عباس يزور دمشق قريباً للقاء مشعل
بدا أمس ان الوضع الفلسطيني الداخلي يتحرك مجددا باتجاه المصالحة، بعدما دعا الرئيس محمود عباس الى «حوار وطني شامل» بين حركتي فتح وحماس، يؤدي الى تنفيذ المبادرة اليمنية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة، وهو ما سارعت حماس الى الترحيب به، مكررة طلبها حواراً بلا شروط يجري برعاية عربية.
وكانت فتح وحماس قد قبلتا، في آذار الماضي، بمبادرة يمنية لاستئناف الحوار بينهما، لكنها ظلت حبرا على ورق جراء الاختلاف في تفسير نصها وكيفية تطبيقه على الارض.
وقبل ايام من الذكرى السنوية الاولى لسيطرة حماس على غزة، قال عباس في خطاب وجهه الى الشعب الفلسطيني «انطلاقا من الحرص على وحدتنا وتجاوبا مع العديد من الدعوات الصادرة من الدول العربية والاطراف العربية والصديقة التي تدعو لانهاء الاقتتال واعادة الاوضاع في غزة الى ما قبل 13 حزيران ,2007 ادعو الى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية بكل عناصرها كما قررت ذلك القمة العربية في دمشق، وذلك لإنهاء الانقسام الذي ألحق أفدح الضرر بقضيتنا والمزيد من معاناة شعبنا في غزة، والتي تمثل خطرا أكيدا على مشروعنا الوطني في الاستقلال والحرية».
أضاف «سأتحرك على المستويين العربي والدولي لضمان الدعم والتأييد لهذا التوجه، لما يعيد للشعب وحدته الوطنية التي تشكل ضمانتنا الأقوى لاستعادة حقوقنا الثابتة في تقرير المصير والعودة وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس» موضحا انه «نتيجة لهذه الجهود وتتويجاً لها، فسأدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة».
ودافع الرئيس الفلسطيني عن المفاوضات الجارية مع إسرائيل، قائلا «على الجميع أن يكون على ثقة بأن اللقاءات والمفاوضات التي تجرى بين فترة وأخرى، إنما هي مناسبة لنؤكد فيها على ثوابتنا لتحقيق السلام الشامل والعادل ونبدد أوهام الجانب الإسرائيلي حول القدس الشريف وحول كل وجود استيطاني في أرضنا الفلسطينية ولنضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته».
ورفض عباس تصريحات مرشح الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما حول ان القدس المحتلة يجب ان تبقى «عاصمة لاسرائيل» وان «تبقى موحدة». وقال «هذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا. القدس احدى نقاط المفاوضات والكل يعرف تماما ان القدس الشرقية احتلت في العام 1967 ولن نقبل بدولة من دون القدس عاصمة لها. اعتقد ان الامر واضح».
وقالت مصادر أن الموقف الذي أعلنه عباس، جاء اثر مناقشات مستفيضة في اجتماع عقدته أمس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعرضت فيه المصاعب التي تعترض المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وصعوبة استقرار الوضع الفلسطيني في ظل الانقسام الداخلي.
وبرغم الخلافات الشديدة داخل الاجتماع، بين معسكرين أحدهما يشجع على وجوب التركيز في هذه المرحلة على إعادة اللحمة الى الصف الفلسطيني، عبر السعي لمصالحة حماس، والآخر يرفض ذلك بشكل قاطع، غلب على النقاش رأي الجانب الأول، خاصة في ظل قناعة عباس باستحالة حدوث تقدم في المفاوضات مع إسرائيل.
وفي هذا الإطار، قالت المصادر أن عباس سيصل الى دمشق قبل نهاية الشهر الحالي، من أجل الاجتماع بقادة الفصائل وبينهم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.
في المقابل، قال القيادي في حماس محمود الزهار «نرحب بأي دعوة سواء كانت فلسطينية أو عربية لبدء حوار فلسطيني فلسطيني مسؤول غير مشروط» مطالبا «الدول العربية بوضع آلية لهذه الدعوة ورعايتها حتى يتوحد الشعب الفلسطيني ويستعيد لحمته ويتخلص من التدخلات الاجنبية التي أضرت به». وأشار الى ان «الموقف العربي بدأ يستعيد الكثير من التوازن، خاصة بعد تجربة لبنان، وليس امامنا كأمة عربية وشعب فلسطيني الا ان نعيد وحدة هذا الشارع الفلسطيني على أساس المصالح الوطنية وليس لخدمة جداول اعمال اجنبية».
من جهته، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية، طاهر النونو «نرحب بدعوة الرئيس الى الحوار الوطني من اجل تنفيذ المبادرة اليمنية، ونعتبرها خطوة ايجابية» مشيرا الى انه «سيكون هناك رد رسمي من هنية يوم غد (اليوم) وربما يكون عبر خطاب».
قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض مع اسرائيل احمد قريع، من جهته، ان «جميع الملفات تمت مناقشتها مع الجانب الإسرائيلي ولم يتحقق أي تقدم ملموس حتى هذه اللحظة... تم تشكيل عدد من اللجان لبحث كل قضية بشكل منفصل، والوصول الى اتفاق نهائي هذا العام بحاجة الى معجزة».
الى ذلك، قال رئيس الوزراء الفلسطيني في الضفة سلام فياض امام مؤتمر بلعين الدولي الثالث للمقاومة الشعبية، انه يتعين على الاتحاد الاوروبي عدم التجاوب مع طلب اسرائيل رفع مستوى علاقاتها مع الاتحاد «الا بعد تنفيذها كل التزاماتها، وخاصة المتعلقة بوقف كل الانشطة الاستيطانية، والتوقف عن الانتهاكات الاخرى لحقوق الانسان في فلسطين، وكذلك الوفاء بالالتزامات التي يفرضها القانون الدولي، واتفاقية جنيف الرابعة، وفتوى محكمة لاهاي تجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة، والالتزامات الاخرى المتعلقة بعملية السلام».
وتذرعت إسرائيل بالرسالة التي كان فياض قد وجهها الى الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، لترجئ تحويل عشرات الملايين من الدولارات من عائدات الضرائب، الى الحكومة الفلسطينية.
الى ذلك اغلقت اسرائيل امس معبر ناحال عوز الذي يتم من خلاله نقل الوقود الى غزة، بحجة اصابة عامل فلسطيني اثر سقوط صاروخ على المركز الرئيسي لتوزيع الوقود قرب المعبر، التابع لهيئة البترول الفلسطينية.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد