أسباب تدهور العلاقات بين إسرائيل والنمسا
الجمل: تعتبر النمسا من البلدان الأوروبية الغربية الأكثر توتراً في علاقاتها مع إسرائيل وتشير المعلومات إلى أن النمساويين قد ضاقوا ذرعاً بسعي إسرائيل المستمر لاستخدام الهولوكست كوسيلة لابتزاز الشعوب الألمانية ضمن نموذج الابتزاز وإعادة الابتزاز لإعادة إنتاجه بشكل مستمر.
* النمسا ومعطيات خبرة العلاقات مع إسرائيل:
التوتر على خط فينا – تل أبيب ظل قائماً منذ فترة طويلة وعلى وجه الخصوص طوال الفترة الممتدة من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن، وتشير المعلومات والوقائع إلى الحقائق الآتية:
• ينتمي سكان النمسا إلى الشعب الألماني ويتميزون بنزعتهم القومية الألمانية المتشددة لأنهم يعتبرون النمسا أصل الأمة الألمانية وليست ألمانيا الموجودة حالياً والتي لم تكن في الماضي سوى مقاطعات يقطنها الألمان الذين يدينون بالولاء للنمسا باعتباره مركز ونواة القومية الألمانية.
• كراهية اليهود التي بدأت بالأساس في المناطق النمساوية منذ أيام الإمبراطورية الرومانية – الهنغارية والدولة البروسية.
• ظل النمساويون يتحفظون على علاقاتهم مع إسرائيل وفي الوقت نفسه نجحت الدبلوماسية الإسرائيلية في ابتزاز ألمانيا بسبب الهولوكست ولكنها لم تجد الفرصة لابتزاز النمسا.
* ما هي آخر التوترات على خط تل أبيب – فينا؟
أشار تقرير هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن الإسرائيليين أصبحوا أكثر غضباً هذه الأيام بسبب تصريحات المستشار النمساوي وولفجانج شوسيل التي وصفت بلده النمسا بأنها كانت الضحية الأولى للعدوان النازي. وهو الأمر الذي يرفض الإسرائيليون أي اعتراف أو إشارة إليه بواسطة أي طرف حتى لو كان نمساوياً وتقول التفسيرات بأن سردية الهولوكست التي يعتمدها الإسرائيليون تعتمد بدورها على النقاط الآتية:
• تأييد النمساويين للنازية.
• دعم النمساويين للنازية.
• مشاركة النمساويين في الهولوكست.
• التورط في الهولوكست هو أمر ألماني – نازي ولا يمكن فصل النمساويين بأي حال من الأحوال عن الألمان.
• الأسباب المحفزة للكراهية ضد اليهود في ألمانيا وأوروبا تمتد جذورها التاريخية من النمسا والتي ظلت تمثل أحد أبرز المصادر الإثنو-ثقافية للعداء ضد السامية واليهود.
برغم العلاقات الدبلوماسية الرسمية التي تربط خط فينا – تل أبيب فقد سبق أن بادرت إسرائيل في عام 2000م بسحب سفيرها من النمسا احتجاجاً على انضمام يورغ هايدار زعيم حزب الحرية اليميني النمساوي إلى حكومة الائتلاف الحاكم الجديدة، وتقول المعلومات والتقارير بأن الإجراء الدبلوماسي الإسرائيلي كان بسبب مواقف الحزب وزعيمه التي ينظر إليها الإسرائيليون والجماعات اليهودية باعتبارها مواقف معادية لليهود والسامية وإسرائيل، وتقول المعلومات بأن صعود حزب الحرية ووجه بالمزيد من الضغوط والعراقيل أبرزها:
• معاداة إسرائيل الفعلية للحكومة النمساوية.
• تقليل واشنطن لمستوى تعاونها مع النمسا.
• ضغوط الجماعات اليهودية والولايات المتحدة على الدول الأوروبية الغربية الأخرى والاتحاد الأوروبي لجهة العمل لحظر الحزب باعتباره يتبنى الأفكار النازية المحرمة دولياً.
* هل تنتهي علاقات خط فينا – تل أبيب إلى قطيعة نهائية؟
نشرت صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية الصادرة اليوم تقريراً أشارت فيه إلى النقاط الآتية:
• الانتخابات النمساوية تفيد لجهة تزايد احتمالات فوز الجماعات والأحزاب اليمينية بما يتيح لها فرصة المشاركة في الحكومة.
• هاينز كريتسيان شتراخي زعيم حزب الحرية النمساوي تربطه علاقات مع الجماعات النازية الجديدة الناشطة في النمسا وتؤكد المصادر الإسرائيلية بأن شتراخي كان بالأساس عضواً في إحدى هذه الجماعات النازية المسلحة وكان يستخدم الطريقة النازية في رد التحية على الآخرين في حياته العادية.
• تشير التوقعات إلى أن حزب الحرية سيحصل على 20% من الأصوات.
• في حالة صعود حزب الحرية إلى البرلمان والائتلاف الحكومي فإن إسرائيل ستقوم بسحب سفيرها في النمسا.
وإزاء هذه المعلومات المزعجة لتل أبيب فإن محاولات خط تل أبيب – واشنطن تجري على قدم وساق من أجل منع حزب الحرية من الحصول على النسبة السابقة من الأصوات وحتى أذا تم ذلك فإن المطلوب أمريكياً وإسرائيلياً عندها سيكون العمل والدفع باتجاه أن تتحالف الأطراف الأخرى بما يؤدي لإبعاد وحرمان الحزب من المشاركة في أي ائتلاف حكومي قادم.
وتقول التسريبات والمعلومات بأن صعود حزب الحرية لن يشكل خطراً على إسرائيل فحسب، بل وأمريكا أيضاً لأن النمسا ستمضي أيضاً في مسيرة النزعة الاستقلالية الأوروبية وهو أمر ستنتقل عدواه إلى الجماعات اليمينية الأوروبية الأخرى وفي حالة فقدان دعم اليمين الأوروبي فسوف لن يكون أمام واشنطن وتل أبيب سوى الاعتماد على اليسار الأوروبي!!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد