تغير المناخ قد يجعل الشرق الأوسط غير قابل للعيش!
تشير تقارير أمريكية إلى أن تغير المناخ قد يجعل منطقة الشرق الأوسط غير صالحة للسكن.
فقد شهدت المنطقة صيفًا قاسيًا، حيث وصلت درجة حرارة مؤشر الحرارة في دبي إلى 144 درجة فهرنهايت في منتصف يوليو، بينما سجل المسجد الحرام في مكة المكرمة 125 درجة فهرنهايت في أواخر يونيو خلال موسم الحج، مما أدى إلى وفاة أكثر من 1300 شخص.
أما في مصر، فقد تجاوزت درجات الحرارة 100 درجة فهرنهايت منذ مايو، بينما بلغت درجات الحرارة في بعض المناطق الساحلية في إيران والإمارات 158 درجة فهرنهايت.
هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة تجاوز “درجة حرارة المصباح الرطب”، وهي النقطة التي يصبح فيها جسم الإنسان غير قادر على تبريد نفسه بعد التعرض لست ساعات متواصلة، مما يسبب أمراضًا مرتبطة بالحرارة ويؤدي إلى الوفاة.
ويتوقع المحللون أن تؤدي الحرارة المستمرة إلى تفاقم تحديات كبرى في المنطقة مثل الجفاف ونقص المياه، إضافة إلى انتشار الأمراض والجفاف القاتل.
وفقًا لتقديرات البنك الدولي، من المتوقع أن يؤدي نقص المياه بحلول عام 2050 إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 14% في الشرق الأوسط.
ويشير تقرير لليونيسف من عام 2021 إلى أن مصر قد تواجه نقصًا حادًا في المياه بحلول عام 2025، حيث يتعرض نهر النيل لضغوط متزايدة بسبب بناء سد النهضة الإثيوبي.
الصراعات حول المياه ليست جديدة في المنطقة، فقد تسببت السدود التي بنتها تركيا على نهري دجلة والفرات في تقليل التدفق المائي إلى سورية والعراق، بينما يستمر التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول حقوق استخدام المياه الجوفية في الضفة الغربية.
مع تزايد حرارة المنطقة وندرة المياه، يتوقع أن تزيد الهجرة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا، حيث تشير تقديرات البنك الدولي إلى أن ما يصل إلى 19 مليون شخص قد يصبحون نازحين داخليًا بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ.
حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، سابقًا من أن درجة حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار 2.8 درجة مئوية بحلول نهاية القرن إذا لم تتخذ الدول إجراءات حاسمة لتقليل الانبعاثات الكربونية.
ويتطلب اتفاق باريس للمناخ، الذي تم توقيعه في 2015، من الدول العمل للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية، بحد أقصى درجتين بحلول عام 2100.
وفي إطار الجهود العالمية لتحقيق الحياد الكربوني، اعتمدت معظم الدول برامج تهدف إلى تحقيق التوازن بين انبعاثات غازات الدفيئة وامتصاصها من خلال الحلول التكنولوجية والطبيعية، وتخطط روسيا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
سبوتنيك عربي
إضافة تعليق جديد