70 ألف رجل أمن لحماية احتفالات الكنائس المصرية بالميلاد
أعلن النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود أن أقوال شهود العيان والمصابين في حادث تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية كشفت عن عدم معرفة أي منهم كيفية حدوث الانفجار وأنهم فوجئوا بصوت الانفجار وما ترتب عليه من آثار مدمرة .
واطلع النائب العام على تقارير الصفة التشريحية الصادرة من مصلحة الطب الشرعي والتي تبين منها أنه تم استخراج أجسام صلبة عبارة عن صواميل ومسامير وقطع حديدية وقطع زجاج وقطع أسمنتية وبلاستيكية من أجسام المتوفين والمصابين وقد عثر بمكان الحادث على أشلاء آدمية .
وكانت أجهزة الأمن قد نشرت على نطاق واسع أمس صورة لجثة شخص في العقد الثالث من العمر بعد أن تم العثور على أشلائها في الحادث، وقام خبراء الأدلة الجنائية والطب الشرعي بتجميع ملامحها من خلال عدة عمليات تجميل، وتواصل الأجهزة الأمنية جهودها لمعرفة شخصية صاحب الجثة .
وقالت مصادر قضائية إن النائب العام غادر الإسكندرية فجأة صباح الخميس، لاغياً المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا في التاسعة صباحا .
ونقلت عن وكيل النائب العام بمحافظة الإسكندرية ياسر الرفاعي القول إن النيابة العامة لا صلة لها بالصورة المنشورة في الصحف والتي يزعم أنها لمنفذ التفجير .
ويشارك 70 ألفاً من رجال الشرطة في أكبر حملة أمنية تشهدها المدن المصرية لحماية الكنائس يوم عيد الميلاد عند الأقباط المسيحيين .
وقال مسؤولون في وزارة الداخلية إن الوزارة وضعت خطة لتأمين الكنائس بمشاركة نحو 20 ألف ضابط و50 ألفاً من أفراد الشرطة والمجندين بالإضافة إلى الاستعانة ب138 كاميرا إلكترونية أثناء مشاركة المسيحيين في قداس عيد الميلاد الذي سيجري فجر اليوم (الجمعة) .
وأضاف أن الوزارة أعلنت حالة الاستنفار كما أمرت بإلغاء الإجازات حتى للضباط وأفراد الشرطة والمجندين الأقباط وتكثيف الجهود لتأمين كل الأماكن الدينية من كنائس ومساجد وأماكن أثرية .
وارتكزت سيارات الأمن المركزي بالميادين الرئيسية والشوارع قرب الكنائس حتى تكون على أهبة الاستعداد في حالة حدوث أي طوارئ، ويشارك في عمليات التأمين خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية ورجال البحث الجنائي والأمن العام والشرطة النظامية .
وبدأ رجال الإدارات المحلية في وضع متاريس حديدية حول جميع الكنائس وحواجز حديدية لمنع وقوف أي سيارات على الإطلاق كما قامت قوات الشرطة بمنع توقف السيارات بالشوارع والميادين الرئيسية .
ودعت أحزاب وقوى المعارضة المصرية، باستثناء الإخوان المسلمين، في بيان أصدرته أمس إلى إقالة وزير الداخلية حبيب العادلي، وحملت “أجهزة الدولة مسؤولية المناخ الطائفي الذي يؤدي إلى مثل هذه الجرائم” .
واعتبر محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تفجير كنيسة القديسين “ظاهرة” تسبب في حدوثها “مناخ تعليمي وديني يدعو إلى كراهية الآخر” .
في غضون ذلك، قررت محكمة جنح روض الفرج إخلاء سبيل المتهمين في أحداث شغب أمام كنيسة العذراء بشبرا بالقاهرة أثناء تنظيم مظاهرة للتنديد بحادث الإسكندرية وقررت المحكمة تأجيل نظر القضية إلى جلسة 13 يناير/كانون الثاني الحالي .
على الصعيد الدولي، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اهتمام بلادها البالغ بحماية الأقليات المسيحية في جميع أنحاء العالم .
وقالت ميركل في تصريحات لصحيفة “باساور نويه بريسه” الألمانية الصادرة أمس: “حرية العقيدة والدين قيمة جوهرية ومحورية للسياسة الخارجية الألمانية” . وأضافت: “حماية حياة الأقليات في العالم وأيضا الأقليات المسيحية في العديد من الدول تعد اهتماماً رئيسياً بالنسبة لنا . . . إنها ليست غطرسة ثقافية غربية-أوروبية-مسيحية أن نعتبر قيمنا وحقوق الحريات سارية على المستوى العالمي” .
ويعتزم رئيس مجلس الكنيسة البروتستانتية في ألمانيا، نيكولاوس شنايدر، المشاركة في قداس عيد الميلاد للمسيحيين الأقباط بمدينة دوسلدورف، غرب ألمانيا .
وانتقد السفير المصري في برلين، رمزي عز الدين، هجوم ساسة ألمان على الحكومة المصرية في أعقاب التفجير .
وقال رمزي في تصريحات للموقع الإلكتروني لمجلة “دير شبيغل” الألمانية: “علمت بتلك التصريحات وأشعر بالأسف من أن بعضها لا يستند إلى حقائق محددة . من السهل إصدار حكم طالما أنك تعيش خارج مصر، لكن ينبغي على بعض الناس الاستعلام بشكل أفضل قبل التعليق” .
وأعلن البابا بنديكتوس السادس عشر أن المسيحيين “يواجهون المحن”، ورفع الصلوات من أجل الكنائس الشرقية التي تستعد للاحتفال بعيد الميلاد .
وقال البابا في كلمته الأسبوعية أمام المصلين في ساحة القديس بطرس “أوجه تحيات صادقة وتمنياتي الحارة إلى إخواننا وأخواتنا في الكنائس الشرقية الذين سيحتفلون بعيد الميلاد” . اليوم (الجمعة)
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد