الخارجية الأمريكية: لا يمكن للمسلحين التغلب على الأسد عسكرياً, أبداً..
الجمل ـ جون هادسون ـ نرجمة د. عبد المتين حميد:
قدم بريت ماك جورك (المسؤول البارز في ملف إدارة "التحالف الدولي لمحاربة داعش" في وزارة الخارجية الأمريكية) تقييماً أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي أبرز فيه الصورة القاتمة للوضع الذي وصل إليه المتمردون السوريون المدعومون أمريكياً, فقد أفاد بأن المعارضة المسلحة في الداخل لن تتمكن من قلب نظام حكم الرئيس بشار الأسد, ليس الآن و لا حتى في المستقبل المنظور, و ذلك على الرغم من استمرارية برنامج البنتاغون لتدريب و تسليح 5000 متمرّد كل عام, قبل أن يعقّب بأنّ العملية الدبلوماسية هي الحل الأفضل لإزاحة الأسد عن الحكم.
خلال الأسابيع الماضية, تحوّل وضع المتمردين المحاصرين في سورية من سيء إلى أسوأ, بعد أن خسروا السيطرة على الأراضي في المناطق الشمالية البالغة الأهميّة في إدلب و حلب, و انقراض العديد من مجموعاتهم بالتزامن مع التوسّع المتزايد للجماعات السلفية المرتبطة مع القاعدة و داعش. يرزح ما تبقى من المتمردين "المعتدلين" الموالين لواشنطن تحت خطر داهم بسبب تصاعد المزاعم بدعم واشنطن للرئيس الأسد عبر قصفها جوياً للجماعات الموالية للقاعدة. و هذه معضلة لإدارة أوباما في سياستها تجاه سورية القائمة على تدريب و تسليح المتمردين "المعتدلين" لقتال داعش قبل أن تنقلهم لقتال الحكومة السورية. فقادة المسلحين "المعتدلين" يجدون صعوبة في إقناع مقاتليهم بأن التعاون مع أمريكا يصب لصالحهم. على الرغم من الرغبة العارمة لدى بعض أعضاء "التحالف الدولي ضد داعش" مثل تركيا بتقويض نظام الرئيس الأسد بالتزامن مع ضرب داعش, إلا أنّ بقية أعضاء التحالف غير الشرق أوسطيين يعارضون وضع هدف تغيير النظام بمثابة السياسة الرسمية للتحالف.
قبل عدة أشهر أعلن أوباما برنامج الـ 500 مليون دولار لتدريب و تسليح المتمردين. هذا البرنامج, وفقاً لماك جورك, يعاني من مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي صعوبة إيجاد مقاتلين "معتدلين" موالين لأمريكا, أما الثانية فهي أنّ البرنامج لن يبدأ قبل آذار 2015. هذا ما أثار النائب الجمهوري تيد رو الذي تساءل: "كم سيستغرق الوقت قبل أن نقوم بإعادة المقاتلين الذين ندربهم في السعودية إلى سورية؟,..., وفقاً لما فهمته فإنهم لن يكونوا جاهزين قبل آذار 2016!". ردّ ماك جورك: "إنّ برنامج التدريب هذا ما هو إلا عنصر صغير في الاستراتيجية الكبرى لأوباما, فالخطة ستنفذ على عدة مراحل لعدة سنوات. المرحلة الأولى هي العراق, بينما ما نفعله حالياً في سورية هو تحديد اتساع داعش, حيث نجح التحالف الدولي بالتعاون مع قوات البشمركة الكردية العراقية في قتل المئات من مقاتلي داعش في سورية".
لا يوفّر ماك جورك مناسبة إلا ليذكر فيها الجميع بأنّ إدارة الرئيس أوباما لا تركز على إطاحة الرئيس الأسد, فهي تخشى في حال غيابه من نشوء فراغ في القوة العسكرية على الأرض لصالح الإسلاميين المتشددين. علاوةّ على ذلك, فإنّ الولايات المتحدة و روسيا تدفعان مجموعات المعارضة لبدء المحادثات مع نظام الرئيس الأسد لاستكشاف إمكانية الوصول لحل سياسي للحرب في سورية يبدو طويلاً و صعب المنال.
ـ عن مجلة الفورين بوليسي
إضافة تعليق جديد