ملف استهداف سورية خلال 24 ساعة الماضية
الجمل: عادت المساعي الأمريكية والأوروبية الغربية مرة أخرى إلى إعادة إنتاج نفس مفردات ملف استهداف سوريا، ولكن هذه المرة ضمن صيغة جديدة، فما هي حقيقة النوايا الأمريكية الأوروبية الغربية التي ما زالت تحاول القيام بما لم تحقق النجاح لجهة القيام به في المرات السابقة.
* النوايا الأمريكية ـ الأوروبية الغربية إزاء سوريا: توصيف المعلومات الجارية
سعت كل من فرنسا ـ بريطانيا ـ ألمانيا ـ البرتغال لجهة القيام بإعداد مسودة مشروع قرار دولي يهدف إلى دفع مجلس الأمن الدول لجهة القيام بإدانة سوريا، ولكن بسبب الرفض الروسي ـ الصيني فقد تعرقلت المحاولة. والآن لاحقاً برزت التطورات الآتية:
• تقرير منظمة العفو الدولية: نشرت المنظمة تقريراً مطولاً خصصته لتطورات الأوضاع الجارية في ملف الحدث السوري، وبرغم أن المنظمة درجت بشكل تقليدي لجهة القيام بإصدار التقارير التي تنتقد أداء حكومات دول العالم إزاء قضايا حقوق الإنسان ـ بما في ذلك انتقاد الدول الكبرى مثل أمريكا والصين وروسيا، فإن ما كان يثير الاهتمام هذه المرة تمثل في قيام تقرير المنظمة بمخاطبة مجلس الأمن الدولي إزاء ضرورة قيام المجلس باتخاذ قرار بتحويل ملف الحدث السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية.
• تصريحات الخارجية الفرنسية: تحدث رومين نادال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية مطالباً الأمم المتحدة لجهة القيام باتخاذ إجراء دولي ضد سوريا، وأضاف قائلاً بأن الجهود الفرنسية الساعية لدفع الأمم المتحدة لإدانة سوريا، لم تنجح بسبب رفض روسيا والصين.
نلاحظ هنا، جملة من النقاط المثيرة للاهتمام، وهي:
• تعتبر منظمة العفو الدولية من أبرز المنظمات الدولية المعنية بقضايا حقوق الإنسان، وتجد تقاريرها المزيد من الاهتمام بواسطة منظمات المجتمع الدولي، والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية.
• يتضمن تنظيم منظمة العفو الدولية شبكة واسعة من الفروع والمكاتب الإقليمية والدولية، ولها شبكة واسعة من المراسلين والخبراء والمستشارين.
• لا توجد لمنظمة العفو الدولية أي مكاتب أو شبكة مراسلين في سوريا.
وتأسيساً على ذلك، من غير الممكن القول بأن تقرير منظمة العفو الدولية الخاص بسوريا هو تقرير يتميز بالمصداقية والشفافية، وذلك لسبب بسيط يتمثل في عدم مصداقية وعدم شفافية مصادر المعلومات التي استندت عليها حيثيات واستنتاجات التقرير، وبكلمات أخرى أكثر وضوحاً لقد سعت منظمة العفو الدولية لجهة الاعتماد على بعض المصادر الخاصة، وتحديداً تلك المتمثلة في خصوم دمشق، وهو أمر يؤدي بالضرورة إلى إضعاف ليس محتوى التقرير وحسب، بل وإلى وصفه بعدم المهنية.
الملاحظة الإضافية المثيرة للاهتمام أيضاً، تتمثل في ثلاثة نقاط أخرى، وهي:
• التزامن بين تقرير منظمة العفو الدولية وتصريحات الناطق باسم الخارجية الفرنسية.
• مطالبة تقرير منظمة العفو الدولية للأمم المتحدة باتخاذ قرار ضد سوريا مع ملاحظة أن نفس المطالبة وردت في تصريحات الناطق باسم الخارجية الفرنسية.
• إشارة الناطق باسم الخارجية الفرنسية لروسيا والصين باعتبارهما المسؤولين عن عرقلة قرار إدانة سوريا، وهو أمر ينطوي على تلميح بأن روسيا والصين سوف تواجهان هذه المرة توجهات منظمة العفو الدولية، وذلك بما يمكن أن يترتب عليه دخول روسيا والصين في مواجهة مع المنظمات الدولية غير الحكومية.
