قمة «أوبك» تقرر مراجعة التسعير بالدولار
أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» التزامها الاستمرار في توفير النفط بشكل كاف للأسواق العالمية، مشددة على أهمية السلام العالمي وتأثيره على استقرار سوق الطاقة، فيما أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنّ المنظمة ستناقش لاحقاً الاقتراح الإيراني ـ الفنزويلي باعتماد سلة عملات غير الدولار لتسعير النفط، رغم عدم إشارتها إلى هذه المسألة في البيان الختامي لقمتها الثالثة التي اختتمت أعمالها أمس، في الرياض.
وتعهد قادة «أوبك» بـ«الاستمرار في إمداد الأسواق العالمية بكميات كافية واقتصادية وموثوقة من النفط، وبصورة فاعلة، وفي الأوقات المطلوبة»، مؤكدين التزامهم «العمل مع جميع الأطراف لتحقيق التوازن في أسواق الطاقة العالمية ومستويات مستقرة وتنافسية لأسعار النفط».
وطالبت «أوبك» الدول المستهلكة بـ«إيجاد البيئة التي تساعد على الاستثمار في قطاع النفط في تلك الدول»، مشـددة على «أهمية السلام العالمي في تحسين فرص الاستثمار في قطاع الطاقة واستقرار أسواق الطاقة العالمية».
وعلى الصعيد البيئي، أكدت «أوبك» التزامها تشجيع التقنيات الجديدة التي من شانها مواجهة ظاهرة التغير المناخي، لاسيما تكنولوجيا التقاط وتخزين الكربون، في وقت أعلنت الرياض عن إنشاء صندوق ميزانيته 300 مليون دولار للقيام بأبحاث حول الطاقة والبيئة، فيما قدمت كل من الكويت والإمارات وقطر 150 مليون دولار، لدعم البرنامج.
ولم يتضمن البيان الختامي للقمة أية إشارة واضحة إلى المستوى الضعيف لسعر صرف الدولار خلافا لرغبة إيران وفنزويلا، لكنّه شدّد على «زيادة التعاون المالي بين الدول الأعضاء بما في ذلك اقتراحات بعض رؤساء الدول والحكومات في مداخلاتهم في القمة».
وأعلن وزير النفط الإيراني غلام حسين نوذري أنّ «أوبك» وافقت على «تشكيل لجنة من وزراء النفط والاقتصاد لدراسة تأثير الدولار على أسعار النفط»، فيما أوضح وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أنّ «اللجنة ستقدّم مقترحات لأوبك حول سلة العملات التي يمكن للمنظمة اعتمادها».
واعتبر نجاد، خلال مؤتمر صحافي أعقب القمة، أنّ هذه الفقرة تترجم قرار المجموعة بالبحث في اقتراح طهران تسعير النفط بعملات أخرى غير الدولار كاليورو مثلا. وأشار إلى أنّ الدول المسـتهلكة «تحصل على نفطنا وتعطينا قطعة من الورق لا قيمة لها»، مضيفاً «نعلم أنّ ليس للدولار الأميركي حالياً أية قيمة اقتصادية، والسبب يعود إلى السياسات الاقتصادية للإدارة الأميركية».
وحول الاقتراح السعودي بإنشاء كونسورتيوم متعدد الجنسيات يتيح لدول الشرق الأوسط الحصول على اليورانيوم المخصب، قال نجاد «نحن نرحب بأي اقتراح بنّاء لاسيما عندما يأتي من إخواننا وأصدقائنا، ونأخذه بالاعتبار».
وأكد نجاد أنّ إيران لا ترغب في استخدام النفط كأداة سياسية، لكنه أوضح أنّه «في حال أخذت أميركا خطوة ضدنا فنحن نعرف كيف نرد»، مستبعداً أن توجه واشنطن ضربة عسكرية لإيران.
وأوضح نجاد أنّ «الإدارة (الأميركية) تعرف انه في مجال ارتكابها حماقة ستتحول المنطقة برمتها إلى حالة صعبة جدا بحيث لن يجد الأميركيون مكانا لهم في المنطقة»، معتبراً أنّ مخططات واشنطن لفرض الهيمنة على الشرق الأوسط ومصادر النفط «منيت بالهزيمة والفشل بشكل كامل والإدارة الأميركية غاضبة ونحن نتفهم أسباب هذا الغضب».
إلى ذلك، التقى نجاد، على هـامش القمة، أعضاء السفارة الإيــرانية في الرياض وعـدداً من الإيــرانيين المقيمين فيها. وشدد خـلال اللقـاء على أن «الشعب الإيراني اليوم لديـه علاقات ودية وأخوية مع الشـعب السعودي»، محـذراً من أن «العدو يسـعى منـذ أكـثر من 150 عاما للإخلال بهذه الصداقة والأخوة».
من جهته، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل حرص «أوبك» منذ إنشائها على العمل من اجل تحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية ودعم جهود التنمية في الدول النامية، مشدداً على ضرورة البحث عن أسباب وعوامل ارتفاع أسعار النفط والمتغيرات المرتبطة بها من مختلف جوانبها وأبعادها، بعيدا عن الافتراضات والتكنهات.
وكان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز حذر، في جلسة الافتتاح، من أنّ أسعار النفط يمكن أن تتضاعف إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران. وقال تشافيز، الذي بدأ كلمته برسم إشارة الصليب، «إذا كان لدى الولايات المتحدة من الحماقة ما يكفي لمهاجمة إيران أو ارتكاب عدوان ضد فنزويلا، لن يكون (سعر) النفط مئة دولار، وإنما 200 دولار».
وأشار محللون إلى أن الملك السعودي عبد الله كان حريصا على منع تشافيز ونجاد من الاستئثار بالأضواء في القمة، وقد بدا جامد الوجه طوال كلمة تشافيز، التي استمرت 25 دقيقة، وقد مازحه قائلاً «لقد تماديت بعض الشيء».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد