منبر صلاح الدين يعود للأقصى
بدأ خبراء فنيون من أنحاء العالم الإسلامي اليوم بتركيب منبر جديد في المسجد الأقصى.
ويحاكي هذا المنبر الذي تطلب إنجازه حوالي أربع سنوات ذلك الذي جلبه صلاح الدين الأيوبي معه خلال حملة تحرير القدس، والذي دمره حريق أضرمه يهودي قبل نحو 38 عاما.
وكان المسجد الأقصى تعرض إلى حريق يوم 21 أغسطس/ آب 1969 على يد مايكل دينيس روهان اليهودي الأسترالي الذي اعتبرته السلطات الإسرائيلية حينها مختلا عقليا.
وخلّف الحريق أضرارا كبيرة بالمسجد وخصوصا المنبر المصنوع من خشب الأبنوس والجوز والمطعم بالعاج، والذي وضعه الناصر صلاح الدين عام 1187 بالمسجد فاقترن باسمه. ولم تسلم من الحريق سوى بضع قطع من المنبر الثمين.
وقال مدير مشروع المنبر محمود البلبيسي إن تركيبه شارك في صنعه ثلاثون شخصا وأحد عشر باحثا ومهندسا، وسيستغرق أسبوعين.
ووصف البلبيسي عملية إنجاز المنبر، التي تمت في جامعة البلقاء بالأردن بأمر من العاهل عبد الله الثاني، بالشاقة والمضنية موضحا أن البحث للوصول إلى أسرار المنبر استمر منذ عام 1993 وحتى 2002.
وأضاف أن من أهم مصادر البحث التي ساعدت في إعادة تصميم المنبر "مكتبة الأقصى ومكتبة الكونغرس الأميركي ومتحف شمولين في لندن لاحتوائها مجموعات من الصور للمنبر".
وأشار البلبيسي إلى أن المنبر المكون من 16500 قطعة صغيرة وكبيرة ثبت في الماضي بدون تلصيق أو دق مسمار، موضحا أنه سيتم تركيب المنبر الحديث بنفس الطريقة.
ووصف منبر صلاح الدين بأنه "كان عملا فنيا جميلا ومعقدا وحافلا بالأسرار" إذ يحتوي رسومات تجمع بين أشكال هندسية وأخرى لها علاقة بالفلك والرياضيات والعلوم والخط العربي والزخارف الهندسية وفنون الحفر والتطعيم والتعشيق وفنون المقرنصات.
ومن جهته اعتبر مديرالأوقاف بالقدس عدنان الحسيني المنبر "عملا فنيا مبهرا ومن أجمل القطع الفنية في العالم".
وأضاف "عندما نتكلم عن المنبر نتكلم عن شيء كبير، فلقد جاء ليعبر عن عروبة القدس في وقت تتعرض القدس إلى هجمة، وإن شاء الله يقودنا إلى تحرير هذا المكان".
المصدر: الفرنسية
إضافة تعليق جديد