* اتجاهات جهود اللوبي الإسرائيلي إزاء سوريا: إلى أين؟
نشر الموقع الالكتروني الخاص بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، تحليلاً مختصراً، أعده اليهودي الأمريكي ديبورا جيرومي، المحلل السياسي الذي يتولى منصب نائب رئيس التحرير، وتطرق التحليل إلى النقاط الآتية:
• التأكيد على ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال التابعة لجماعة المحافظين الجدد بشأن أحداث مدينة حماة السورية الأخيرة، والذي زعمت فيه الصحيفة أن قوات الأمن السورية قد قتلت العشرات وجرحت العشرات في المدينة.
• اتهام دمشق بأنها تسعى من جهة إلى المطالبة بإجراء الحوار مع المعارضة، وفي نفس الوقت من الجهة الأخرى تسعى بقوة السلاح إلى استهداف المعارضة.
• الزعم بأن سلطة دمشق قد أصبحت في حالة انكشاف إزاء الضغوط المتزايدة المفروضة عليها.
• التأكيد على التحليل الذي أعده بيتر هارلينغ، وروبرت مالي، ونشرته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، والذي زعما فيه بأن دمشق سوف تواجه الانقسامات والتفكك الداخلي.
هذا، وما هو جدير بالاهتمام والملاحظة، أن اليهودي الأمريكي ديبروا جيرومي، قد سعى إلى تضمين تحليلة المزيد من النقاط التي تتطابق وتتقاطع مع تصريحات الناطق باسم الخارجية الفرنسي، وأيضاً مع محتوى تقرير منظمة العفو الدولية، والذي وإن كان قد تحدث عن نزوح آلاف السوريين إلى الأراضي التركية، فإنه تفادى وتجنب عن عمد الإشارة إلى عودة الآلاف منهم إلى مواطنهم وبلداتهم السورية.
أما بالنسبة لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع أيضاً لجماعة اللوبي الإسرائيلي، فقد نشر تحليلاً أعده اليهودي التركي الأصل، الأمريكي الجنسية سونير كاغابتاي خبير المعهد في الشؤون التركية، أشار فيه إلى النقاط الآتية:
• إن تزايد الاضطرابات في سوريا سوف يؤدي إلى تزايد المخاطر المحدقة بتركيا.
• أعلنت أنقرا رغبتها الرسمية إزاء ضرورة تهدئة الأوضاع في سوريا.
• إن استمرار الاضطرابات في سوريا يجعل أنقرا غير قادرة عملياً على تفادي خيار إقامة المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية.
تحليل نشرته أيضاً صحيفة حريات السياسة اليومية التركية، ذات التوجهات الداعمة لتعزيز علاقات مثلث أنقرا ـ واشنطن ـ تل أبيب، وإضعاف علاقات أطراف مثلث أنقرا ـ دمشق ـ طهران.
على خلفية تقرير منظمة العفو الدولية، وتصريحات الخارجية الفرنسية، من المتوقع أن تسعى بعض الأطراف داخل مجلس الأمن الدولي إلى إعادة إحياء مخطط تدويل ملف الحدث السوري، وفي نفس الوقت من المتوقع أن يتزامن هذا التحرك بالمزيد من تقديم الدعم الخارجي لرموز المعارضة الخارجية السورية، بما يعطي المزيد من قوة الدفع لزخم التحركات الاحتجاجية، وعلى وجه الخصوص في المناطق والمحافظات الشمالية بما يؤدي لاحقاً إلى إثارة المزيد من الاضطرابات على النحو الذي يخلق المبررات لأنقرا من أجل إعادة إحياء مخطط إقامة المنطقة العازلة التركية داخل الأراضي السورية، وهكذا على الأغلب سوف تكون الخطة (ج) الجديدة المحتملة لجهة إنفاذ خارطة طريق تدويل ملف الحدث السوري.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
--
ومالو... خليهم يفرجونا عضلاتهم، لنفرجيهم عضلاتنا
لن يكون هناك حظر جوي او قرار
العالم و سوريا
لا تنخ يا جمل
الى متى
خسيء الأعداء
الى مزابل بهية في صيدا
منرجع اليوم الاثنين
محتال
إضافة تعليق جديد