المستشارة ميركل: مشاركة متكاملة بين ألمانيا وإسرائيل
عقدت الحكومة الإسرائيلية مع وزراء ألمان يرافقون المستشارة انجيلا ميركل في زيارتها إلى الدولة العبرية، اجتماعاً لا سابق له في القدس المحتلة، أمس، وُقعت خلاله اتفاقات تعاون احدها عسكري، كما اتفقت الدولتان على ضرورة منع إيران من حيازة سلاح نووي، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت استمرار توسيع الاستيطان في القدس والضفة الغربية، مشترطاً لاستئناف المحادثات مع دمشق أن «تنفصل عن محور الشر».
واستهلت ميركل اليوم الثاني من رحلتها بزيارة متحف «ياد فاشيم» لضحايا المحرقة النازية، يرافقها أولمرت ووزراء ألمان وإسرائيليون، حيث أضاءت الشعلة الأبدية في قاعة الذكرى قبل ان تضع إكليلاً من الزهر وتقف دقيقة صمت. وكتبت ميركل في سجل الضيوف «إن الحكومة الألمانية، مستذكرة مسؤوليتها عن المحرقة، تعرب عن تصميمها على صياغة مستقبل مشترك من خلال عقد أول مشاورات ألمانية إسرائيلية».
وبعد هذه الزيارة، ترأست ميركل التي يرافقها وفد من سبعة وزراء، مع اولمرت اجتماعا وزاريا اسرائيليا ـ المانيا في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، كما أجرى وزراء إسرائيليون عديدون، لا سيما وزراء الخارجية والدفاع والعدل والمالية، محادثات منفصلة مع نظرائهم الالمان. ووقع وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ونظيره الالماني فرانتس يوزف يونغ «اتفاق تعاون في المجال الأمني» بين الدولتين، بالإضافة الى اتفاقات اخرى وقعتها الحكومتان تشمل مشروع تبادل واسع النطاق لضباط في الجيش، وأخرى تتصل بالتعليم والبيئة، فضلاً عن إنشاء مركزي دراسات ألمانيين، تمولهما برلين، في جامعتين اسرائيليتين. واتفق الطرفان على عقد مشاورات حكومية سنوية بينهما، تتناوب الدولتان على استضافتها. وستجرى في المانيا في العام .2009 وأصدرت الحكومتان بياناً مشتركاً ذكرتا فيه «إن الجانبين يسعيان لتوطيد وتكثيف علاقاتهما السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، باعتبارها شراكة بين دولتين ديموقراطيتين وتعدديتين».
ومشيراً إلى المحرقة، قال اولمرت في مؤتمر صحافي مع ميركل «الأمر المهم هو أننا لا ننسى أي شيء، ولكننا لن ندخر أي جهد في ما يتعلق بالفرص والالتزامات للعمل معاً من أجل أن نعد شعبينا ومنطقتنا والعالم كله بمستقبل أفضل من الأمن والمصالحة والتسامح والسلام».
أضاف «لقد تناولنا مطولاً موقف المانيا واسرائيل المشترك بخصوص الجهود المبذولة لمنع ايران من حيازة ترسانة نووية»، مضيفا ان «اسرائيل والمانيا تتقاسمان القلق الشديد عينه حيال استمرار انشطة ايران في سبيل حيازة سلاح نووي ونحن متفقان ايضا على ضرورة الاستمرار في اتخاذ سلسلة من الخطوات التي تؤدي الى توقف هذا التطوير».
وكررت ميركل، من جهتها، أن «التهديدات التي تواجهها إسرائيل، نعتبرها عملياً تهديدات تواجهنا نحن»، مضيفة «نتفق على انه يتعين أن نقوم بكل ما يمكننا ان نفعله لممارسة اكبر ضغط ممكن على ايران، عبر إجراءات مجلس الأمن الدولي وأيضاً من خلال المحادثات مع الاتحاد الاوروبي».
ودافعت ميركل، التي تلقي اليوم خطاباً امام الكنيست، عن العلاقات الاقتصادية المستمرة بين برلين وطهران، قائلة إن «ارقام التجارة الألمانية مع ايران لم تصل الى نقطة الصفر. لقد انخفضت في السنوات القليلة الماضية بشكل ملموس».
غير أن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي حاييم رامون قال خلال لقائه أعضاء في البرلمان الألماني يرافقون ميركل إن إقامة علاقات مع إيران «أمر ليس أخلاقياً... يتوقع من المجتمع الألماني أن يوقف كل علاقاته التجارية والأخرى مع إيران».
وأعلن أولمرت عن استمرار التوسع الاستيطاني في القدس والضفة، قائلاً «عندما نبني في القدس، وسنفعل في القدس، الجميع يعلم ان لا مجال لدولة اسرائيل ان تتخلى عن حي مثل هار حوما (المقامة على أراضي جبل ابو غنيم). إنه جزء لا يتجزأ من القدس»، مضيفا «لقد اعلنا ان ثمة اماكن ستجرى فيها عمليات بناء إضافية. انها مناطق ستبقى في اسرائيل في اطار اتفاق نهائي (مع الفلسطينيين)، وهذا يشمل خصوصاً القدس، والكل يدرك ذلك... ولذا ما من سبب لوقف اعمال البناء فيها».
واعلن مسؤول في مكتب أولمرت ان رئيس الوزراء اعلن استعداده، خلال الاجتماع المشترك بين الحكومتين الإسرائيلية والألمانية، لاستئناف محادثات السلام مع سوريا مشترطاً أن تنهي دعمها لحزب الله والفصائل الفلسطينية. وقال أولمرت إن «إسرائيل معنية بإجراء محادثات مع سوريا تقود إلى انفصالها عن محور الشر»، مضيفاً إنه «ليست لدى إسرائيل أي مصلحة لوقوع مواجهة عسكرية عند الحدود الشمالية» مع لبنان وسوريا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد