تسريب خطة ديك تشيني للاعتداء على إيران
الجمل: نشر موقع «ألترنيت» الإلكتروني الأمريكي اليوم 29 تشرين الثاني 2007م تقريراً عن وثيقة هامة تم تسريبها من البيت الأبيض الأمريكي، وتحديداً من مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، إلى مجلة «ديرشبيجل» الألمانية.
* عنوان التقرير:
"تسريبات من البيض الأبيض: خطة ديك تشيني للاعتداء على إيران تبدأ بضربة صاروخية إسرائيلية".
يقول التقرير، إن ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، يمثل القوة الحقيقية الكامنة وراء العرش، وذلك بفضل قدرته الهائلة على ممارسة التحركات السرية والضغوط الخلفية عن طريق "التآمر" من وراء الكواليس..
ويشير التقرير إلى أصدقاء وأعداء تشيني يؤكدون على السواء، بأن له القدرة الفائقة على القيام بكل ما يريد عن طريق سيطرته المطلقة على عملية صنع القرار أولاً.. وعلى عملية إصدار القرار ثانياً..
سيناريو الحرب الأمريكية المتوقعة ضد إيران، جرى الإعداد لها في إحدى الغرف السرية الخلفية التابعة لمكتب ديك تشيني في البيت الأبيض الأمريكي..
* معلومات الوثيقة:
تقول المعلومات الواردة من واشنطن بأن محتويات الوثيقة تم تسريبها بواسطة مسئول أمريكي وثيق الصلة بديك تشيني نفسه.
تقول المعلومات الواردة أيضاً، بأن أنشطة الغرفة الخلفية لم تركز حصراً على الجانب العسكري والأمني والاستخباري، وإنما تعدت ذلك إلى الجوانب الأخرى، مثل:
• تنسيق تحالف داخل الكونغرس، ضم جنباً إلى جنب أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين والجمهوريين المؤيدين لضرب إيران، وأيضاً أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطيين والجمهوريين المؤيدين لضرب إيران.
• تنسيق عمليات الحرب النفسية، بالتعاون مع شبكات الإعلام الأمريكية مثل فوكس نيوز وغيرها..
• إفشال وإحباط الجهود الدبلوماسية الأمريكية، وذلك على النحو الذي يعزز قناعة الإدارة الأمريكية بضرورة شن الحرب ضد إيران..
* سيناريو "الحرب العالمية الثالثة":
يقول تقرير المجلة الألمانية، بأن الغارة الإسرائيلية التي حدثت ضد سوريا في 6 أيلول الماضي، كانت بمثابة التجربة أو "بالون الاختبار" للضربة القادمة ضد إيران..
- خطة ديك تشيني الجديدة: كانت الغارة ضد سوريا مجرد مرحلة من مراحلها المتقدمة، وتقول المعلومات بأن بعض مراحل هذه الخطة تتمثل في دفع الكونغرس الأمريكي والإدارة الأمريكية للقيام بالتالي:
• التعامل مع قوات الحرس الثوري الإيراني، ضمن منظورين:
* اعتبار فيلق القدس الموجود في العراق بمثابة حركة إرهابية، وبالتالي تندرج المواجهة الأمريكية ضده ضمن مخطط الحرب على الإرهاب، بحيث تقوم القوات الأمريكية باستخدام الوسائل العسكرية "التقليدية" في شن الحرب ضده.
* اعتبار الحرس الثوري الموجود في إيران قوة تسعى إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي تندرج المواجهة الأمريكية ضدها ضمن مخططات الحرب الشاملة، بحيث يجوز للقوات الأمريكية استخدام الوسائل العسكرية "غير التقليدية" في شن الحرب ضدها..
• "خطة الفخامة": وتمثل إحدى الخطوات المتقدمة في مشروع شن الحرب العالمية الثالثة الذي تم التخطيط له في عرفة مكتب ديك تشيني الخلفية، وتقول المعلومات بأن الخطوات العملية لهذه الخطة قد تم تنفيذها بنجاح تام، ولكن المردود المطلوب لتداعياتها لم يحقق النجاح حتى الآن، وبكلمات أخرى، فقد تمثلت "خطة الفخامة" في المناورات العسكرية الواسعة التي قامت بها القوات الأمريكية الشهر الماضي في منطقة شمال الباسيفيكي، واشتركت فيها كل من القيادة الشمالية، وقيادة الوطن الأمريكي، إضافة إلى أساطيل السفن والغواصات النووية الأمريكية، والقاذفات الإستراتيجية الأمريكية، وقد وصف الخبراء العسكريون هذه المناورات بأنها أضخم مناورات يتم فيها حشد القدرات العسكرية الإستراتيجية بهذه الطريقة منذ الحرب العالمية الثانية، وقد هدفت هذه المناورات بشكل أساسي إلى:
* ردع روسيا من مغبة القيام بدعم إيران.
