اتصالات بين «قسد» وتركيا بوساطة أميركية
بعد أيام على تغزل ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية-قسد» بنظام رجب طيب أردوغان، كشف مصدر كردي عن وجود اتصالات بين الجانبين برعاية أميركية، وأن هناك تقارباً أميركياً تركياً حول إقامة ما يسمى «المنطقة الآمنة» في شرق الفرات، على حين طالب متزعم «قسد» مظلوم كوباني واشنطن بالإبقاء على قواتها في سورية وطلب منها «مزيداً من الدعم».
وذكر مصدر مقرب من قيادة «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري في «قسد» أن هناك اتصالات غير مباشرة بين «قسد» والنظام التركي بوساطة أميركية، لافتاً إلى أنها لم ترتقِ بعد إلى مفاوضات حقيقية ومباشرة بين الطرفين، وفق ما نقل موقع «باسنيوز» الكردي.
وجاء الإعلان عن الاتصالات بعد أيام من رسالة وجهها مؤسس وزعيم «حزب العمال الكردستاني»، عبد الله أوجلان عندما وجه بياناً عبر محاميه في 6 الشهر الجاري اعتبر فيه أن على «قسد» السعي إلى إيجاد حلول مع تركيا بدل الصراع معها، وأن تأخذ بعين الاعتبار «حساسيات» تركيا الأمنية في سورية.كما يأتي ذلك بعد تصريحات الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سورية الديمقراطية- مسد» إلهام أحمد بأن وجود «قسد» في «الآمنة» لن يكون سبباً للمشاكل بالنسبة لتركيا، بل على العكس وجودها في تلك المنطقة سيفيد تركيا.
وبالعودة للمصدر الكردي، فقد أكد أن هناك تقارباً أميركياً تركياً حول مشروع «المنطقة الآمنة» في شرق الفرات، وأن الطرف الأميركي يضغط على «قسد» لإبداء المرونة اللازمة، كما أشار إلى أن الأميركيين ينسقون مع «قوات سورية الديمقراطية» في كل خطواتها مع الحكومة التركية بشأن «الآمنة».
وترددت في تقارير إعلامية عديدة مؤخراً أنباء عن قرب الاتفاق التركي الأميركي حول «الآمنة»، حتى إن عضو مجلس الشعب ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين عمر أوسي، أشار في الأسبوع الماضي إلى زيارة المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري لأنقرة مطلع هذا الشهر، وقال: «أعتقد أنهم توصلوا إلى تفاهمات بشأن إنشاء «منطقة آمنة» في شرق الفرات»، على حين أن الموقف الروسي واضح وهو التأكيد على أن الحل في شمال سورية يكمن في العودة إلى بروتوكولات «أضنة»
من جهته أعرب المتزعم العام لميليشيا «قسد» مظلوم كوباني في مقابلة صحفية نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن قلقه إزاء خطط الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب الجزء الأكبر من القوات الأميركية من سورية.
وأشار كوباني إلى ما سماه «الفراغ الذي تركه الانسحاب الأميركي من العراق عام 2011»، وزعم أن ذلك «أفسح المجال لقيام تنظيم داعش الإرهابي».وقال كوباني: «يجب عليهم عدم تكرار هذا الخطأ».
وأكد كوباني أنه يأمل في أن تبقى القوات الأميركية في سورية لمساعدة المسلحين الأكراد في حربهم ضد الخلايا النائمة لداعش بعد دحر التنظيم عسكرياً والإشراف على إعادة هيكلة «قسد» كي تصبح قوة للأمن الداخلي في البلاد.وأشار كوباني إلى أن المفاوضات بين دمشق و«قسد» لم تؤت ثمارها، دون أن ينكر أن إدارة الرئيس دونالد ترامب أعاقت مواصلة الحوار بين الطرفين.
وصرّح كوباني بأن «قسد»، حتى في حال انسحاب القوات الأميركية كافة من البلاد، ستواصل صراعها كما كان قبل عهد «التحالف الدولي»، قائلاً: إن «قوات سورية الديمقراطية» تحتاج اليوم إلى مزيد من الدعم الأميركي، غير أنها ستنجو على أي حال رغم الصعوبات.
الوطن - وكالات
إضافة تعليق جديد