح رجل الاعمال السوري المتواجد في الامارات، وعليه رفع الحجز وصار بإمكانه بيع ممتلكاته في سورية، ومن ممتلكات نادي الشرق الذي اشتراه “الفوز”، عندما شاع خبر صفقة الفورسيزن كان الوليد بن طلال حبيس الاقامة الجبرية في السعودية بأمر ملكي!!.
من محاسن الصدف بينما أنت تقف في مكان ما من هذا العالم ثم فجأة يقف أمامك قطار الأعمال السريع فتقرر أن تركبه!!.
يذكر أن أول مسلسل عرضته قناة “لنا” هو مسلسل “الواق واق” تدور أحداثه حول غرق سفينة على متنها مهاجرين سوريين يتجمع الناجين منهم على جزيرة نائية، كانت شخصية “الدكتور معيط” رجل الاقتصاد والمال على تلك الجزيرة التي أداها الفنان القدير جرجس جبارة بجدارة، كانت شخصية ملفته حقاً، لقد استطاع بوقت قياسي بمساعدة “أبو دقور” الرجل البسيط والساذج الهارب من ظلم زوجته “كرجية”، أن يسيطر على اقتصاد الجزيرة (لعب دور أبو دقور الفنان الرائع جمال العلي)، استطاع “د.معيط” جمع المواشي التي كانت هي أيضاً على ظهر السفينة الغارقة، وكلف أبو دقور بحلبها ورعايتها، وأيضاً كان يجمع ما كان يقذفه البحر على شاظئ الجزيرة من معلبات “مساعدات انسانية” يبدو أنها كانت تحملها السفينة، ليبيعها لسكان الجزيرة!!.
صار وقتا..
فهد كنجو
إضافة تعليق جديد