إحراق مساجد ببغداد عقب تفجيرات سامراء
تعرضت عدة مساجد في بغداد للإحراق في وقت تتواصل فيه إدانات تفجير مئذنتي مرقد الإمامين العسكريين في سامراء شمال بغداد، بينما اتهم الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري الحكومة العراقية بالوقوف وراء تلك العملية.
فقد قالت مصادر أمنية إن أربعة مساجد في جنوب بغداد تعرضت لهجمات بعد ساعات من تفجير مئذنتي مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري.
وأوضحت الشرطة أن مجهولين أحرقوا مسجدين في بلدة الإسكندرية ومسجدا في بلدة المحاويل جنوبي بغداد في وقت مبكر من صباح اليوم.
ويأتي ذلك رغم الانتشار الكثيف لقوات الشرطة والجيش العراقيين في شوارع بغداد أمس الأربعاء وخصوصا حول المساجد والحسينيات في أعقاب تفجير مئذنتي مرقد الإمامين العسكريين.
وقد اتهم الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الشيخ حارث الضاري الحكومة العراقية بالوقوف وراء تفجير سامراء. وقال الضاري إن الحكومة السابقة برئاسة إبراهيم الجعفري هي التي "دبرت مؤامرة هدم المرقدين في سامراء" ونفذتها قوات المغاوير التابعة لوزارة الداخلية مطلع العام الماضي بهدف إشعال الحرب الأهلية على حد قوله.
وأضاف الضاري أمس في محاضرة بالعاصمة الأردنية أنه استنادا لما قال إنها أخبار مؤكدة ومراقبين وتقارير صحفية فإن قوات من المغاوير قدمت يوم الثلاثاء وطردت الشرطة المحلية بعد مشادات وإطلاق رصاص واستولت على المرقد ثم قامت يوم الأربعاء بهدم منارته.
وقال الضاري "المسلسل نفسه يعاد والأخبار الأكيدة أن هدم المرقدين قامت به الحكومة وبنفس الأدوات والأسلوب الفاشل في حلقة من حلقات التآمر على وحدة وصمود الشعب العراقي".
وفي هذا السياق أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة ألقاها في سامراء عقب التفجير باعتقال جميع أفراد الأمن المسؤولين عن حماية المرقدين والتحقيق معهم.
أما الولايات المتحدة فقد اتهمت على لسان سفيرها في بغداد راين كروكر وقائد قواتها في العراق الجنرال ديفد بتراوس تنظيم القاعدة بشن هجوم سامراء.
وقد قدم الرئيس الأميركي جورج بوش "تعازيه" للمالكي في التفجير وحثه على تحويل لحظة المأساة إلى فرصة لإظهار الوحدة في وجه من أسماهم المتشددين.
وأشاد بوش في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي بسلوك المالكي بعد الهجوم الذي تمثل في زيارة موقع التفجير، وأكد استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في إعادة بناء المرقد وترميمه.
وتتوالى الإدانات الدولية لتفجير سامراء حيث أدانت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي "بأشد العبارات تلك العملية الخطيرة التي تهدف إلى استمرار تصاعد أعمال العنف الطائفية في العراق وتأجيج العنف القومي والطائفي".
كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن الدولي الهجوم ودعوا العراقيين إلى تجنب "دوامة الثأر". وشجب مجلس الأمن الدولي "بأقسى العبارات" العملية ودعا العراقيين إلى "ضبط النفس ورفض الاستفزاز".
وأدانت مصر الهجوم حيث أعرب وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط عن "الغضب والصدمة الشديدين" إزاء التفجير, قائلا في بيان إن "مثل هذا العمل الإجرامي لا يستهدف مصلحة العراق ولا يعبر عن أي قيم دينية أو روحية". كما استنكرت دولتا الإمارات العربية المتحدة وقطر العملية.
وفي العراق استنكر المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني تفجير سامراء ودعا إلى "ضبط النفس" وعدم القيام بأي عمل "انتقامي ضد الأبرياء والأماكن المقدسة للآخرين".
ومن جانبه قال عالم الدين العراقي البارز الشيخ فاضل المالكي إن هناك مؤامرة عظمى تقف وراء التفجير.
وأضاف في بيان صادر عن مكتبه أن هذه المؤامرة خطط لها من وصفه باحتلال ظاهري وآخر باطني. ودعا إلى مقاطعة العملية السياسية وإلى تشكيل حكومة إنقاذ وطني لنزع فتيل الأزمة السياسية والاحتقان الطائفي.
وعلى خلفية تفجير سامراء قررت الكتلة الصدرية تعليق عضويتها في البرلمان على أن تعيد الحكومة العراقية بناء وترميم جميع المساجد السنية والشيعية المهدمة. من جهته اعتبر طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي أن العملية تستهدف شق صف وحدة الشعب العراقي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد