غرق في النوم فنجا من غرق مركب طرطوس
لم يتسن للناس في لبنان نسيان مركب الموت الذي غرق أمام سواحل طرابلس في إبريل الماضي، والذي راح ضحيته أكثر من 30 شخصا، حتى نزل خبر غرق مركب آخر أمام سواحل طرطوس كالصاعقة عليهم.
مركب على متنه ما لا يقل عن 120 شخصا من النساء والرجال والأطفال غرق بعد انطلاقه بساعات قليلة، ليلقى 98 شخصا حتفهم حتى الساعة، فيما جرى إنقاذ عشرين شخصاً فقط.
وفي أجواء خيم عليها الحزن والغضب شيع أهالي مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في لبنان، أمس الأحد ولليوم الثاني ضحيتين لمركب طرطوس اللبناني، وهما الشاب سامر أحمد لوحيد، والطفل عامر وسام الزيان.
وقال وسام داوود أحد أبناء المخيم إن “هذه ليست المرة الأولى التي نخسر فيها شباب ونساء وأطفال سواء من مخيم نهر البارد أو من أي منطقة لبنانية، نحن لاجئين في هذه البلاد ولكننا جزء من هذه المعاناة، ولبنان يعاني ما يعانيه من وضع اقتصادي سيء وانهيار اجتماعي على كل المستويات”.
وأضاف: “اليوم إذا فتح المجال للهجرة الجماعية للمواطنين اللبنانيين لابد أن تمثال بشارة الخوري سيكون أول راكبي الطائرة (تعبير مجازي عن رغبة اللبنانيين في الهجرة بسبب الأزمات)، فكيف وضع اللاجئين في المخيمات الفلسطينية”.
ليلة انطلاق المركب!
غرق في النوم، ونجا من غرق المركب يروي سليم خلف وهو أحد أبناء مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين تفاصيل ليلة انطلاق المركب الذي كان من المفترض أن يكون على متنه مع أصدقائه الذين قضوا في الحادثة، ويقول إن “يوم الثلاثاء اتصلنا بالمهرب في تمام الساعة التاسعة الذي طلب منا بدوره أن ننتظره في منطقة العبدة، انتظرناه في المكان حتى الساعة 12 ليلا وبعد عدة محاولات للاتصال به قررنا العودة إلى المخيم لأن الحد الأقصى للانطلاق هو منتصف الليل، كون التحضيرات للانطلاق تحتاج وقت طويل، وفي تمام الساعة الواحدة قطعنا الأمل وقررنا العودة إلى المنازل”.
وكان من المفترض أن ينطلق سليم وأصدقائه يحي وهبي وسام الزيان ونجله وبلال الحج سعادة، إلا أنه غرق في النوم.
ويتابع سليم “اتفقنا إن نوقظ بعضنا البعض في حال استجدت الأمور، وتركت حقيبتي عند بلال الحج كونه جاري، وعندما استيقظت في اليوم التالي اكتشفت أنهم انطلقوا في الرحلة عبر البحر، وحاولوا الاتصال بي ومناداتي عند الساعة الثانية والعشرون دقيقة ولكنني لم استيقظ، صدمت لأنه اتفقنا أن نبحر مع بعض والصدمة الأكبر هي عندما سمعنا عند المغيب عن غرق المركب”.
وأضاف:
“نحن الآن متواجدون على معبر العريضة من أجل جميع ضحايا المركب، وأصدقائي الثلاث لم يصلنا أي خبرا عنهم، عدد أبناء المخيم الضحايا يتراوح ما بين 30 إلى 40 ما بين أطفال رجال ونساء”.
وأعلن الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير في مؤتمر صحفي من أمام معبر العريضة إن “الحصيلة النهائية للجثامين هي 98 بالإضافة إلى 20 ناجي ولا عدد محدد للمفقودين، ونتمنى أن يتم إنقاذ المفقودين بالرغم من أن الأمل أصبح ضعيفا ولكن عمليات البحث لا تزال جارية والتنسيق مع الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر اللبناني على أعلى مستويات الاستنفار”.
وتمنى اللواء خير من أقارب وأهالي ركاب الزورق المذكور المفقودين “التوجه الى مركز الصليب الأحمر في منطقة العريضة الحدودية، أو في مركز طرابلس لتسجيل اسمائهم وارقام هواتفهم للانتقال مع الصليب الاحمر الى مستشفى الباسل في طرطوس للتعرف على الجثث باسرع وقت ممكن ليتم بعدها استعادة من يتم التعرف اليه”.
إضافة تعليق جديد