بانتظار تأكيد مقتل أيمن الظواهري
الجمل: ظهرت بعض التقارير القائلة بأن أيمن الظواهري نائب زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قد كان من بين قتلى الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة ضد منطقة القبائل الباكستانية الممتد على طول الشريط الحدودي الباكستاني – الأفغاني.
* ماذا تقول التسريبات:
نشر موقع ستراتفور الاستخباري الأمريكي تقريراً يقول بأن مصدراً رفض ذكر اسمه قد أطلع الموقع يوم أمس على أن الظواهري كان من بين قتلى الهجمات الأخيرة.
أذاعت محطة تلفزيون خيبر الباكستانية تقريراً يوم 9 تموز 2008م يقول بأن أيمن الظواهري كان من بين القتلى العرب الثلاثة الذين كانوا متواجدين في إحدى المدارس الدينية بقرية زيراليتا الواقعة في منطقة عزام وإرساك بولاية وزيرستان الجنوبية الباكستانية. وأضافت المحطة التلفزيونية في مقابلة مع أحد مسؤولي دائرة العلاقات العامة بجهاز المخابرات الباكستانية، تصريحاً أكد فيه أن الجيش الباكستاني على علم بالحادثة ولكنه لا يملك التأكيدات الكافية لنفي أو تأكيد الخبر.
وأكدت المصادر العسكرية والاستخبارية الأمريكية بأن أبو خبب المصري خبير تنظيم القاعدة لشؤون التسلح كان على الأغلب من بين القتلى الثلاثة وأضافت المصادر بأن المخابرات الأمريكية كانت تعتقد بأن المصري قد قتل في هجمات كانون الثاني 2006م التي شنتها الطائرات الأمريكية ضد أحد المنشآت الموجودة في قرية داما دولا الواقعة في ولاية بيشاور بمناطق القبائل الباكستانية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن موقع ستراتفور الأمريكي قد فسر أسباب عدم وجود المعلومات المؤكدة حول هوية القتلى الثلاثة، بأنها تعود إلى قيام عناصر طالبان الموجودين في المنطقة بنقل جثث القتلى والجرحى على وجه السرعة دون السماح لأي جهة بالتعرف على هوياتهم.
* صراع الرهانات بين تنظيم القاعدة – حركة طالبان ووكالة المخابرات الأمريكية:
بعد إكمال القوات الأمريكية لعملية غزو واحتلال أفغانستان بدا واضحاً أن كل طرف قد أعد العدة ورتب حساباته إزاء مواصلة الصراع:
• راهنت قوات الاحتلال الأمريكي على جملة من الأشياء أبرزها:
- التحالف مع خصوم طالبان وتنظيم القاعدة وعلى وجه الخصوص سكان شمال أفغانستان.
- فرض السيطرة الكاملة على المدن الرئيسية.
- تنصيب حكومة أفغانية برئاسة حامد كرزاي لتقوم بدور الوكيل (البروكسي) السياسي الأمريكي في إدارة شؤون أفغانستان.
- استخدام نظام برويز مشرف الباكستاني كنقطة ارتكاز.
- تكثيف وجود قوات الناتو وحلفاء أمريكا في مناطق جنوب أفغانستان لتقوم بدور الوكيل (البروكسي) العسكري في شن الحرب ضد المسلحين.
- تركيز القوات الأمريكية على تنفيذ الضربات الجوية والصاروخية التي تستند على المعلومات الاستخبارية الميدانية الجارية الدقيقة بما يترتب عليه إلحاق أكبر الخسائر بتنظيم القاعدة وحركة طالبان وعلى وجه الخصوص لجهة تدمير البنيات التحتية المتمثلة في القضاء على القيادة والمراكز الرئيسية.
• راهنت حركة طالبان – تنظيم القاعدة على جملة من الأنباء أبرزها:
- الاستناد إلى دعم السكان المحليين وعلى وجه الخصوص قبائل الباشتون.
- الارتكاز في المناطق الجبلية الوعرة الواقعة على طول خط الحدود الأفغانية – الباكستانية.
- الاستفادة من مزايا وجود القوميات العابرة للحدود الأفغانية – الباكستانية لجهة الارتكاز وشن صراع مزدوج عسكري ضد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان وسياسي نظام برويز مشرف الموالي لأمريكا.
رهان الطرفين على الاستمرار في لعبة مكاسرة الإرادات لم يعد يتوقف على مصير أفغانستان وإنما أصبح يلقي بتداعياته على كامل المشهد الجيو-سياسي للمنطقة التي تضم العديد من المناطق الفرعية ومن أبرزها:
• الهند: الصراع الإسلامي – الهندوسي.
• الصين: الصراع في إقليم التيبت، وإقليم سينغيانغ الإسلامي.
• باكستان: الصراع بين نظام مشرف والحركات الإسلامية.
• دول آسيا الوسطى: الصراع على السلطة بين الأنظمة العلمانية والحركات الإسلامية.
• أفغانستان: الصراع ضد الاحتلال الأمريكي وقوات الناتو.
• سيرلانكا: الصراع بين النظام الهندوسي والحركات البوذية المسلحة.
إذا تحققت مزاعم مقتل أيمن الظواهري فإن تنظيم القاعدة سيستمر في الوجود ولكن ثمة من يقول باحتمالات صراع الأجنحة داخل التنظيم خاصةًَ وأن الظواهري يمثل حالياً القائد للتنظيم بسبب معاناة الزعيم أسامة بن لادن من مرض الفشل الكلوي الذي أقعده عن العمل وسينشأ صراع الأجنحة على خلفية نشوء ظاهرة فراغ القيادة والخلافات المحتملة بين قيادات التنظيم الوسطى التي تضم مجموعة من ذوي الأصول المصرية والمغربية والباكستانية وما شابه ذلك.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد