خبراء الأمن القومي يجمعون على استحالة تنفيذ ضربة ناجحة ضد إيران

الجمل:     نشرت مجلة صالون الأمريكية على موقعها الالكتروني، الوقائع التي دارت في حلقة النقاش حول مدى مصداقية قيام إدارة بوش بتنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران، وقد شارك في حلقة النقاش 18 من كبار الخبراء، أبرزهم: زبغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في إدارة الرئيس كارتر، وبرنت سكوكروفت مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في إدارة الرئيس فورد.
• عدم نجاح الضربة الأمريكية:
أجمع الخبراء على أن الضربة الأمريكية ضد إيران، لن تحقق أهدافها، وذلك لعدد من الأسباب:
- ان قصف وتدمير أكثر من 2000 هدف في وقت واحد بشكل متزامن، وموزعة على مساحة تتجاوز 3 ملايين كيلومتر مربع، تتميز بطبيعتها الجبلية الوعرة، هو أمر غير ممكن التنفيذ وفقاً للحسابات العسكرية المتاحة حالياً، حتى لو تم استخدام الأسلحة النووية، وذلك لأن هذه الأهداف توجد في باطن الأرض، وتحت الجبال.
- ان القدرات الأمريكية والإسرائيلية الموجودة حالياً لن تستطيع القيام بتنفيذ نصف المهمة، وذلك بافتراض أن كل هدف يحتاج تدميره جواً إلى سرب مكون من 5 طائرات من طراز إف-15، وإف-16، وبالتالي فإن العدد الكلي المطلوب هو 10 ألاف طائرة.. وهو أمر غير متاح استخدامه في منطقة الخليج العربي وإيران.
- ان الاستعانة بالقوات الأمريكية الموجودة في العراق، أو بعناصر حركة مجاهدي خلق وعناصر الحركات الكردية لن يؤدي إلى إنجاز المهام المطلوبة، وذلك لأن التغلغل داخل الأراضي الإيرانية ولمسافات طويلة غير ممكن من الناحية العملية، إضافة إلى أنه حتى لو استطاعت هذه العناصر الوصول بنجاح إلى أماكن الأهداف، فإنها سوف تصطدم بصعوبة النفاذ إلى داخلها، خاصة وأنها مواقع عسكرية شديدة التحصين، إضافة إلى أن حجم القوات البرية الإيرانية كبير للغاية ويصعب التغلب عليه، والحرس الثوري الإيراني يتضمن 2 مليون عنصر في الخدمة، ويستطيع في فترة وجيزة استدعاء أكثر من 6 ملايين عنصر مصلح.. هذا بخلاف الجيش الإيراني العادي الذي يضم أكثر من مليون عنصر.
• ردود الأفعال:
أجمع الخبراء على أن ردود الأفعال الإيرانية وغير الإيرانية سوف تكون كارثية بكل المقاييس والحسابات العسكرية بالنسبة لإسرائيل، ولأمريكا والمصالح الأمريكية.
- القوات الأمريكية الموجودة في العراق سوف تلحق بها المزيد من الخسائر الهائلة على النحو الذي يؤدي بالكامل إلى هزيمة أمريكا عسكرياً في العراق.
- القوات الأمريكية الموجودة في منطقة الخليج وبحر العرب سوف تتعرض لخسائر لضخمة.
- الطائرات الأمريكية والإسرائيلية الي ستقوم بعملية الهجوم سوف تتعرض لخسائر كبيرة تؤدي ليس إلى خسائر الطائرات والأفراد، وإنما إلى تراجع قوة أمريكا العسكرية وتفوقها الجوي، خاصة إذا كانت إيران تمتلك شبكة دفاع جوي متطورة جيدة التحصين ضد عمليات التشويش الالكتروني الأمريكية.
- لن تستطيع أمريكا التحكم بمسار التطورات العسكرية الميدانية، فالإدارة الامريكية وإسرائيل يزعمون أنهم يخططون لتنفيذ (عملية جوية فقط).. ولكن لم يجب أي منهم على السؤال: ماذا بعد العملية الجوية؟.. وهل ستقف القوات الإيرانية موقف المتفرج بعد الضربة؟.. وتقول كل التحليلات بأن الإيرانيين سوف يقومون بشن هجوم واسع ضد القوات الأمريكية والغربية الموجودة في العراق وأفغانستان، وسوف يجددون دعم وتعاطف السكان المحليين، وسوف يؤدي ذلك إلى القضاء على المصالح الأمريكية وتكبيد أمريكا وحلفائها خسائر ضخمة لا يمكن تعويضها.
- إسرائيل لن تكون في مأمن من الانتقام الإيراني، وسوف لن تستطيع القوات الدولية (قوات اليونفيل) الموجودة في جنوب لبنان حمايتها من صورايخ حزب الله، والتي قد تكون هذه المرة من النوع الأشد ضرراً وفتكاً.
يقول المحلل السياسي الأمريكي ستيفن كلمونص بأنه برغم الضجيج الإعلامي القائل بأن الضربة الأمريكية ضد إيران أصبحت وشيكة القدوم، فإن الرئيس بوش سوف لن يتجرأ على قصف إيران، أما نائبه ديك تشيني الذي يصر ويلحّ من أجل ضرب إيران، فمن الممكن أن يكون له مقصد آخر يريد تحقيقه من وراء هذه التشديد والإلحاح.
واختتمت مجلة صالون التحليل، قائلة: يتوجب على الأمريكيين الشعور بالخوف والقلق إزاء نوع السيناريو الذي ظل اليهودي الأمريكي ديفيد فورمزر (مستشار ديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط) منهمكاً في إعداده وابتكار ديناميكياته ومشاهده القادمة.
وتقول المجلة بأن ديفيد فورمزر هذا أصبح الآن هو المسيطر على عملية (صنع القرار) الاستخباري والعسكري، والدبلوماسي، المتعلق بالشأن الإيراني، وبرغم جهود فورمزر الخارقة التي يبذلها في ترتيب وتعزيز تماسك قوام سيناريو الضربة ضد إيران، فإن جورج بوش لن يستطيع بسهولة الموافقة على ذلك، خاصة وأن البنتاغون ومعظم أعضاء الكونغرس يعرفون أبعاد وتداعيات الضربة العسكرية ضد إيران.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة