اليونان تعود إلى السوق المالية الدولية

عكّر انفجار سيارة أمام مقر «مصرف اليونان المركزي» في العاصمة أثينا أمس، فرحة الحكومة اليونانية باليوم الأول لعودتها إلى سوق السندات الدولية، من خلال أول إصدار لسندات سيادية متوسطة الأمد منذ أربعة أعوام، وفي ظل زيارة مرتقبة اليوم للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وانفجرت السيارة المفخخة، التي كانت ركنت عند الرصيف المقابل للمصرف المركزي، فجر أمس، على مقربة من مكتب تابع لترويكا الدائنين الدوليين لليونان (الاتحاد الأوروبي و«البنك الدولي» وصندوق النقد الدولي)، من دون وقوع ضحايا، بحسب بيان صادر عن الشرطة المحلية.
وفي وقت لم تعلن فيه أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، اتهمت الحكومة اليونانية «إرهابيين» بالوقوف وراءه، إذ قال المتحدث باسمها سيموس كديغلو غلو إن «الهدف واضح للمنفذين، وهو فرض مطالبهم... ولن نسمح لهم بذلك».
وغالباً ما ينسب هذا النوع من الاعتداءات في اليونان، والذي يستهدف عادة مراكز اقتصادية وسياسية من دون إيقاع إصابات، إلى الحركة اليسارية المتطرفة، أو ما يسمى بـ«الحركة الفوضوية»، المناهضة للرأسمالية.
من جهة أخرى، عادت اليونان إلى سوق السندات الدولية بعد غياب عن سوق الديون المتوسطة منذ نيسان العام 2010، ومنذ استبعادها من الأسواق المالية بعد انهيار اقتصادها، سعياً إلى إرسال إشارة سياسية واقتصادية قوية بأنها تسير على «الخط السليم» للخروج من أزمة ديونها.
وقبيل الإعلان رسمياً عن نتائج إصدار السندات، أكد معلقون ماليون أن الإقبال «كان كبيراً على سندات بقيمة 2,5 مليار يورو على مدى خمس سنوات، والتي بيعت بمعدل فائدة أقل من خمسة في المئة»، معتبرين أن «هذا الإقبال يعتبر نجاحاً مهماً للحكومة التي لا يزال الاستثمار فيها ينطوي على الكثير من المخاطر».
وفي هذا الإطار، تأتي زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أثينا اليوم، وهي الثانية لها منذ بدء الأزمة الاقتصادية في اليونان، لدعم عملية التقشف التي سارت بها الحكومة اليونانية الائتلافية برئاسة أنتونيس ساماراس، والتي شددت مؤخراً على تعبير «صفحة طويت وصفحة جديدة فتحت»، بحسب ما أكد وزير المالية اليوناني يانيس ستورناراس، للإشارة إلى خروج بلاده من الأزمة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء اليوناني إيفانغيلوس فينيزيلوس أن زيارة ميركل «لها دور خاص في اجتذاب المستثمرين»، موضحاً أنها «تأتي لدعم الاقتصاد اليوناني خلال عودته إلى الأسواق».
وفي سياق متصل، اعتبرت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، في مؤتمر صحافي عقدته في العاصمة الأميركية واشنطن أمس، أن عودة اليونان التامة إلى الأسواق المالية «بدأت ترتسم» وأن «البلاد سارت في الطريق الصحيح»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنه «لا يزال هناك عمل كثير يجب فعله»، ومؤكدة أن «برنامج المساعدة لليونان لم ينته بعد».

وكالات