الجيش يخترق تحصينات المليحة بريف دمشق ويقترب من «الكندي» في حلب
اتسمت المعارك بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية للعاصمة بهدوء نسبي أول من أمس، قبل أن تعاود ارتفاعها صباح أمس، في كل من جوبر والمليحة. فبعدما أصدر تنظيما «جبهة النصرة» و«أجناد الشام» بياناً أعلنا خلاله سيطرتهما على كل من حاجز النور ومعمل السكر في مدينة المليحة، كثّف الجيش السوري من ضرباته على كلا المحورين، ما أدى إلى تراجع التنظيمين، ثمّ سيطرة الجيش، والوحدات المقاتلة معه، عليهما، حيث تولت قوات «الدفاع الوطني» و«اللجان الشعبية» تحصين محوري جرمانا وشبعا، منعاً لتسلل المسلحين.
وبعد تحصين انتشاره بالقرب من حاجز النور، تمكن الجيش من التوغل في عمق المليحة، وصولاً إلى معسكر الطلائع، مروراً بالساحة العامة ومبنى البلدية شمالي الحاجز. ويؤكد مصدر عسكري في المليحة أنّه «بعدما تمكنا من استعادة حاجز النور، انهارت دفاعات المسلحين، وخسروا أعداداً كبيرة من قوات المتاريس والقناصة، وهذا ما جعل من عملية التوغل أسهل». ومع تراجع المسلحين في المليحة، انطلقت دعوات معارضة على صفحات التواصل الاجتماعي، تحت شعار «ادعموا المليحة... أو تخسروا الغوطة».
وفي جوبر، واصل سلاح الجو استهداف تجمعات مقاتلي المعارضة، ولا سيما على الحدود الشرقية للمدينة، حيث أدى استهداف ثلاثة من المقار العسكرية إلى سقوط ما لا يقل عن 23 مسلحاً، بحسب وكالة «سانا».
وفيما أعلنت وسائل إعلام تابعة للمعارضة سيطرتها على مطار الضمير العسكري في ريف دمشق الشرقي، بثّ الإعلام الرسمي مقاطع مصورة من داخل المطار، تبيّن خلالها أنّ المطار ما زال تحت سيطرة الجيش.
وخلال ساعات الفجر الأولى، انتشرت أخبار تفيد باقتحام مسلحي المليحة لمدينة جرمانا، ما أثار حالة من الهلع في صفوف سكان المدينة. مصدر عسكري في جرمانا، أكد أنّ «كل ما فعله المسلحون هو استهداف أحد الحواجز الموجودة في أول الحيّ، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين. غير أن كل الأنباء الواردة حول سيطرة المسلحين على أجزاء من المدينة عارية من الصحة».
في موازاة ذلك، اقتصرت العمليات العسكرية للجيش في مدينة الزبداني على قصف متقطع لبعض تجمعات «جبهة النصرة»، بالتوازي مع عودة الحديث عن التسوية التي ينتظرها أبناء المدينة، إذ أفاد أحد المشاركين في لجان المصالحة الوطنية بأنّ «المسلحين الآن بطور استكمال تسليم الأسلحة الثقيلة للجيش السوري، غير أن بعض مقاتلي جبهة النصرة رفضوا عملية التسوية، ما حد من سرعة تنفيذها، قبل أن يتفق هؤلاء مع مسلحي المدينة، على الخروج من الزبداني». وأضاف المصدر: «إما أن يلتزم مقاتلو النصرة وينسحبوا، أو أن تصبح عملية محاربتهم سابقة على التسوية من حيث الأولوية»، فيما أفادت مصادر مطلعة، أنّ ما يزيد على 120 مسلحاً سلّموا أنفسهم للجيش السوري، منذ أول من أمس.
في وقت تستمر فيه الجهود الساعية إلى إنجاز التسوية في مخيّم اليرموك جنوبي دمشق، حيث أعلنت «الهيئة الفلسطينية» إصرارها على استمرار المفاوضات مع مسلحي المخيم، وصولاً إلى استكمال تنفيذ البند السابع، القاضي بانسحاب المسلحين إلى أطراف المخيم الشمالية. كذلك واصلت «الأونروا» توزيعها للمساعدات الغذائية والطبية صباح أمس عند تقاطع شارع راما، إضافة إلى إخراج عشرات الحالات الصحية الحرجة.
ويذكر أنّ المنطقة الجنوبية للعاصمة دمشق لا تزال تعاني ارتفاع ساعات تقنين التيار الكهربائي، حيث وصلت ساعات التقنين إلى 12 ساعة في أغلب المدن الجنوبية. وتفاقمت هذه الأزمة بعد استهداف المسلحين صمامات خطوط الغاز في أكثر من مكان، ما أدى إلى هدر كميات كبيرة من غاز المولدات الكهربائية السبعة، التي تغذي كامل المنطقة الجنوبية لسوريا. إلى ذلك، أدى انفجار سيارتين مفخختين في قريتي جبرين والحميري في ريف محافظة حماه، إلى استشهاد 17 مدنياً، بينهم أحد عشر طفلاً، وما يزيد على 50 جريحا.
تطويق المدينة الصناعية في حلب
وفي حلب، تابع الجيش السوري تقدمه في شمال شرق المدينة، بعد سيطرته على قرية البريج، حيث دارت معارك عنيفة في المقالع ومحيط مستشفى الكندي.
وبهذا التقدّم يكون الجيش قد أوقع المسلحين المتحصنين في المدينة الصناعية بين فكي كماشة، وشق طريقاً أسهل باتجاه سجن حلب المحاصر.
وقال مصدر عسكري إنّ «عملية خاطفة لوحدات من الجيش على جبهة المدينة الصناعية كبدت المسلحين عشرات القتلى، حيث جرى الهجوم من محورين متعاكسين تهاوت على أثرهما دفاعاتهم».
وأكد المصدر أنّ عمليات الجيش استمرت في مختلف أنحاء المحافظة وتركزت في الشيخ سعيد جنوباً، ومحيط السجن المركزي شمالاً، حيث كثّف سلاح الجو غاراته في المنطقة، بالتزامن مع اقتحام البريج.
التصعيد في محور الشيخ نجار ــ السجن المركزي، قابله تراجع في حدة المعارك على جبهة الليرمون ــ (مركز) المخابرات الجوية، حيث أكد مصدر عسكري أنّ وحدات الجيش تتعامل مع جيوب المسلحين في ساحة النعناعي، وأن وتيرة الهجمات على هذا المحور تراجعت كثيراً.
من ناحيته، قال مصدر معارض إنّ «أنباء غير سارة تنتظرنا في جبهة السجن المركزي. عدد من الكتائب باشرت سحب مجاهديها من المنطقة بمجرد دخول الجيش إلى البريج، وهم من المحسوبين على تيار معروف في الجبهة الإسلامية».
وفي ريف اللاذقية، شنّ المسلحون هجوماً على مرصد الـ45 ليل امس، لكن الجيش تمكّن من صدّه.
أحمد حسان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد