أيها الشعب العظيم
ليس لدى الوحوش مرآة لترى نفسها فيها، وإذا توفرت لها فإنها لا تدري أن الانعكاس الذي في المرآة يمثل صورتها، تماماً مثل حكومتنا التي تفتقر إلى مرآة ترى نفسها فيها، وإذا قام صحفي ما بعكس أجزاء من سلطتها المتوحشة فإنها تنكر عليه ذلك!؟
وبالأمس أردت أن أرسم حكومتنا على شكل فيل، فكانت وزارة المالية خرطومه الذي يشفط به كل شيء، ووزارة الداخلية أنيابه، وأذناه (وكالة المخابرات الوطنية)، وقوائمه وزارات: الزراعة والصناعة والنفط والمواصلات، أما صراخه فوزارة الإعلام، وذيله الإدارة المحلية، والعينان.. للأسف فقد كان أعمى يمشي من غير هدى كوزارة التموين، والعاقل هو من يبتعد عن درب الحكومة كي لا تطأه بقوائمها المخيفة.. قال الشاعر:
ومن لا يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم..
من كتاب: أيها الشعب العظيم (نصوص ساخرة) - نبيل صالح . منعت السلطات السورية نشره سنة 2009 دون تبيان الأسباب، سأنشر مختارات منه لتبيان أن السلطة لم تبارح أمسها بعد ، وأنها تعيد إنتاج سياساتها التي سهلت على الأعداء تجنيد السوريين ضد دولتهم والحكومة ضد شعبها !
إضافة تعليق جديد