اجتماع القاهرة اليوم والمعلم «لا يقيم له وزناً»
تبدأ اليوم في القاهرة الاجتماعات المتوقع أن تجمع طيفاً واسعاً من المعارضة السورية بهدف التوصل إلى «رؤية مشتركة» في ما بينها، في وقت وضعت فيه موسكو، أمس، إطاراً محدداً لما يمكن أن تخرج منه الاجتماعات الذي ستحتضنها ما بين 26 و29 من الشهر الحالي.
ولا تعتبر اجتماعات القاهرة رسمية، إذ لا تنظمها وزارة الخارجية المصرية مباشرةً، بل يجتمع الحاضرون تحت رعاية المجلس المصري للشؤون الخارجية، وتستمر الاجتماعات حتى يوم السبت المقبل.
وبانتظار ما ستؤول إليه اجتماعات القاهرة، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي خصص لعرض نتائج الديبلوماسية الروسية لعام 2014 أمس، إلى أهمية تزايد قناعة الغرب بحتمية الحل السياسي للأزمة السورية، مشيراً إلى ضرورة الأخذ بالاعتبار الأخطاء السابقة في مؤتمري جنيف ومونترو، عند إجراء لقاء موسكو. ورأى أن «الأهم حالياً هو مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، فهذه مهمة أولى وأولية قبل أي تغيير أو تشكيل لأي نظام جديد في سوريا».
وفي نقطة مهمة، أعلن لافروف أن بلاده لن تشارك رسمياً في المفاوضات، لافتاً إلى أن خبراء سيمثلونها فيها. وأوضح أنه «لن يكون هناك أي ممثلين رسميين عن روسيا. سيقوم خبراؤنا، الذين يعرفون جيداً المعارضين السوريين، بمساعدتهم في ترتيب الكلمات (عملية التنظيم)، ولكن (المباحثات) سيقوم بها السوريون بأنفسهم». وأشار إلى أنه «لا يُخطَّط للخروج بوثيقة مشتركة في ختام المحادثات. المعارضون سيتوصلون إلى فهم أنهم يريدون العيش بسوريا المستقلة، موحدة الأراضي، وجميع القوميات والطوائف فيها محمية بشكل متساو».
وأضاف أنه «بعد ذلك يمكن أن يلتقوا (المعارضون) مع ممثلي الحكومة بشكل غير رسمي وإن استطاعوا الوصول إلى أي معادلة جديدة في المجال السياسي، فهذا سيساعد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بأن يجد صيغة جديدة للعملية».
وكان الوسيط الروسي في المحادثات التي ستجرى في موسكو، فيتالي نومكين، قد استبق حديث لافروف ليحدد أهدافاً متواضعة لنتائج الاجتماع. وقال إنه سيعتبره ناجحاً إذا عمل الجانبان سوياً واتفقا على الاجتماع مرة أخرى، مضيفاً، في مؤتمر صحافي عقده قبل يومين: «إذا كنت سورياً وطنياً، فلماذا لا تريد استغلال حتى أدنى إمكانية للمجيء والتحدث... حتى إذا كنت منتقداً للموقف الروسي؟».
وقال نومكين، وهو أكاديمي يتحدث العربية، إن موسكو وجهت الدعوة في بادئ الأمر إلى 20 مندوباً عن «جماعات مختلفة من المعارضة والمجتمع المدني». وأضاف أنها تتوقع الآن زيادة المشاركة، رغم أن القائمة النهائية للمشاركين لن تتضح إلا بعد اجتماع للمعارضة في وقت لاحق من الأسبوع الحالي في القاهرة.
ورأى أن «الفكرة هي أن الأشخاص العقلاء يجب أن يقوموا بالترتيبات سوياً... لا أحد لديه آمال كبيرة». وسئل عما سيعتبره نجاحاً للمحادثات، فقال: «أولاً إذا جلس الأشخاص الذين يرفضون بعضهم للتحدث ومناقشة الموضوعات... بدلاً من التشاحن حول الطاولة. ثانياً إذا تواصلت هذه العملية... إذا اتفقوا على مواصلة مثل هذه المشاورات».
دمشق: لم نخفض مستوى التمثيل
من جهته، قال وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، إن دمشق ستبذل «كل جهد ممكن لإنجاح لقاء موسكو»، لافتاً إلى أن أهداف اللقاء محددة برسالة الدعوة التي وجهتها وزارة الخارجية الروسية إلى الأطراف المشاركة، وهي «توافق على عقد حوار سوري ــ سوري لوضع صورة سوريا المستقبل».
وأضاف المعلم، في حديث متلفز مساء أول من أمس: «في موسكو هناك معارضة دعيت بصفة شخصية وهي أرض صديقة لذلك لا توجد في لقاء موسكو دول تتدخل أو تدعم فئة أو طرفاً ضد طرف آخر... هو حوار بين سوريين... لقاء بين سوريين... وفد حكومي وشخصيات معارضة»، مشيراً إلى أن «الهدف واضح، وهو الاتفاق على حوار سوري سوري مستقبلاً».
وأوضح المعلم أن دمشق لم ترفض «أي شخص وجهت له الدعوة ليشارك»، موضحاً بالقول: «اتفقنا أساساً في موسكو مع الوزير سيرغي لافروف على أن يكون التمثيل بمعارضة الداخل والخارج، إضافة إلى مجموعة من المستقلين، إضافة إلى وفد الحكومة، هذا ما نأمل أن نراه في موسكو».
وبعد يومين على حديث «هيئة التنسيق السورية» حول إمكانية عدم حضور المنسق العام للهيئة الاجتماعات في موسكو في حال عدم مشاركة وزير الخارجية السوري، نفى المعلم خفض الحكومة مستوى التمثيل في الوفد المشارك، وقال: «هو وفد عالي المستوى ويتمتع بخبرة ديبلوماسية واسعة».
ورداً على سؤال عن اجتماع القاهرة الذي يبدأ اليوم، قال وزير الخارجية السوري: «لم نستشر لعقد مثل هذا اللقاء وأي شيء لا نستشار به لا نقيم له وزناً ولا نأخذه بالاعتبار، فنحن حكومة ودولة، وأي جهد يهدف إلى إفشال لقاء موسكو هو جهد لضرب إمكانية التسوية السياسية في سوريا».
وفي سياق حديثه المتلفز، استعرض المعلم «الإصرار القطري ــ التركي على التآمر على سوريا»، قائلاً: «أذكر في آخر لقاء لي مع أمير قطر السابق، كان يقول لي شهران ويسقط النظام في سوريا... الآن نحن سندخل السنة الخامسة والدولة السورية تزداد تماسكاً». وأضاف: «ألا يستحق ذلك وقفة من أمير قطر الجديد ليرى أنه يلعب لعبة أكبر من قطر بكثير».
في غضون ذلك، يبدأ اليوم في العاصمة البريطانية لندن اجتماع لعشرين وزير خارجية من دول «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وذلك بهدف «بحث الجهود التي بذلت من أجل التصدي» لهذا التنظيم.
وسوف تتركز المحادثات خصوصاً على خمسة مواضيع، هي: المقاتلون الأجانب، والحملة العسكرية ضد أهداف تنظيم «الدولة الاسلامية»، ومصادر تمويل هذه المجموعة واتصالاتها الاستراتيجية والمساعدة الإنسانية، حسب ما أعلن مسؤول بريطاني كبير.
المصدر: الأخبار+ أ ف ب
إضافة تعليق جديد