حصيلة العدوان التركي على الشمال السوري
قامت القوات العسكرية التركية بتكثيف هجماتها على مناطق يسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال سوريا، باستخدام الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار والمدفعية، جاء ذلك على خلفية مقتل تسعة جنود أتراك أثناء صد محاولة تسلل نفذها أفراد من “حزب العمال الكردستاني” إلى قاعدة تركية في منطقة خاركوك بشمال شرق العراق، ارتفع عدد القتلى في الجيش التركي في المواجهات مع “الكردستاني” في المنطقة إلى 21 خلال فترة قصيرة.
استجابةً لهذا العدد الكبير من القتلى، عقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اجتماعًا أمنيًا بحضور وزراء الدفاع والداخلية وجهاز الاستخبارات وكبار قادة الجيش لمناقشة تداولات هذه الهجمات والرد عليها، في ساعات قليلة بعد انتهاء الاجتماع، شنت القوات الجوية والطائرات بدون طيار التركية سلسلة من الغارات الجوية على مناطق يسيطر عليها “قسد” في الحسكة والرقة وريف حلب، كانت الغارات مصحوبة بقصف مدفعي على مواقع في ريفي الحسكة وحلب، واستمرت حتى يوم أمس قبل أن تتراجع وتهدأ تدريجياً.
ركزت القصف على حقول النفط والغاز ومحطات توليد الكهرباء، والبنية التحتية الخدمية، والمعامل والمستودعات، مع استهداف نقطة للجيش السوري في قرية ذبانة، مما أسفر عن استشهاد عنصرين وإصابة آخرين، ووفقًا لوكالة “الأناضول”، توصل المجتمعون إلى أن “تركيا لن تسمح أبدًا بإقامة دولة إرهابية على الحدود الجنوبية، مهما كانت الأسباب والحجج”، وأكدوا “مواصلة مكافحة تنظيمي PKK وYPG الإرهابيين وداعميهما ضمن استراتيجية لمنع التهديدات والقضاء عليها في مصدرها”، وشددوا على أن “العمليات ستستمر حتى القضاء على آخر إرهابي وحتى جفاف مستنقعات الإرهاب في العراق وسوريا”.
في الوقت نفسه، نفت “قسد” في بيان حدوث قتلى في صفوفها واعتبرت التصريحات التركية بأنها “فقدان عدد من مقاتلينا لحياتهم خلال العدوان الإرهابي على مناطقنا” بأنها “كاذبة ومفضحة”، وأوضحت أن “الهجمات كانت تركز على البنية التحتية الأساسية والمنشآت الخدمية، بما في ذلك مؤسسات الطاقة وتجمعات السكان”، وقالت “الإدارة الذاتية” إن “الهجمات التركية تسببت في خروج 31 محطة مياه و11 محطة كهرباء وعشرات الآبار النفطية عن الخدمة”، معتبرة أن هذه الهجمات تستهدف “احتلال مناطق أخرى وتنفيذ عمليات تهجير جماعي وتغيير ديمغرافي من جديد”، وطالبت “الدولة السورية والدول العربية بتحمل مسؤولياتها والعمل على إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية”.
في سياق متصل، أكد وزير الدفاع التركي خلال اتصال مرئي مع قادة الوحدات العسكرية التركية داخل تركيا وعلى الحدود، أن “الغارات التي نفذها سلاح الجو في سوريا والعراق دمرت 78 هدفًا لحزب العمال الكردستاني وفروعه في سوريا، بما في ذلك الكهوف والملاجئ والمخابئ ومنشآت النفط”، وفي تصريحات ميدانية، أفادت مصادر بأن “تركيا استهدفت خلال ثلاثة أيام أكثر من 80 هدفًا، بما في ذلك منشآت خدمية واقتصادية ونقاطًا عسكرية ومدنية في مناطق سيطرة “قسد” في شمال سوريا”، مشيرة إلى أن هذه الهجمات تسببت في أضرار كبيرة في معمل غاز السويدية الذي يولد نحو 100 ميغاواط كهربائية ويزود كامل مناطق سيطرة “قسد” بالغاز المنزلي، كما ألحقت أضرارًا بعدد من آبار النفط والغاز، وأدت إلى خروج عدد من محطات تحويل الكهرباء عن الخدمة، مما أسفر عن انقطاع المياه والكهرباء عن الآلاف في ريف القامشلي ومدينة عين العرب وريفها.
وفي وقت لاحق، أكد “المركز الإعلامي التابع لقسد” أن سجن الصناعة في الحسكة، الذي يحتوي على أفراد من “داعش”، تعرض لقصف صاروخي أسفر عن إصابات طفيفة في صفوف المعتقلين، مع محاولة للهروب تمت بنجاح للعديد منهم، ولكن تم إحباط المحاولة من قبل القوات الأمنية.
الأخبار
إضافة تعليق جديد