انقسام يهودي حول المرشح أوباما
رغم أن باراك أوباما يتمتع بسجل صلب كسيناتور مدافع عن إسرائيل، ورغم ما يردده عن الرغبة في ترميم «الروابط التاريخية القوية بين الجاليتين الافريقية ـ الاميركية واليهودية ـ الاميركية»، لكن ثمة قلق متشبث إزاءه في أوساط الناخبين اليهود.
هناك عوامل عدة تثير التردد في أوساط اليهود ازاء أوباما، فإضافة إلى الانقسام المتنامي بين اليهود والسود منذ أعوام، والذي حثّ أوباما أبناء عرقه على ترميمه، هناك التأييد (الاحادي الجانب) الذي لقيه أوباما من الزعيم الاسود لجماعة «أمة الاسلام» لويس فرخان، والذي وصف اليهودية مرة بأنها «دين يمتص الدماء».
أكثر من ذلك، فقسيس أوباما، جيريماياه رايت، الذي كان راعياً لكنيسة الثالوث الاقدس التي ارتادها أوباما في شيكاغو، هو الاخر معروف بانتقاده لإسرائيل. وقد دعا إلى شن حملة ضد «الظلم والعنصرية التي عاش الفلسطينيون في ظلها جراء الصهيونية». وذلك فيما منحت مجلة «ترومبت»، التي تديرها ابنة القسّ رايت، جائزة لفرخان.
لكن أوباما، الذي رفض دعم فرخان المتحمس له، أكد أن ناخبيه من كنيسة شيكاغو لا يتبنون خطابات كهذه. وقال «لم أسمع قط أي معاداة للسامية في كنيستنا. ولم أسمع قط أي شيء يشير إلى معاداة السامية من جهة القس (رايت)».
إلى ذلك، فالكثير من مستشاري أوباما مكروهون لدى مناصري إسرائيل، لمواقف سابقة لهم وصفت بالمعادية للدولة العبرية، وعلى رأسهم الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر، ومستشار الامن القومي السابق زبيغنيو بريجينسكي «الذي لا أشاركه أفكاره حول إسرائيل، وإن كنت أحترمها».
وفي خضم انتخابات ميسيسيبي، لم ينسَ أوباما الاتصال بوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، لتعزيتها في القتلى الاسرائيليين الذين قضوا في الهجوم على مدرسة الحاخامات في القدس، مجدداً تأكيده دعمَ حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والتزامها بالمفاوضات مع الفلسطينيين، ومشدداً على الحاجة إلى منع إيران من دعم الارهاب وامتلاك أسلحة نووية.
وقد شحذ أوباما ومستشاروه الجهود منذ أكثر من عام لتهدئة «القلق اليهودي» هذا. وأنّب المرشح الكاريزمي، في خطاب ألقاه في كنيسة مارتن لوثر كينغ في أطلنطا، في كانون الثاني الماضي، مشاعر معاداة السامية المستترة لدى بعض السود. وفي مناظرة لاحقة، ذكّر بثلاثة نشطاء للحقوق المدنية قتلوا خلال حملة لتسجيل أصوات الناخبين السود في ميسيسيبي، في العام ,1964 بينهم يهوديان.
وبعد تنامي الهجوم «الإلكتروني» الذي شنته الماكينات الانتخابية المنافسة على المرشح الرئاسي الاسود، عبر نشر الرسائل الالكترونية المثيرة للسجل «المعادي للسامية» لمستشاريه، ردّ أوباما بأن له أيضاً مستشارين عملوا مع الرئيس السابق بيل كلينتون، ويشاركونه اعتقاده بأن إسرائيل يجب أن تبقى دولة يهودية تربطها علاقات مميزة بالولايات المتحدة، وبأن الفلسطينيين كانوا غير مسؤولين.
كل ذلك غير كافٍ على ما يبدو لتبديد «التوتر (اليهودي) حيال السيناتور أوباما»، كما يصفه الحاخام جوشوا سكوف في لقاء كليفلاند. فـ«واقعة أن له (أوباما) اسماً يبدو مسلماً، ووالداً مسلماً»، يقول مدير مركز الدراسات اليهودية في جامعة فلورديا ـ غاينسفيل، كينيث والد، «تثير أسئلة عما نعرفه وما لا نعرفه عنه».
المصدر: أ ب
إضافة تعليق جديد