الجيش يحشد شمالاً: تعزيز لقوة الردع بوجه أنقرة

أيهم مرعي:

وسّع الجيش التركي من دائرة استهدافه مناطق سيطرة «قسد»، شمال وشمال شرق سوريا، ضمن تصعيده العسكري المتواصل في المنطقة، تزامناً مع دفع الجيش السوري تعزيزات عسكرية كبيرة إلى خطوط التماس مع المسلحين في ريفَي حلب وإدلب. وبعدما بدأ الجيش التركي والفصائل الموالية له، منذ أكثر من أسبوع، موجة قصف عنيفة على مناطق سيطرة «قسد» في منبج وعين العرب وتل رفعت في أرياف حلب، سرعان ما امتدّت إلى بلدات أبو رأسين غرب الحسكة، طاول القصف التركي أمس مواقع وآليات لـ«قسد» و«الإدارة الذاتية»، في قريتَي تل شعير وبياندور في ريف القحطانية. وأدّى قصف طائرة مسيرة لسيارة في تل شعير، الواقعة 10 كلم شرقي القامشلي، إلى مقتل «الرئيس المشترك للإدارة الذاتية في مقاطعة القامشلي»، يسرى درويش، وإصابة زميلها في «الرئاسة المشتركة»، كابي شمعون، بينما أعلنت وكالة «الأناضول» «تحييد القيادي في قسد، رضوان أولوغانا، المدرج على النشرة الزرقاء للاستخبارات التركية، في قصف طاول سيارته في منطقة تل رفعت في ريف حلب الشمالي».

ولم يترافق القصف التركي، حتى الآن، مع أي تعزيزات أو تحركات برية على الأرض، ما يرجِّح استهدافه التضييق على «قسد» ومنع حركة مسلحيها على الأرض، وهو ما حصل بالفعل مع تعميم الأخيرة على مسلحيها عدم التحرك على خطوط التماس أو داخل المدن والبلدات، وتوقيف حركة الآليات العسكرية إلا للضرورة القصوى.

وتقول مصادر كردية، لـ«الأخبار»، إن «التصعيد التركي الحاصل هذه الفترة متوقَّع؛ بعد فوز الرئيس التركي، رجب إردوغان، بولاية رئاسية جديدة، وإصراره على العداء للأكراد، وتصفية وضرب مشروع الإدارة الذاتية وقسد في سوريا». وتلفت المصادر إلى أن «القصف لم يترافق حتى الآن مع أيّ تعزيزات أو تحركات ميدانية على الأرض؛ بسبب عدم حصول الأتراك على أي ضوء أخضر أميركي أو روسي لمهاجمة المنطقة حتى الآن»، متوقعاً أن «يُصعّد الاحتلال من هجماته الجوية في محاولة لاستنزاف الإدارة الذاتية وقسد، مع توقع تركيزه على الاستهداف بالطائرات المسيّرة، بما يشلّ حركة الأسايش وقسد وحتى قيادات الذاتية في المنطقة».

بالتوازي مع ذلك، أرسل الجيش السوري تعزيزات عسكرية كبيرة إلى خطوط التماس التي تفصله عن مناطق سيطرة الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، على محورَي ريف حلب وريف إدلب. وضمّت التعزيزات قوات عسكرية من الحرس الجمهوري، بالإضافة إلى آليات ثقيلة ودبابات ومدافع وناقلات جند ومدرعات، بهدف تعزيز حضور الجيش شمال الطريق الدولي «M4». وانتشرت التعزيزات الجديدة على طول خطوط التماس، من سراقب في ريف إدلب، حتى منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، مروراً بتل رفعت ودير جمال في ريف حلب الشمالي. وتزامناً مع هذا الانتشار، ردّ الجيش السوري والطيران الروسي على قصف «هيئة تحرير الشام» نقاطاً للأول في سراقب وداديخ شرقي إدلب، والفوج 46 وقرية أورم الصغرى في ريف حلب الغربي. وقد استهدف الطيران الروسي ومدفعية الجيش السوري مواقع المسلحين في أطراف إدلب، وبلدة معرة مصرين، من دون ورود معلومات عن حجم الخسائر في صفوف هؤلاء.

ويبيّن مصدر ميداني، أن «التعزيزات العسكرية للجيش وصلت إلى محورَين: محور خطوط التماس بين المسلحين وميليشيا قسد، والمحور الآخر في اتجاه إدلب». ويلفت المصدر إلى أن التعزيزات في اتجاه مناطق سيطرة «قسد» «تهدف إلى منع أيّ هجوم تركي جديد على مدن وبلدات الشمال السوري، بعد التصعيد التركي الملحوظ في المنطقة». أما التعزيزات في ريفَي إدلب وحلب المرتبطَين بمناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام»، فهي تهدف إلى «تحصين المنطقة، بعد معلومات عن نية المسلحين شنّ هجمات مباغتة» في الريفَين المذكورين، بحسب المصدر، الذي يؤكد أن «أيّ هجوم على مواقع الجيش سيواجه بحزم».

الاخبار