تسريبات إسرائيلية غير مؤكدة عن فضائح السياسة اللبنانية:
الجمل: تشهد الساحة اللبنانية في هذه الأيام حراكاً سياسياً مزدوجاً، فعلى مستوى سطح الأحداث تتناقل التقارير والأحداث والوقائع المتعلقة بتحركات القوى والكتل السياسية اللبنانية، أما تحت السطح فتتناقل التسريبات تحركات الزعماء السياسيين اللبنانيين الهادفة إلى التكيف مع توجهات المرحلة السياسية المقبلة، وبين سطح الأحداث وباطنها يبدو المشهد السياسي اللبناني كمثل الصخور التي تقبع على سطح الرمال المتحركة.
* ماذا تحمل الرمال المتحركة اللبنانية:
تقول التسريبات الاستخبارية بأن فرق المحقق الدولي بلمار قد قامت بشكل مفاجئ بعملية مداهمة لبعض المواقع اللبنانية وقد شملت مداهمات بلمار هذه المرة المواقع الآتية:
• المقر الرئيسي لفرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي إضافةً إلى بعض الوحدات التابعة لهذا الفرع والملحقة ببعض الوحدات العسكرية – الأمنية اللبنانية الأخرى. حيث اعتقلت فرق المحقق بلمار بعض الضباط وصف الضباط اللبنانيين ومنهم الضابط وسام الحسن الذي يمثل سعد الحريري في فرع المعلومات.
• المراكز الأمنية التابعة لتيار المستقبل وعلى وجه الخصوص المراكز الموجودة في بيروت والطابق الرابع من قصر قريطم التابع لآل الحريري.
وتشير التسريبات إلى أن سبب المداهمات يتمثل في اعتراف أحد ضباط الأمن العام أمام لجنة التحقيق الدولي بأنه شارك في عملية اغتيال الضابط اللبناني فرانسوا الحاج، الأمر الذي عزز الفرضية القائلة بأن نبيه بري كان قد تبنى فكرة استلام فرانسوا الحاج لقيادة الجيش اللبناني في حال تولي العماد ميشال سليمان رئاسة الجمهورية، وتقول الفرضية بأن سعد الحريري قد تحرك مباشرة بعد استماعه للفكرة لتنفيذ عملية اغتيال فرانسوا الحاج بمساعدة المخابرات السعودية وبعض عناصر فرع أمن المعلومات التابعين له. وتقول التسريبات أيضاً بأن فرق المداهمة التابعة للجنة التحقيق الدولية قد صادرت العديد من الوثائق الورقية والإلكترونية وبعض أجهزة الكومبيوتر الموجودة في مقرات ومراكز فرع أمن المعلومات وتضيف التسريبات قائلة بأن السبب الرئيسي لمداهمة قصر قريطم يتمثل في أن الكثير من الوثائق ذات العلاقة بملفات الضابط وسام الحسن تم سحبها من مراكز تيار المستقبل وتخزينها في الطابق الرابع من القصر الذي ظل سعد الحريري يستخدمه كملاذ آمن للوثائق والمستندات ذات السرية القصوى.
تشير بعض التسريبات كذلك إلى أن السبب في مواجهة تيار المستقبل لحملة المداهمات تلك وقيام المحقق الدولي باعتقال بعض الضباط من فرع المعلومات هو بالأساس وشاية قدمها الصحفي اللبناني السابق فارس خشان الذي تفيد المعلومات بأنه شارك في تصفية الشاهد خالد طه ودفنه، وتشير المعلومات كذلك إلى أن خشان قد أصبح بعد تقديم هذه الوشاية على وشك أن يتحول إلى شاهد ملك، يعمل لمصلحة لجنة التحقيق ضد سعد الحريري، وبرغم عدم وجود الدلائل القاطعة على حدوث صفقة شاهد الملك بين فارس خشان والمحقق الدولي، فإن بالإمكان التكهن بأن يلجأ سعد الحريري أو المخابرات المتعاونة معه إلى التخلص من خشان قبل أن يتحول لشاهد ملك ويفجر مشكلة حقيقية في مواجهة سعد الحريري ومن هم وراءه!!
* سيناريو لبنان ومنظور المعتدلين العرب:
تقول التسريبات بأن ثمة نشاطاً تقوم به بعض الأطراف السعودية لجهة تعليق وتأجيل التسوية اللبنانية إلى حين انتهاء الانتخابات الأمريكية. وتشير كذلك إلى وجود جهود سعودية متزايدة من أجل استمرار حالة التوتر وتقول المعلومات بأن السياسي اللبناني نسيب لحود أصبح ناشطاً هذه الأيام في عرقلة حدوث أي تقدم إيجابي في ملف التسويات اللبنانية، وأشارت المصادر إلى أن لحود يقوم بتحركات سياسية بـ"الوكالة" عن الجانب السعودي، وإضافةً لذلك تقول التسريبات بأن علاقة الأطراف السعودية مع الزعيم السني اللبناني الشمالي محمد علي الجوزو قد لعبت دوراً كبيراً في تفجير الاشتباكات المسلحة الأخيرة التي دارت في شمال لبنان.
أما بالنسبة لوليد جنبلاط فتقول التسريبات بأنه مشغول حالياً في محاولة بناء تحالف بين ابنه تيمور وسمير القنطار المحرر مؤخراً بواسطة حزب الله اللبناني. وتفيد المعلومات بأن هدف جنبلاط هو توظيف هذا التحالف الثنائي في إعادة بناء روابطه مع سوريا وحزب الله، وأشارت التسريبات الإسرائيلية إلى أن جنبلاط قد قام مؤخراً بإرجاع شيك الدعم الذي وصله من السفارة السعودية وأكدت التسريبات بأن جنبلاط تعمد تسريب هذه الواقعة للإيرانيين!!
هذا، ولم تقتصر التسريبات الأخيرة على الجانب السياسي فقط وإنما أشارت إلى جانب فضائحي يرتبط بالسياسية تتمثل في المعلومات القائلة بأن سعد الحريري قد غادر في الفترة السابقة إلى المغرب حين كان مكلفاً بالإشراف على إعداد وتجهيز إحدى الحفلات الماجنة في أحد القصور الملكية – الأميرية السعودية الموجودة في المغرب، وتقول التسريبات بأن الاحتفال قد ضم عدداً كبيراً من "القاصرين" و"القاصرات" المغربيات وحدث فيها "كل ما لذ وطاب"، وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن تلفزيون المستقبل قد بث خبر سفر الحريري إلى المغرب بطريقة مضحكو ومثيرة للغرابة عندما قال أن الشيخ سعد غادر إلى المغرب لتقديم العزاء للملك السعودي الذي توفي شقيقه في باريس وتم دفنه في الرياض، إذاً فإن المرحوم توفي في فرنسا وسيدفن في السعودية والشيخ سعد يعزي فيه في المغرب!!
وتقول التسريبات الأخيرة بأن نازك الحريري قد بدأت تحركاتها تمهيداً لمحاولة الإطاحة بسعد الحريري وإقصائه من زعامة تيار المستقبل، ويتعاون معها وليد جنبلاط في تنفيذ ذلك. وتقول التسريبات بأن تحالف الثنائي تيمور جنبلاط – سمير القنطار سيدفع باتجاه تحريك المظاهرات ضد حكومة السنيورة بما يمهد إلى إحداث الانقسامات في تيار المستقبل الذي بدا أكثر قابلية للانقسام إلى جناحين أحدهما تابع لسعد الحريري والآخر لنازك الحريري أما جنبلاط فسيحتفظ بموقف معلن مع سعد الحريري وموقف غير معلن مع نازك الحريري.
لمتابعة المزيد من التفاصيل يرجى الضغط هنـــــــا
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد