مصير اتفاق الدوحة
الجمل: نشر الموقع الإلكتروني الخاص بمركز دراسات ستراتفور الأمريكي تحليلاً استخبارياً حمل عنوان «لبنان: هجمات مسلحة ومصالح سوريّة» ويمكن استعراض محتويات التحليل على النحو الآتي:
• ملخص تنفيذي: قتل جنود لبنانيون من جراء حدوث تفجير انتحاري بجنوب لبنان، أعقب تفجيراً انتحارياً في شمال لبنان أدى لمقتل جندي لبناني واحد. وقد جاء الهجومان الانتحاريان في وقت واحد تقريباً.
• التحليل: حاولت منهجية التحليل الربط بين سوريا والتفجيرات الانتحارية على النحو الذي يستدعي إلى الذهن سيناريوهات اتهام سوريا التي كان يستخدمها زعماء 14 آذار والإدارة الأمريكية بهدف تحميل سوريا المسؤولية وتسويق العداء لدمشق في أوساط الرأي العام اللبناني والإقليمي والدولي.
* هندسة الاغتيالات اللبنانية: هل من سيناريوهات جديدة؟
لفترة طويلة قادمة ستظل الساحة اللبنانية هدفاً لاختراقات الموساد الإسرائيلي ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية وغيرها من الخلايا والجماعات الآثمة التي تقوم باستخدامها جماعة المحافظين الجدد، والتي ثبت أن جماعات المافيا الروسية الإسرائيلية من أبرز الأطراف الجاري استخدامها وتوظيفها في مشروع العمليات الاستخبارية السرية. وقد أدت العمليات الاستخبارية السرية إلى إسقاط حالة الاستقرار والتماسك السياسي والطائفي اللبناني وكادت تداعياتها أن تدخل كامل الساحة اللبنانية في نفق الحرب الأهلية. وقد أعلنت إسرائيل والإدارة الأمريكية بأن اتفاق الدوحة لا ينسجم مع المصالح السياسية الأمريكية – الإسرائيلية في لبنان لأنه يعزز قوة قوى 8 آذار المعارضة لحلفاء أمريكا اللبنانيين، وتشير الطريقة الغامضة والعبارات المبهمة التي وردت على لسان المسؤولين الأمريكيين إزاء اتفاق الدوحة إلى أن الإدارة الأمريكية سوف لن تألو جهداً في العمل من أجل تقويض توازن القوى الجديد، الذي أصبح هو الفاعل حالياً في الساحة اللبنانية. أما إسرائيل واللوبي الإسرائيلي فقد أكدوا على رفض اتفاق الدوحة ووصفه بأنه يمثل انتصاراً كبيراً لحزب الله ومعنى هذا، أن ثمة جهوداً إسرائيلية وجهوداً بواسطة اللوبي الإسرائيلي سيتم القيام بها حثيثاً في الفترة القادمة من أجل القضاء يعلى اتفاق الدوحة وزعزعة أركانه. هذا، وتشير التوقعات إلى أن الأطراف الخارجية المعارضة لهذا الاتفاق ستعمل ضمن مسارين متوازيين وإن كانا يكملان بعضهما البعض هما:
• مسار اللوبي الإسرائيلي الذي سيركز على الضغط باتجاه استخدام الكونغرس الأمريكي والحكومة الأمريكية للعمل على تقويض اتفاق الدوحة وعلى وجه الخصوص بالتركيز على أصدقاء أمريكا اللبنانيين.
• مسار إسرائيل الذي سيركز على تصعيد الاستفزازات الإسرائيلية العسكرية ضد لبنان وعلى تنشيط خلايا الموساد المزروعة في الساحة اللبنانية.
* السيناريو اللبناني القادم: خيارات التهدئة والتصعيد:
قد يقول قائل بأن تصعيد التوتر في لبنان في هذا الوقت هو أمر سابق لأوانه، فقد أكدت معطيات الوقائع والأحداث التي جرت في الساحة اللبنانية بأن عنصر المفاجأة هو الأكثر تسييراً للموقف طالما أن بعض الأيادي الخفية تلجأ بشكل مستمر لاستغلال وتوظيف عنصر المفاجأة بما يؤدي إلى تعزيز قدرتها على الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة في إدارة تفاعلات وتداعيات الأزمة السياسية.
وحالياً، فقد بدا واضحاً أن بعض أطاف تحالف قوى 14 آذار قد قبلت على مضض التوقيع على اتفاق الدوحة على النحو الذي دفع زعيم القوات اللبنانية –القاتل المدان قضائياً- سمير جعجع بإضافة عبارة "مع التحفظ" إلى جانب توقيعه على اتفاق الدوحة. ولن نكون بعيدين عن الحقيقية إذا افترضنا أن الأطراف اللبنانية الحليفة لأمريكا وإسرائيل وعلى وجه الخصوص تلك التي تربطها علاقات تعاون وتنسيق استخباري سري مع الموساد الإسرائيلي، ستكون في هذه الأيام منهمكة في إعداد مخططات تنفيذ المزيد من العمليات السرية التي يمكن أن تعيد الروح إلى الأزمة اللبنانية وتدفعها من حالة التهدئة والسكون الحالية إلى حالة التصعيد والانفجار بحث تؤدي التفجيرات المفخخة القادمة لا إلى تطاير أشلاء الضحايا فحسب بل وتطاير أشلاء اتفاق الدوحة كذلك. يستطيع الموساد ووكالة المخابرات الأمريكية الوصول إلى كل زعماء 14 آذار طالما أن سمير جعجع وعناصره يتعاونون معهم، وهذا الاستنتاج ليس مبالغاً فيه فقبل بضعة أيام اعترف أحد عناصر الموساد الإسرائيلي علناً وعلى موقع فيلكة الإسرائيلي الإلكتروني بأنه شارك في تنفيذ عملية اغتيال الحريري ونشير إلى هذه المعلومة على أمل أن يفهم الرأي العام اللبناني والدولي بأن لجنة التحقيق الدولية لم تحرك ساكناً حتى الآن من أجل استجواب هذا الإسرائيلي الذي نشر اعترافه مرفقاً بصورته.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد