أمريكا وإيران تنقلان معركتهما إلى غرب أفغانستان
الجمل: نشرت وكالة نوفوستي الروسية، تحليلاً من إعداد أنطون خلوبكوف، حمل عنوان (الولايات المتحدة- إيران: هذه ليست لعبة شطرنج).
يقول الخبير الروسي انطون خلوبكوف (نائب مدير المركز الروسي للدراسات السياسية): إذا قررت الولايات المتحدة اتخاذ إجراء عسكري فإنها سوف تستهدف في البداية منشآت البنى التحتية النووية، والتي يأتي في مقدمتها مركز اصفهان.
ولكن الغارة الجوية على تلك المدينة سوف لن تسبب فقط الضرر والخراب البيئي، فأصفهان تمثل عاصمة ثقافية إسلامية، وتدمير معالمها التاريخية سوف يؤدي لتوليد صراع بين مسلمي العالم والولايات المتحدة. ومن ثم فإن تكلفة العملية العسكرية ضد إيران يمكن أن تكون مرتفعة بقدر كبير بالنسبة للولايات المتحدة.
وأضاف أنطون خلوبكوف قائلاً: إن طهران سوف لن تقف مكتوفة اليدين إزاء الهجوم الأمريكية في حال وقوعه، وما هو خطير يتمثل في عدم قدرة الأمريكيين وحلفائهم على التكهن بالمكان الذي سوف تقوم إيران بتوجيه صواريخها إليه، وما هو واضح يتمثل في أن الصواريخ الإيرانية لن تستطيع الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يبقى السؤال: أي القواعد الأمريكية سوف تضرب صواريخ إيران؟ وأي أهداف إسرائيلية سوف تقوم إيران بضربها؟ وعلى الأمريكيين أن يفهموا أن إيران قد لا تكتفي باستخدام الصواريخ والأسلحة التقليدية، وإنما قد تلجأ لاستخدام أسلحة الدمار الشامل.. وذلك لأن أسلحة الدمار الشامل لا تنحصر في القنبلة النووية، بل هناك الأسلحة البيولوجية والكيميائية، والأمريكيون يعرفون جيداً أن إيران تمتلك ترسانة من هذه الأسلحة.
وفي الصراع الأمريكي- الإيراني، كتب المحلل السياسي الهندي، وسفير الهند السابق في تركيا إم كيه بهاندرا كومار، تحليلاً في صحيفة آسيا تايمز، حمل عنوان (إيران والولايات المتحدة تنقلان معركتهما إلى ألغانستان).
أشار بهاندرا كومار إلى أن إيران أصبحت بالإضافة إلى العراق، لاعباً أساسياً في الحرب الأفغانية الدائرة حالياً ضد قوات حلف الناتو والقوات الأمريكية.
وحمّل الإدارة الأمريكية مسؤولية استدراج إيران إلى المسرح الأفغاني، وذلك عندما قامت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والبنتاغون، وبدعم جهاز المخابرات العسكري الباكستانية (SIS)، وحكومة الرئيس الأفغاني حامد كرازاي، بتجنيد بعض الجماعات السنية الإيرانية المتشددة، المنتمية إلى إقليم خوزستان المشترك بين إيران وباكستان وأفغانستان، ثم تدريبهم على الجانب الباكستاني والأفغاني من الإقليم، ثم الإشراف على تسللهم إلى داخل الجانب الإيراني، بشكل أدى إلى تنفيذ بعض التفجيرات الانتحارية والتي أسفرت عن مقتل عدد من الإيرانيين من بينهم مجموعة تابعة للحرس الثوري الإيراني. وقد ألقت السلطات الإيرانية القبض على بعض العناصر المتسللة وبحوزتها الأموال والخطط والأسلحة الأمريكية.
تداعيات الحادث حفزت السلطات الإيرانية، على التعامل مع الوقائع والأحداث على أساس اعتبارات الأمر الواقع، وبالفعل بدأ الإيرانيون تحركاتهم المضادة، عن طريق التخلي جانباً عن سياسة الحياد والمهادنة التي كانت تنتهجها إيران مع نظام حامد كرزاي ونظام برويز مشرف.
يقول بهاندرا كومار بأن التوجهات الإيرانية السابقة إزاء أفغانستان كانت تقوم على ثلاثة عناصر، هي:
- عدم الدخول في مواجهة ضد القوات الأمريكية في أفغانستان وترك أمر الأمريكيين للأفغان.
- إيران ليس لديها رغبة حقيقية في إعادة حركة طالبان إلى سدة الحكم في كابول، وسبق أن عانت من ذلك في الماضي.
- مصالح إيران الجيوبوليتيكية في أفغانستان ترتبط حصراً بسكان غرب أفغانستان الموالين لإيران، وهذا الأمر ظل قائماً منذ أيام طالبان، ولم يتأثر بعد دخول القوات الأمريكية إلى أفغانستان.
كذلك فقد ظلت إيران تلجأ لاستخدام القوة السياسية الهشة في تحقيق أهدافها السياسية في أفغانستان وآسيا الوسطى، وعلى سبيل المثال قامت إيران بمنح فيزا الدخول لأراضيها إلى حوالي مليون مواطن أفغاني، كذلك بلغت مساهمات إيران في إعادة إعمار أفغانستان حوالي مليار دولار أمريكي.
الصراع الأمريكي- الإيراني، سوف تظهر تداعياته خلال هذا الصيف أكثر فأكثر، وبالذات في منطقة غرب أفغانستان، والتي أصبحت مرشحة لفتح جبهة مقاومة مسلحة جديدة، ضد قوات الناتو والقوات الأمريكية، على النحو الذي يرهق هذه القوات وذلك لأن هذه الجبهة الجديدة سوف يقاتل فيها الشيعة الأفغان القوات الأمريكية وقوات الناتو على غرار قتال حزب الله للإسرائيليين في جنوب لبنان، وهو الأمر الذي لا يريده لا الأمريكان ولا قوات الناتو.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد