متى يوقع بوش على الخطأ القاضي بضرب إيران
الجمل: نشر الخبير العسكري الأمريكي مات غاربانير تحليلا نشره موقع انتي وار كوم الالكتروني الأمريكي حاول فيه استعراض اختلاف الآراء وحالة الانقسام إزاء موضوع ضرب إيران.
يقول مات غاربانير:
* القائلون بفرضية أن أمريكا سوف تقوم بضرب إيران ما يزال الصحفي الأمريكي سيمور هيرش متمسكا بفكره أن إدارة بوش سوف تقوم بضرب إيران برغم التغيير والتبدلات التكتيكية واختلاف المبررات.
قام البيت الأبيض الأمريكي خلال هذا الصيف مدفوعا بواسطة مكتب ديك تشيني نائب الرئيس بوش بتقديم طلب لهيئة رؤساء الأركان المشتركة بوضع مخططات القيام بتنفيذ هجوم أمريكي محتمل ضد إيران وقد أكد ذلك بعض المسؤولين الأمريكيين السابقين والمستشارين الحكوميين.
الخطط سوف تركز على القيام بعملية قصف واسع وعدوان جوي واسع النطاق وسوف تتمثل أبرز الأهداف في تدمير الآتي:
- المنشآت النووية الإيرانية المعروفة والمنشآت التي يشتبه بأنها ذات علاقة بالبرنامج النووي الإيراني.
- المنشآت العسكرية الإيرانية.
- البنيات التحتية الرئيسية.
وتقول المعلومات الواردة من خلال تسريبات خبراء البنتاغون بأن التشديد والتركيز حاليا يتمثل في القيام بتوجيه (ضربات عسكرية جراحية) ضد قوات الحرس الثوري الإيراني والمنشآت والفيالق والألوية وغيرها مع القطع والوحدات العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني.
التركيز على ضرب وتدمير قدرات الحرس الثوري الإيراني سوف يمثل المهمة الرئيسية والهدف الأساس في الوقت الحالي الذي يجب أن ينال أولوية عند تنفيذ الهجوم على إيران
حتى الآن لم يقم الرئيس بوش بالتوقيع على (الأمر التنفيذي) الخاص بضرب إيران وإرساله لقيادة الجيش ويرى بعض المحللين أن ابرز العوامل والأسباب التي أدت إلى تأخير الأمر التنفيذي تتمثل في الآتي:
- عدم كفاية المعلومات الاستخبارية حول إيران وحتى الآن في كل يوم تقدم الأقمار الصناعية الأمريكية وشبكات التجسس الأمريكية بالكشف عن المزيد من الحقائق الجديدة على النحو الذي يربك علية التخطيط العسكرية الأمريكي ويدفع المخططين العسكريين إلى مراجعة وتعديل مخططاتهم من أجل استيعاب الوقائع والمعطيات الميدانية الجديدة.
- تزايد معارضة العسكريين في البنتاغون لتنفيذ خطة ضرب إيران.
- الخلافات حول الخسائر التي سوف تترتب على ضرب إيران.
• القائلون بفرضية أن الضربة الأمريكية ضد إيران غير محتملة الحدوث: ويطرح أنصار هذه الفرضية مجموعة من الحجج والبراهين أبرزها:
- إن اقتصاديات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعاني من أزمة في الوقت الحالي ومن غير الممكن القيام بتنفيذ أي ضربة عسكرية ضد إيران لا تؤدي سوى على المزيد من ضغوط الأزمات الاقتصادية.
- دول الخليج غير راغبة في تنفيذ هذه الضربة لأنها سوف تعرضهم إلى مخاطر داخلية وخارجية لن تستطيع أمريكا مهما أوتيت من قوة حمايتهم منها وهو أمر سوف يعرض المصالح الأمريكية في الخليج على المزيد من المخاطر المؤكدة.
- الرأي العام الأمريكي والكونغرس غير موافقان على تنفيذ أي ضربة عسكرية ضد إيران وبالتالي فإن قيام إدارة بوش بمفردها بضرب إيران سوف يعرض الرئيس بوش وإدارته لخطر المحاسبة والإقصاء والعزل.
- جماعة المحافظين الجدد ومن ورائها ديك تشيني عمليا لن يستطيعون قيادة أمريكا إلى الحرب ضد إيران وذلك لأن تيار الرأي العام الأمريكي ومعارضة الكونغرس الأمريكي سوف لن يسهل إن لم يكن مستحيلا أن يقوموا بمواجهتها بنجاح.
- القنابل المضادة للتحصينات المتوافرة لدى أمريكا وإسرائيل غير كافية وليست ذات فعالية وقدرة على اختراق التحصينات الإيرانية وذلك لأن المنشآت الحيوية الإيرانية يوجد معظمها تحت السلاسل الجبلية المنتشرة والتي تغطي معظم مساحة إيران.
- مهما فعلت أمريكا وإسرائيل عند القيام بضرب إيران وبحسب ما تقول المعلومات فإنه لو استطاعت أمريكا وإسرائيل القضاء على 90% من القدرات العسكرية الإيرانية فإن الـ 10% المتبقية سوف تكون كافية لجعل إسرائيل والقوات الأمريكية الموجودة في المنطقة تقفان في مواجهة واحدة من أكبر الكوارث الخطيرة في العالم.
- هناك شكوك متزايدة لدى بعض الخبراء الأمريكيين والإسرائيليين بأن إيران تمتلك بعض القدرات النووية في الوقت الحالي.
ويخلص التحليل إلى وجود الكثير من العوامل الأخرى التي تساند الفرضية الثانية، وبرغم ذلك يخلص الكاتب إلى إن إدارة بوش – تشيني كما أثبتت حرب العراق من الممكن أن تلغي كل الحسابات العملية وتقوم باتخاذ القرار الخطأ ويقوم البيت الأبيض بإرسال الأمر التنفيذي لقيادة الجيش الأمريكي... ومن ثم يحدث الهجوم المتهور الطائش ضد إيران وعندها سوف يضطر كل من يعش في هذا العالم إلى حبس أنفاسه تحسباً إلى ما قد يحدث من جراء ذلك.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد