أسباب اندلاع المعارك بين “العشائر" و”قسد”؟
تصنف أنقرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” التابعة للاحتلال الأميركي كجماعات إرهابية، وتشكل خطرًا على الأمن القومي التركي، كونها انفصالية، الأمر الذي يدفعها للتصعيد من هجماتها شرق سوريا.
وتسعى الفصائل هذه لإقامة “كونتون كردي” شرق نهر الفرات، الأمر الذي رفضه النظام التركي، وتصدى له، فلم يتسن “لقسد”، المستقوية بالاحتلال، سوى ممارسة نوع من الإدارة الذاتية في مناطق نفوذهم الميليشوي في شمال سورية وشرقها وفقاً لموقع التيار اللبناني.
ولاريب إن “إدارتهم” ستسقط حتمًا إثر انسحاب الاحتلال الأميركي من سورية، بحسب تأكيد مصادر سياسية سورية، لم تنفِ بدورها وجود بيئةٍ حاضنةٍ مقبولةٍ “لقسد” في المناطق المذكورة، غير أن ذلك لا يخوّلها فرض سيطرة مليشيوية على منطقة نفوذها الراهنة، ودائمًا برأي المصادر.
وفيما تستمر القوات التركية بتوجيه ضرباتها على مواقع “قسد” بالمسيّرات، خصوصًا في الشمال الشرقي السوري، كذلك تستمر قوات العشائر العربية بدورها بتصعيد هجماتها منذ مطلع الشهر الفائت على تجمعات “قسد” أيضًا، وذلك بعد توحيد ألويتها وفصائلها تحت راية «قيادةٍ عسكريةٍ» موحدةٍ بقيادة شيخ قبيلة العكيدات إبراهيم الهفل، “الأمر الذي جعل وجود الميليشيات الكردية تحديدًا في المنطقة ذات الأغلبية العربية في ريف دير الزور الشرقي، مكلفاً من الناحيتين البشرية والمادية”، بحسب ما تنقل المصادر عينها عن مصادرٍ موثوقةٍ من العشائر العربية.
“فيما لم تحرك ساكنًا قوات الاحتلال الأميركي، التي تتمركز في قاعدتي «حقل العمر» النفطية و«حقل كونيكو» للغاز بريف المذكور”، على حد تعبير المصادر.
وتعقيبًا على ما ورد آنفًا، تلفت مصادر قريبة من المعارضة السورية إلى أن “الاقتتال بين العشائر العربية و”قسد” نشب على خلفية السيطرة على الحقول النفطية في شرق البلاد وبيعها بالتعاون مع القوات الأميركية، فمعلوم أن بيع النفط يؤمّن الأرباح الوفيرة، لذا يحاول الطرفان فرض سيطرتهما على هذه الحقول، تحت الرعاية الأميركية”، على حد قول المصادر المذكورة، التي تؤكد “وقوف القوات الأميركية خلف إشعال النار على الحدود السورية- العراقية (بين العشائر وقسد)، لإعاقة خط التواصل والإمداد بين العراق وسورية”، لافتةً إلى “أن الأميركيين نجحوا في إعاقة حركة التنقل بين البلدين المذكورين”.
وفي هذا الإطار أيضًا، أي (إعاقة خط الإمداد بين العراق وسورية)، تلفت المصادر إلى أن “الأميركيين يستغلون أيضًا الضربات التي توجهها المقاومة العراقية على مواقع القوات الأميركية في سورية، إثر عملية “طوفان الأقصى”، في محاولة للضغط على الأميركيين، لحث الكيان الصهيوني بوقف حرب الإبادة على الغزيين، غير أن تلك “القوات” تستغل هجمات المقاومة لتشديد قبضتها على الحدود المذكورة، بداعي تأمين الحماية لمواقع انتشارها في سورية”. وتختم المصادر بالقول: “يميل الإعلام الرسمي السوري إلى تأييد العشائر، على اعتبار أنهم أبناء الأرض، وليسوا ميليشيات انفصالية، مثل قسد”.
إضافة تعليق جديد