توتر العلاقات الأمريكية- التركية بسبب العراق والمذبحة الأرمنية
الجمل: علاقة تركيا مع إدارة بوش على الأرجح تزداد سوءاً بعد فشل وزير خارجيتها عبد الله غول في واشنطن هذا الأسبوع بأن يحرز تقدماً هاماً في أهداف وغايات أنقرة.
الخلافات تركزت حول العراق والقرار المفترض أن يصدره الكونغرس بالاعتراف الرسمي بقيام العثمانيين بالقتل الجماعي –للأرمن- باعتبارها مذابح –وهذه الخلافات- تهدد بزيادة مشاعر العداء لأمريكا في تركيا، وذلك في الوقت نفسه الذي تزداد فيه الاهتمامات داخل الولايات المتحدة، حول التدخل العسكري التركي المحتمل في شمال العراق.
يرى المحللون أن الخلافات من الممكن أن تؤدي إلى تقويض جهود الولايات المتحدة الهادفة إلى الحصول على التأييد والدعم التركي للجهود –الأمريكية- الهادفة إلى عزل إيران، وهي المسألة التي يعتقد أن ديك تشيني –نائب الرئيس الأمريكي- قد قام بإثارتها وطرحها.
زيارة السيد –عبد الله- غول وزير الخارجية التركي والتي استغرقت أسبوعاً كاملاً هدفت إلى ثلاثة غايات رئيسية:
- الحصول على التزام وتأكيد الولايات المتحدة الثابت بالعمل ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
- تعليق وإرجاء الاستفتاء المزمع إجراؤه هذا العام حول مطالبة الأكراد العراقيين ومدينة كركوك الغنية بالنفط.
- الضغط –من أجل عرقلة- صدور القرار الأمريكي الذي يعترف بالمذبحة الأرمنية.
قال بولينت أليريزا، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسة الدولية بواشنطن: (غول سوف لن يغادر واشنطن بسعادة غامرة). وأضاف قائلاً: (العلاقات –بين تركيا وأمريكا- سوف تتلقى صفعة).
أخبر السيد غول الصحفيين والمراسلين، بأن قرار المذبحة المفترض والذي يجد المساندة والتبني من أعضاء بارزين في مجلس النواب الأمريكي والكونغرس، ومن بينهم نانسي بيلوزي زعيمة مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي وثالث أكبر شخصية سياسية في أمريكا، هو قرار سوف يفرض (خطراً مهدداً حقيقياً) على العلاقات الأمريكية- التركية، وقد حذر عبد الله غول المسؤولين الأمريكيين من هذا القرار قائلاً: (إنه يمثل كابوساً بالنسبة لنا وبالنسبة لكم، وسوف يلقي بظلاله ويفسد كل شيء بيننا).
السيدة نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب، أشارت إلى موقفها عندما أكدت أنها سوف لن تكون مستعدة لمقابلة السيد عبد الله غول والاجتماع معه.
البيت الأبيض الأمريكي –يقال- بأنه كان غير سعير بمشروع –قرار المذبحة الأرمنية- ولكن بقي من غير المؤكد كيف وإلى أي مدى سوف يذهب ويسعى الرئيس بوش في عملية الضغط والالتفاف لعرقلة صدور هذا القرار.
العديد من البلدان، وبالذات فرنسا، صادقت وأجازت خطوة مماثلة تتعلق بالاعتراف بقتل المسيحيين الأرمن بواسطة قوات عثمانية، خلال انهيار الامبراطورية العثمانية في عام 1915. وقد قال الأرمن بأن ذلك كان مذبحة، وأنكر الأتراك ذلك وقالوا: إن الأرمن المسيحيين ومئات الآلاف من المسلمين الأتراك قد ماتوا بسبب الحرب الأهلية، والنزوح، والمرض والجوع.
وقد تزايدت وارتفعت حدة القلق في استنطبول بمقل هرانت دينك في التاسع عشر من كانون الثاني المنصرم –الصحفي التركي- الأرمني البارز. كان السيد هرانت دينك مشهوراً بين المهاجرين الأرمن في الولايات المتحدة، وبالذات في كاليفورنيا الولاية الأم للسيدة بيلوزي- رئيسة مجلس النواب الأمريكي.
وحول كركوك يقول المسؤولون الأمريكيون: إن الحكومة العراقية وحدها هي التي سوف تقرر موضوع المضي قدماً من أجل إحراز الاستفتاء لتقرير وضع المدينة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
المصدر: الفاينانيشال تايمز
الكاتب: غاي دينموري (مراسل الصحيفة في واشنطن)
فينسينت بولاند (مراسل الصحيفة في أنقرة)
إضافة تعليق جديد