هل تنجح السعودية في دعوة سوريا لحضور القمة العربية؟
تبيّن أنّ إعلان المصالحة بين السعودية وإيران قد أثّر بشكل إيجابي على الأزمتين اليمنية والسورية، وتزامن هذا التأثير مع استضافة الرياض لقمة عربية في شهر مايو المقبل، حيث ترغب في تصفية القضايا العربية العالقة، وحل مشكلة عودة سوريا إلى الجامعة العربية.
وقد دعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان نظيره السوري فيصل المقداد لزيارة جدة، وذلك خلال اجتماع القمة العربية التشاورية بشأن سوريا.
وفي هذا السياق، زار بن فرحان دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد للتأكيد على ما نقلته وكالة رويترز.
ومع ذلك، لم يصدر بيان من دمشق والرياض بشأن دعوة الرئيس الأسد لحضور القمة العربية المقبلة، وتداولت أنباء تشير إلى أنّ بعض الدول العربية لا تزال ترفض عودة سوريا إلى جامعتها العربية.
ووفقًا لمسؤولين عرب تحدثوا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، فإنّ “جهود السعودية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية تواجه رفضًا من بعض حلفائها، حيث يرفض 5 دول على الأقل، بما في ذلك المغرب والكويت وقطر واليمن، إعادة قبول سوريا في الجامعة العربية”.
وذكرت صحيفة مجهولة أن مصر، التي تعد حليفًا قويًا للسعودية وأحيت العلاقات العلنية مع سوريا في الأشهر الأخيرة، تقاوم قرار التطبيع مع سوريا وتضع شروطًا، من بينها تعامل الدولة السورية مع “المعارضة” بطريقة تمنح جميع السوريين صوتًا في تقرير مستقبلهم
وأشار كاتب سياسي إلى أن نجاح السعودية في تليين مواقف الدول العربية التي ترفض عودة سوريا إلى الجامعة العربية يرتبط بما ستقدمه سوريا ردًا على المطالب العربية التي قدمتها السعودية لها. وأفادت الصحيفة أن قطر قد تمتنع عن التصويت فيما يتعلق بالمسألة، ولكنها لن تعارض جهود السعودية.
ونقلت قناة “الميادين” عن مصادر غير رسمية ومقربة من دوائر الحكم في قطر، أن “سوريا عائدة إلى موقعها العربي لا محالة”، وأن “الواقع السياسي يقضي بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل 2011”.
وتلمح هذه التصريحات إلى حضور سوريا في القمة العربية المقرر عقدها في 19 أيار المقبل.
ويصف البعض هذه القمة بأنها “تاريخية” لتحقيقها هذا الحضور السوري بعد أكثر من عقد من الغياب. وتشير المصادر إلى أن الجهود السعودية – الخليجية العربية بدأت منذ العام 2021، وتتم مناقشتها مع الدول الرافضة للتقارب مع سوريا، والتي يبدو أنها تزحزحت عن موقفها السابق، وذلك في ظل النظر إلى الصورة الكبيرة في المنطقة، بين خصوم الأمس جميعًا، وآخرهم السعودية وإيران.
إضافة تعليق جديد