اتفاق أميركي إسرائيلي على مقاطعة حكومة حماس
في أول إشارة أميركية علنية الى خطة ايهود أولمرت لرسم الحدود، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، في برلين، أن واشنطن لن ترفض دعم خطوات إسرائيلية من طرف واحد، مشيرة إلى أن بلادها دعمت في الماضي خطة الفصل التي كانت خطة من طرف واحد وتم تنسيق تنفيذها مع الفلسطينيين.
وقالت رايس <<من الوجهة الظاهرية، ليس بوسعي القول إننا لا نظن أن في الخطة الإسرائيلية أية قيمة. كما ليس بوسعي القول إننا نؤيدها، لأنني لا أعرف ذلك حتى الآن. فلم نكمل الحديث معهم لمعرفة ما يخططون له>>.
ومع ذلك، أوضحت رايس أن كلامها لا يعني تفضيل الأميركيين لهذه الخطة، مشيرة إلى أنه <<من الواضح أننا نفضل رؤية حل يتم التوصل إليه عبر المفاوضات. وهذا هو جوهر خريطة الطريق>>.
وشددت رايس على أنها لا ترى فرصة للتفاوض مع حركة حماس طالما أنها لا تعترف بوجود إسرائيل ولا توقف العنف ولا تحترم الاتفاقات الدولية التي وقعت في الماضي، موضحة أنه <<من أجل إجراء مفاوضات, ينبغي أن يكون لك شريك. وحاليا الحكومة الفلسطينية لا تأخذ على عاتقها مبدأ التوصل إلى حل عن طريق المفاوضات>>.
وليس صدفة أن أقوال رايس هذه تأتي ليس فقط في يوم تسلم حكومة حماس مقاليد السلطة ويوم وصول المبعوثين الأميركيين ديفيد وولش واليوت أبرامز إلى إسرائيل للتباحث مع الحكومة الإسرائيلية في الوضع الناشئ بعد الانتخابات الإسرائيلية. كما أنه ليس صدفة أيضا أن تطلق رايس هذه التصريحات في اليوم الذي تكرس فيه صحيفة <<نيويورك تايمز>> افتتاحيتها لنتائج الانتخابات الإسرائيلية ولخطة الانطواء الاحادية.
وتقول افتتاحية <<نيويورك تايمز>> <<إننا غير راضين عن خطة الانطواء التي أعلنها إيهود أولمرت، ولكن قلوبنا في هذه المرحلة تفرح من كل أمر يقود إلى انسحاب إسرائيل من أراض ينبغي أن يحكمها الفلسطينيون ذات يوم وتنشأ فيه دولتان في ذلك المكان>>. وبحسب الافتتاحية، فإنه <<فيما لا يمكن تحقيق الحل المثالي إلا عبر المفاوضات فقط، وليس عبر الانسحاب من طرف واحد، فإن المفاوضات لن تتم طالما أن حركة حماس لا تعترف بدولة إسرائيل ولا توقف الإرهاب. وفي هذه الأثناء بوسع إسرائيل البدء بالتخفف من المشكلة التي خلقتها لنفسها في الضفة الغربية>>.
وفي وقت بات الموقف الفلسطيني والعربي معروفا، وخصوصا بعد قرارات قمة الخرطوم، من خطط الفصل من طرف واحد، أبدت مصادر إسرائيلية مقربة من أولمرت رضاها على موقف رايس. وقال مسؤولون في مكتبه للصحف الإسرائيلية إن أقوال رايس هي في الحقيقة أبلغ رد على من زعموا بأن خطة أولمرت السياسية غير منسقة مع الأميركيين. وبحسب هؤلاء، فإن <<كل من يزعم أن أولمرت غير منسق مع واشنطن، تلقى الجواب>>.
وبرغم أن القادة الإسرائيليين عمدوا، في العقود الأخيرة، إلى تنسيق مواقفهم السياسية مع الإدارة الأميركية، إلا أن رئيس الحكومة المريض أرييل شارون وزعيم حزب كديما، إيهود أولمرت، أوصلا التنسيق إلى درجة القداسة والشرط المسبق. ولم ينقطع التنسيق والتشاور في الشأن السياسي بين الطرفين حتى في حمى المعركة الانتخابية. وبادر الرئيس الأميركي جورج بوش للاتصال بأولمرت وتهنئته بالفوز في الانتخابات ودعوته للقاء في واشنطن قريبا. وتبدى التنسيق الأميركي الإسرائيلي بأوضح صورة في الموقف المشترك من شروط قبول التعامل مع حكومة حماس.
ووصل أمس إلى إسرائيل وولش وأبرامز للبحث في سبل التعامل المشترك مع قضيتين أساسيتين: أولاهما، تولي حكومة حماس المسؤولية وطرق عزلها ومقاطعتها، والثاني سبل استمرار دعم المدنيين الفلسطينيين والتخفيف من معاناتهم. وفي هذا الإطار، هناك خلاف واضح بين إسرائيل والإدارة الأميركية حول بقاء المعابر الحدودية مفتوحة أمام تدفق البضائع والناس.
وفي اللقاء الذي تم بين المبعوثين ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، جرى بحث مبادئ التصرف إزاء حكومة حماس. وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الخط الموجه للاتصالات الأميركية هو قطع العلاقات بين كل من إسرائيل والإدارة الأميركية مع حكومة حماس. وأضافت هذه المصادر أن ليفني اتفقت مع الأميركيين على قطع الاتصالات مع الحكومة الفلسطينية على المستويين السياسي والإداري، وأنه تم الاتفاق على الحاجة للتمييز بين نزع الشرعية عن حكومة حماس وبين تخفيف الأزمة الإنسانية للسكان الفلسطينيين.
وبخلاف العديد من المرات السابقة، قررت الإدارة الأميركية ألا يصل المبعوثان الأميركيان إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهكذا تقرر أن يجتمع المبعوثان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة الأردنية الأحد المقبل.
وعلمت <<السفير>> أن تعليمات أميركية واضحة صدرت للمؤسسات التي تتلقى دعما من وكالة التنمية الأميركية (US AID) بقطع كل صلة بالمؤسسات الحكومية الفلسطينية. بل أن دفعة من المعدات المخصصة لمكافحة أنفلونزا الطيور كانت مخصصة لوزارة الصحة الفلسطينية تم طلب وقف تسليمها، إن لم تكن قد سلمت قبل موعد أداء اليمين الدستورية للوزراء الفلسطينيين.
عن السفير
إضافة تعليق جديد