فورين بوليسي: إيران تشقُ طريقها نحو السلاح العسكري النووي!
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أعلن في تصريح يوم السبت الماضي أن إيران لا تسعى لامتلاك السلاح النووي، مشيرًا إلى أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي قد أصدر فتوى تحرّم ذلك.
جاءت تصريحاته هذه بعد سلسلة من البيانات الإيرانية التي تحدثت عن إعادة النظر في موقف إيران من السلاح النووي، كرد فعل على الهجوم الإسرائيلي على بعثة إيرانية في دمشق.
سينا آزودي، خبيرة في البرنامج النووي الإيراني، كتبت تقريرًا في مجلة “فورين بوليسي” يوضح أن هناك نقاشًا متزايدًا داخل إيران حول مدى فعالية امتلاك الأسلحة النووية.
خلال حديث تلفزيوني في يناير 2024، سُئل محمد إسلامي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، عما إذا كان الوقت قد حان لكي تمتلك إيران أسلحة نووية، أو على الأقل تجري تجربة نووية.
ورغم أنه نفى الحاجة إلى السلاح النووي واستشهد بسياسة إيران الدفاعية، إلا أن مجرد طرح السؤال على التلفزيون الإيراني الرسمي يدل على وجود جدل داخلي حول هذا الموضوع.
خلال الأشهر القليلة الماضية، بدأت التكهنات بشأن برنامج إيران النووي تتزايد، خاصة بعد التصعيد في غزة وما أعقب ذلك من هجمات على القنصلية الإيرانية في دمشق، التي اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفها.
وفي رد على هذه الضربة، أطلقت إيران مئات المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، وهو تصعيد ملحوظ.
حتى الآن، لا يزال تقييم الاستخبارات الوطنية الأمريكية يشير إلى أن إيران لم تتخذ خطوات لتسليح برنامجها النووي. ومع ذلك، فإن القدرات التقنية الإيرانية تطورت بشكل كبير منذ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة في 2018. وفي ظل التوترات المستمرة، يمكن أن تجد إيران أن السلاح النووي هو وسيلة لردع التفوق الإسرائيلي المتعارف عليه.
استنادًا إلى تحليل علي صالحي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فإن إيران قد وصلت إلى مستوى عالٍ من التطور في مجال التكنولوجيا النووية، مما يجعل اتخاذ قرار التحول إلى السلاح النووي يعتمد على السياسة.
هذه التوترات المستمرة، والتي تفاقمت بسبب الأحداث الأخيرة، قد تدفع بعض القادة الإيرانيين للتخلي عن موقفهم المتحفظ بشأن السلاح النووي.
تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل يحمل مخاطر كبيرة. ومن المتوقع أن تشجع التوترات المستمرة، خاصة مع استمرار هجمات إيران وردود الفعل الإسرائيلية، على مزيد من التشدد في العقيدة النووية الإيرانية.
قد يؤدي أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية إلى ردود فعل خطيرة، وربما يدفع إيران إلى الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وتتابعقال لي عالم نووي إيراني مطلع على تفاصيل البرنامج النووي الإيراني إن إيران قامت بتوزيع منشآتها النووية وإنشاء مواقع متعددة، بحيث يمكن أن تستمر العمليات حتى إذا تم استهداف إحداها.
وذكر أنه حتى لو قصفت إسرائيل المنشآت النووية في إيران، فإنها لا تستطيع القضاء على المعرفة التقنية التي اكتسبها الإيرانيون عبر عقود من الزمن.
فالعلم لا يمكن تفجيره.
ولهذا، تستطيع إيران إعادة بناء برنامجها النووي إذا تطلب الأمر، إذ تمتلك التكنولوجيا اللازمة لتخصيب اليورانيوم، مما يبقيها دائمًا على أعتاب الحصول على السلاح النووي.
في ظل هذه الظروف، فإن الأزمة النووية الإيرانية ليس لها حل عسكري.
يُظهر الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بداية مرحلة جديدة في النزاع بين إيران وإسرائيل، حيث انتهك هذا الهجوم التفاهم الضمني بين البلدين حول إبقاء صراعهما ضمن “حرب الظل”.
ببطء، تقترب إيران من تحقيق القدرة على تطوير سلاح نووي، لكن القرار بتسليح برنامجها النووي يعتمد بشكل كبير على التهديدات الإقليمية التي تراها القيادة السياسية الإيرانية.
حتى الآن، يبدو أن الفوائد التي جنتها إيران من نهجها الحالي فيما يتعلق بالبرنامج النووي تفوق تكاليفه.
ومع ذلك، يتعين مراقبة التوترات الإقليمية بعناية، حيث قد تدفع الأحداث والتطورات المتزايدة باتجاه تصعيد الصراع وفتح الطريق أمام إيران نحو تسليح برنامجها النووي.
إضافة تعليق جديد