هل نشهد معركة طائرات في سماء لبنان
أثار إسقاط “حزب الله” لطائرة مسيرة إسرائيلية فوق إقليم التفاح – جنوب لبنان الإثنين 26/2/2024 ردود فعل قوية، حاملة رسائل “نارية وعسكرية” لا يمكن تجاهلها.
بعد الحادثة، قررت إسرائيل الرد بشكل حاسم بشن غارات في عمق لبنان، حيث استهدفت مدينة بعلبك البعيدة عن الحدود الجنوبية بمسافة تقريبية تبلغ 100 كيلومتر، هذه الهجمات أظهرت عزم إسرائيل على الرد بحزم، وتجلى ذلك أيضًا في عملية اغتيال استهدفت المسؤول في “حزب الله” حسن سلامة في بلدة المجادل.
تحتل الرسالة الأولى المتمثلة في “إسقاط الطائرة” أهمية بالغة، حيث أعلن “حزب الله” للعدو بأنه يمتلك أنظمة دفاع جوي متطورة، قادرة على استهداف طائرات إسرائيلية، سواء كانت مسيرة أم حربية، هذا التنويه يشكل تحديًا كبيرًا للإسرائيليين، مما يجبرهم على إعادة تقييم تحركاتهم في أجواء لبنان.
الرسالة الثانية قد تمتد لمدى أبعد، حيث كان القصف الذي طال الطائرة ملفتًا لـ”الخط الناري” الذي ظهر لحظة سقوطها، هذا المشهد الهام وغير المألوف يحمل دلالات مباشرة، إشارة إلى أن جميع الطائرات في المستقبل، بالقرب أو بعيد، قد تتعرض للهجوم نفسه، خاصة في حالة تجاوز إسرائيل للتحذيرات والتحليق في أجواء لبنان بعد استقرار سياسي متوقع.
الرسالة الثالثة تكمن في قدرة “حزب الله” على التغلب على “أنظمة الإعتراض”، وكشف هشاشتها، بالفعل، أثناء إطلاق الصاروخ نحو الطائرة، نجحت منظومة الدفاع الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ الأول، ولكن “حزب الله” تمكن من إطلاق صاروخ آخر بشكل مفاجئ، ما يشير إلى وجود نقاط ضعف أمنية قد تعيق إسرائيل في التعامل مع التحديات المستقبلية.
الرسالة الرابعة تتعلق بانتشار أنظمة الدفاع الجوي لـ”حزب الله” في مختلف المناطق اللبنانية، وليس فقط في الجنوب، هذا السيناريو يعزز من تحكم “حزب الله” في المجال الجوي، مما يثير القلق في إسرائيل ويدفعها إلى تقييم استعداداتها لمواجهة أي هجمات جوية مستقبلية وفقاً لموقع لبنان 24.
بالمجمل، فإن “حرب المسيرات” بين “حزب الله” وإسرائيل تتطور بشكل متسارع، ويبدو أن الحزب يستعد لتوسيع قدراته العسكرية، مما قد يفتح الباب أمام تطورات جديدة وتحديات متزايدة.
إضافة تعليق جديد