إسـرائيل تـودّع رايـس بـ1400 وحـدة اسـتيطانية جديـدة
لم تكد وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس تغادر تل ابيب امس، منهية جولة مكوكية شملت اسرائيل والاردن واستمرت ثلاثة ايام، حتى اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي انها تعتزم بناء 1400 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة والضفة الغربية. لكن ذلك لم يمنع رايس من القول ان المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية تسير «في الاتجاه الصحيح»، كما لم يمنع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من الاعلان ان السلام ممكن هذا العام.
في غضون ذلك، قتل مستوطنون الفلسطيني عبد اللطيف حروب (25 عاما) بحجة أنه حاول طعن مستوطن عند مدخل مستوطنة «شيلو» بين رام الله ونابلس شمالي الضفة.
واعلنت بلدية القدس انها ستبني قريبا 600 وحدة استيطانية جديدة في حي «بسغات زئيف» شمالي شرقي القدس الشرقية، موضحة «ان هذه الخطة تندرج في اطار مبادرة شاملة لرئيس بلدية القدس (يوري لوبوليانسكي) تشمل بناء 40 الف وحدة سكنية في المدينة بهدف تسهيل حصول ازواج شبان على سكن». واعرب لوبوليانسكي عن ثقته بأنه «بعد بيان رئيس الوزراء (ايهود اولمرت) حول استمرار البناء في ضواحي القدس، لن تفرض الحكومة أي تأخير على هذه الخطة».
وبعد قليل من بيان بلدية القدس، اعلن المتحدث باسم حزب «شاس» الديني المتطرف روي لاخمانوفيتش أن أولمرت تعهد بإحياء خطط مجمدة لبناء 800 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار عيليت في الضفة الغربية، موضحا ان «ثمة المزيد على الطريق». اضاف ان اولمرت وعد ايضا بأن البناء سيستمر في مستوطنات اخرى بالقرب من القدس، بينها معاليه ادوميم.
غير ان اولمرت شدد، خلال لقائه أعضاء كتلة «كديما» في الكنيست، على ان «كل ما ينشر عن أعمال البناء الدراماتيكية في الأراضي (الفلسطينية) غير حقيقي. وليس من الصحيح أيضا اننا نبني بالمخالفة لتعهدات قطعناها. نحن لا نبني مستوطنات جديدة ولا نصادر أراضي لبناء مستوطنات جديدة» مضيفا ان إسرائيل ستواصل البناء في القدس الشرقية وفي الكتل الاستيطانية في الضفة. وتابع «يجري ذلك في إطار المفاوضات، والمفاوضات ستواصل التقدم».
وجاء اعلان بلدية القدس بعد تقرير اصدرته منظمة «السلام الآن»، اشار الى ان إسرائيل وافقت على إنشاء حوالى 1700 وحدة استيطانية جديدة منذ استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين في مؤتمر انابوليس في تشرين الثاني الماضي. اضافت ان وزارة الدفاع الإسرائيلية وافقت على خطط لبناء 946 وحدة سكنية في الضفة منذ مؤتمر أنابوليس، كما اقرت الحكومة الموافقة النهائية على بناء 750 وحدة سكنية على الاقل في القدس الشرقية، منذ استئناف المحادثات.
وردا على الخطط الاسرائيلية، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين ان الرئيس محمود عباس ابلغ رايس، خلال لقائهما في عمان امس، ان البناء الاستيطاني يشكل «العقبة الاكثر خطورة للسلام»، معتبرا ان «هذا الإعلان يغير الوضع على الارض الى الاسوأ».
وفي العاصمة الأردنية، قالت رايس بعد لقائها عباس «نؤكد موقف الولايات المتحدة الذي يقوم على ضرورة وقف الاستيطان ووقف توسيع المستوطنات لأنه يتعارض مع خريطة الطريق».
وعن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قالت رايس «اجد العمل الذي يجري انجازه وجدية العملية امرا مثيرا للاعجاب الشديد، وأعتقد انها كلها تتحرك في الاتجاه الصحيح»، معتبرة أن التوصل لاتفاق بين الطرفين قبل انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في كانون الثاني المقبل «هدف يمكننا بلوغه». وتابعت «أن وجهة نظري القوية هي أن أفضل ما يمكن القيام به الآن هو التركيز بشأن إنجاز اتفاقية السلام هذه، لأننا في ذلك الوقت لن نتجادل بشأن ما يخص إسرائيل وما يخص فلسطين».
اما عباس، الذي يزور السعودية اليوم وروسيا من 17 الى 19 نيسان الحالي، فقال «انا واثق من اننا سنصل الى اتفاق سلام شامل في العام ,2008 لاننا نحن واسرائيل والولايات المتحدة وبقية الاطراف الاخرى نعمل بجد للوصول الى هذا الاتفاق»، مضيفا «لقائي مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيتم قريبا، وأعتقد انه في السابع» من نيسان الحالي.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول اسرائيلي كبير أن رايس تختبر الأجواء بشأن إمكان التوصل لمسودة إعلان أو مذكرة تفاهم «كإنجاز» موقت لدى عودة بوش الى المنطقة في ايار للمشاركة في الذكرى الستين لاقامة اسرائيل. وقال «تريد التوصل الى شيء قبل مجيئه في ايار»، فيما اشار دبلوماسي غربي الى ان الوثيقة المقترحة ستعرض «قضايا الوضع النهائي من دون تفاصيل». غير ان عريقات، الذي حضر اجتماع رايس مع عباس، اوضح ان الوزيرة الاميركية لم تعرض صياغة اي وثائق موقتة استعدادا لعودة بوش.
وقبيل زيارتها عمان امس، التقت رايس أولمرت مجددا في القدس، كما اجتمعت مع رئيسي وفدي التفاوض الفلسطيني احمد قريع والاسرائيلية تسيبي ليفني، كل على حدة. وقال قريع إن «متابعة الأميركيين للمحادثات أظهرت أنهم جادون، وعبروا عن استعدادهم لمساعدة الجانبين على التوصل لاتفاق بكل ما في وسعهم».
وبعد تعهد اسرائيل لرايس امس الاول بإزالة 50 ساترا ترابيا في الضفة، أزالت اسرائيل امس حاجزا واحدا خارج مستوطنة ريمونيم شمالي شرقي رام الله، لكنها تراجعت عن قرارها برفع حاجز اساسي على الطريق بين اريحا والبحر الميت، بحسب رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ، الذي اعتبر الخطوة الاسرائيلية «غير كافية اطلاقا، وغير مجدية».
وأفاد مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان ثمة 580 حاجزا اقامتها اسرائيل في الضفة حتى شباط الماضي، بعدما كان عددها 472 في العام .2005
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد