توقع افتتاح السفارة الألمانية في دمشق
حدثت خلال الفترة القريبة عدة اتصالات لم يعلن عنها، بين حكومات أوروبية والحكومة السورية وكانت تتم عبر وفود من أجهزة الاستخبارات تزور دمشق أو العكس، لكنها وبعد التفجيرات الانتحارية الأخيرة التي شهدتها عواصم غربية، وجدت هذه الدول أنفسها أمام خيار أوحد: “يجب إعادة العلاقات مع الدولة السورية وفي العلن، شئنا أم أبينا.”
شئنا أم أبينا، يجب أن نتعاون مع الدولة السورية بكل مسؤوليها، وعلى رأسهم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي طالبنا برحيلهِ على لسان عشرات من زعماء العالم، رحلوا هم وبقيَ. المخابرات السورية التي اتهمها الغرب بأنها تقتلُ “حاملي أغصان الزيتون” أصبحت المصدر الأهم لمعلوماتهم عن الإرهابيين، وبالتالي لحماية أراضيهم وشعوبهم والأهم مصالحهم الاقتصادية. المخابرات السورية التي وضعوا عشرات من ضباطها على قائمة سوداء، أصبحت الآن تستحق جائزة نوبل للسلام.
جائزة نوبل للجرأة يستحقها الإيطاليون الذين أرسلوا قبل يومين في العلن وفداً برئاسة مدير الاستخبارات الخارجية، وكان الملفان الرئيسيان للمباحثات؛ التعاون الأمني ومعلومات عن الإرهابيين الذين دخلوا أوروبا، وعودة العلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا وسوريا. ثم جاءت زيارة الوفد الأوروبي البارحة، برئاسة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي خافيير كوسو، لتؤكد أن الحياء الأوروبي بدأ بالتلاشي.
المعلومات الخاصّة التي حصل عليها مركز فيريل للدراسات من برلين ودمشق تقول:
“بدأت السفارات الأوروبية في دمشق بعمليات صيانة لمبانيها، ومنها سفارات إيطاليا، ألمانيا، اسبانيا، بلجيكا، فرنسا. والمتوقع افتتاح السفارات الأوروبية خلال شهور. وهذا نقلاً عن أحد الديبلوماسيين هنا في برلين.”.
“رفع الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض على سوريا سيبدأ قبل نهاية صيف 2016. بما في ذلك رفع الكثير من أسماء الأشخاص الممنوعين من السفر.”
“الاعتراف بالرئيس السوري بشار الأسد تمّ فعلياً من قبل زعماء أوروبا، وسيصبح الأمر علنياً من خلال الزيارات الرسمية لمسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى في الخريف القادم، وليس مجرد وفود برلمانية.”
“الحياء الأوروبي ممزوج بالخوف من واشنطن، فالبيت الأبيض لن يبقى متفرجاً بحيادية دون أن يحشر أنفه، ويفتعل أزمات جديدة أو يشعل نيرانه هنا وهناك داخل الأراضي السورية. واشنطن ولندن غير راضيتين عن التقارب الأوروبي السوري، ومعهما الرياض وعواصم الخليج وإلى حد ما أنقرة المحاصرة، فهل ستنتصر حضارة روما أم سينتصر رعاة البقر ورعاة البعير؟”
د. جميل م. شاهين: مركز فيريل
إضافة تعليق جديد