* ردع الصين من مغبة القيام بدعم إيران.
* ردع كوريا الشمالية من مغبة عدم الالتزام بالاتفاق الذي توصلت إليه مع اللجنة السداسية.
وتقول المعلومات بأن "خطة الفخامة" هذه قد أعقبتها ثلاثة تحركات سياسية دولية إقليمية:
* مفاوضات بوش مع بوتين من أجل التوصل إلى الصفقة المطلوبة أمريكياً حول إيران، وذلك بافتراض أن مناورات "خطة الفخامة" قد أبرزت مدى فخامة القوة العسكرية الأمريكية لموسكو، وبالتالي يتوجب على الرئيس الروسي بوتين تليين مواقفه وعدم التمادي في العناد.
* زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إلى الصين، وتتضمن من بين ما تتضمن، التوصل إلى توافق صيني – إسرائيلي حول ضرورة التصدي للخطر الإيراني، وذلك بافتراض أن الصينيين، بتأثير "خطة الفخامة" سوف يتخلون عن مواقفهم غير المؤيدة لأمريكا في توجهاتها المعادية لإيران..
* دفع كوريا الشمالية إلى التعامل بـ"إيجابية" إزاء التحركات الدبلوماسية الأمريكية الهادفة إلى دفع كوريا الشمالية إلى:
* التخلي النهائي عن برنامج الأسلحة النووية.
* الاعتراف والإقرار بتعاونها –حتى ولو زوراً- مع سوريا وإيران في تطوير برامج إنتاج الأسلحة النووية.
* قاعدة واسط العسكرية الأمريكية: وهي قاعدة عسكرية أمريكية تم بنائها خلال الأشهر الماضية في منطقة شرق العراق، وتحديداً على بعد 6 أميال من الحدود الإيرانية، وتقول التصريحات الأمريكية "المعلنة" بأن الهدف من إقامة هذه القاعدة هو مكافحة عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى داخل العراق، ولكن الأهداف "غير المعلنة" تقول غير ذلك، فقد ظلت هذه القاعدة منذ لحظة إنشائها تقوم بالآتي:
* العمل كمركز أمريكي للاستطلاعات الاستخبارية العسكرية الأمريكية داخل إيران.
* العمل كمركز متقدم لإعداد وتجهيز الترتيبات النهائية لعمليات تسلل عناصر حركة مجاهدي خلق الإيرانية المتعاونة مع أمريكا إلى داخل إيران.
* مركز التجميع الأمريكي المتقدم للمعلومات الاستخبارية حول إيران.
وتقول المعلومات أيضاً بأن الأمريكيين قد يلجئون أيضاً إلى القيام بعملية سرية ضد هذه القاعدة، كأن تقوم جماعة مجاهدي خلق بإطلاق صاروخ روسي أو كوري شمالي الأصل من الأراضي الإيرانية ضد هذه القاعدة، على النحو الذي يوفر الدليل والذريعة لإدارة بوش بشن عدوانها على إيران، بالاستناد إلى حق الدفاع عن النفس، الذي لا يتطلب أي موافقة من الكونغرس، وتقول المعلومات بأن مخطط إطلاق الصاروخ من داخل الأراضي الإيرانية، سوف يسبقه إطلاق صاروخ إسرائيلي ضد إيران، وإذا لم تقم إيران بالرد على إسرائيل أو على أمريكا، فإن عملية إطلاق الصاروخ من داخل الأراضي الإيرانية ضد قاعدة واسط سوف تكون هي الأكثر احتمالاً، في حسابات ذرائع إشعال الحرب، أما الوقت الممكن لاحتمالات حدوث هذا السيناريو فهو خلال فترة أعياد الكريسمس واحتفالات رأس السنة، وذلك لأن الكونغرس يكون عملياً في عطلته السنوية، إضافة إلى أن الرأي العام الأمريكي والأوروبي سوف يكون مشغولاً في هذه الفترة باحتفالات نهاية العام..
عموماً، كما ورد في التقرير فإن تحالف وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز، والأدميرال وليام فالون القائد الحالي للقيادة الوسطى الأمريكية، سوف يصبح ضعيفاً للغاية في مواجهة ديك تشيني ومجموعته، وذلك على خلفية قيام أبرز المعارضين لبوش في الكونغرس، بالتصويت على العقوبات المشددة ضد إيران، إضافة إلى قيام الزعيمة الديمقراطية هيلاري كلينتون بالمشاركة في التصويت، وموقف نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب المتشدد إزاء مواقف تشيني المتشددة، وهو موقف اعتبره المراقبون بمثابة "شيك على بياض" في يد بوش للقيام بضرب إيران خلال عطلة الكونغرس!!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد