الهجمات تتكرر.. هل تنفجر المنطقة؟
يرى خبراء أن الاعتداء على ناقلتي نفط في بحر عمان يزيد من مخاطر اندلاع نزاع مسلح بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، التي تعبر منها ثلث إمدادات النفط العالمية من جهة أخرى. فإلى أين تتجه الأحداث؟
أُجلي طاقما ناقلتي نفط بعد تعرضهما لاعتداء قبالة إيران بعدما أرسلتا نداءي استغاثة إثر تعرضهما لـ’هجوم’ و’حادث أمني’، الخميس (13 حزيران/ يونيو 2019). وهذه ثاني حادثة ‘غامضة’ ضد ناقلات نفط في غضون شهر، بعد تعرّض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات ‘تخريبية’ قبالة الفجيرة، لم يكشف عن ملابساتها بعد رغم أن واشنطن اتهمت في البدء إيران التي نفت أي علاقة لها بها.
وبحسب مركز ‘كابيتال إكونوميكس’ ومقره لندن، فإن الاعتداء على الناقلتين ‘آخر المؤشرات على أن التوترات الجيوسياسية في المنطقة تتصاعد، وأن هناك خطراً متزايد بإمكانية تحوّل الأحداث إلى نزاع مباشر’. وتابع ‘قد يؤدي خطأ أو سوء تواصل إلى نزاع أشمل. تكرار الهجمات بشكل منتظم يشير إلى أن هذا الخطر يتزايد’.
وناقلتا النفط النرويجية واليابانية متوقفتان في عرض البحر في منطقة أقرب إلى إيران منها إلى الإمارات، وفقا لمواقع تتبع تحركات السفن. وأفاد الأسطول الخامس الأميركي ومقره البحرين عن ‘هجوم استهدف ناقلتي نفط في بحر عُمان’، مشيرا إلى تلقيه ‘نداءي استغاثة منفصلين’.
وترى إليزابيث ديكنسون المحلّلة في مجموعة الأزمات الدولية، أن المنطقة ‘تمر بفترة خطيرة (…) ومن مصلحة كافة الأطراف أن تجد مخرجا بأسرع وقت ممكن’. وأضافت ‘في الوقت الحالي، فإن نزاعات المنطقة تتأثر بشكل متزايد بسبب مستنقع التوتر الإقليمي بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى’.
وارتفعت أسعار النفط بنحو 4 بالمئة مع الإعلان عن الهجوم الذي وقع بعد شهر من تعرّض أربع سفن (ناقلتا نفط سعوديّتان وناقلة نفط نروجيّة وسفينة شحن إماراتيّة) لأضرار في ‘عمليّات تخريبيّة’ قبالة إمارة الفجيرة خارج مضيق هرمز.
واتهم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون وقتها إيران بالوقوف وراء الهجوم، مشيرا إلى استخدام ‘ألغام بحرية من شبه المؤكد أنها من إيران’. في المقابل قالت الإمارات إنّ النّتائج الأوّلية للتحقيق تُشير إلى وقوف دولة وراء تلك العمليّات، من دون أن تؤكد وجود دليل حتّى الآن على تورّط إيران.
ووفقا لمركز ‘كابيتال إكونوميكس’، فإن مخاطر اندلاع نزاع ‘قد تضر باقتصادات المنطقة بشكل كبير وتكون لها آثار كبيرة غير مباشرة على الاقتصاد العالمي وسوق النفط’.
وحذّر من أنّه حال تعرضت طرق الشحن البحري لهجمات جديدة أو تضرّرت منشآت نفطية فإن أسعار الخام ‘قد تقفز إلى 100 دولار للبرميل’، معتبرة أنّه ‘حتى وإن جرى تجنب النزاع المباشر، فإن التوترات الجيوسياسية ستستمر في التأثير على الأسواق المالية’.
وتتعرّض السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، إلى هجمات مكثفة من قبل الحوثيين، آخرها هجوم على مطار أبها في جنوب المملكة. وتتّهم السعودية إيران بدعم الحوثيين الذين شنوا الشهر الماضي هجوما على منشآت نفطية غرب الرياض ما أدى إلى توقف ضخ النفط في خط أنابيب رئيسي لعدة ساعات.
ويقول جوردي ويلكس الخبير في مركز ‘سكدين فاينانشال’ المتخصص بأبحاث النفط ‘هناك خطر كبير في المنطقة (مضيق هرمز) ليس فقط على الشحنات بل أيضا على البحارة وسوق النفط’. وأشار إلى أنّ ‘الهجمات المتواصلة قد تزيد من المخاطر وتدفع البواخر إلى عدم المرور في المنطقة، مما سيزيد المخاطر على المستثمرين، ويرفع أسعار الوقود’.
وتقول المحلّلة كارين يونغ من مجموعة ‘أميركان انتربرايز اينستيتوت’ أن هناك ‘تسلسلا ثابتا للحوادث، سواء على الجبهة مع اليمن أو في طرق الشحن البحري في الخليج’.
وتشير إلى أنه ‘دون التأكد من هوية من ينفذ هذه الهجمات على الناقلات وما الهدف فإن الخطر يزداد’.
* وكالة أوقات الشام
إضافة تعليق جديد