دول الجوار ترطب الأجواء مع سوريا ولا تلبي المطالبة بجدولة الانسحاب
انتهى الاجتماع التاسع لوزراء خارجية دول الجوار العراقي الذي استضافته طهران إلى نتيجة قد لا ترضي الطرفين الإيراني والسوري المطالبين بجدولة الانسحاب الأجنبي من العراق، إلا أنه حمل في طياته بوادر ترطيب للأجواء على خط العلاقات العراقية - السورية المتوترة بسبب اتهامات عراقية لدمشق بدعم وحماية مجموعات وعناصر إرهابية تعمل على ضرب الاستقرار والأمن في العراق، وهذه المرة بوساطة إيرانية علنية وذلك بعد هجوم غير مباشر من وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري على بعض الدول التي ما زالت تقدم الدعم للجماعات الإرهابية على الرغم من مساعي تحسين العلاقات معها .
وأسقط البيان الختامي في صيغته النهائية النقطة الأساس التي حاول تمريرها الجانب الإيراني في مسودة البيان مدعوما من الوفد السوري بوضع جدول لانسحاب القوات الأجنبية من العراق، إلا أنه قدم لإيران ترضية بالدعوة لاستكمال تطبيق القرارين الصادرين عن مجلس الأمن الدولي رقم 1546 و 1637 فيما يتعلق بإنهاء وجود القوات الأجنبية في العراق بناء على طلب الحكومة العراقية، إضافة للدعوة إلى ضرورة إجراء محاكمة عادلة للرئيس العراقي السابق صدام حسين ومسؤولي النظام السابق على جرائم الحرب التي استفاد فيها من أسلحة الدمار الشامل في إيران والعراق، بعد أن كانت المحكمة الخاصة لصدام قد أشارت سابقا إلى أنها لن تنظر في ملف الحرب العراقية الإيرانية .
وحمل بيان طهران دعوة للدول المشاركة في الاجتماع إلى دعم الحكومة الدائمة ودعم العملية السياسية في العراق واحترام السلطة العراقية على كل الأراضي العراقية والاستقلال السياسي لهذا البلد .
وأكد المجتمعون على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين واحترام المعاهدات والاتفاقات الدولية والثنائية مع جيرانهم في أجواء من السلام والهدوء، وذلك في إشارة إلى ضرورة احترام المعاهدات والاتفاقات المعقودة بين العراق وبعض الدول الأخرى في المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي كانت طهران قد أعلنت سابقا عن معارضتها خصوصا ما يتعلق بتواجد قواعد عسكرية في منطقة الخليج والعراق .
وشدد المجتمعون على ضرورة دعم مبادرة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للوفاق الوطني والنتائج التي قد تؤدي لها ودعوة جميع الأطراف العراقية للمشاركة والمساهمة في إنجاح هذه المبادرة .
وأشار البيان إلى الدعم الكامل من قبل دول الجوار للحكومة العراقية في مكافحة العمليات الإرهابية والقتل التي تستهدف المدنيين العراقيين والشخصيات العلمية والدينية وأماكن العبادة. والدعوة لضرورة عقد اجتماع لزعماء المذاهب الدينية في العراق وإدانة العنف المذهبي، معلنين دعمهم للإجراءات التي قام بها كل من الملك الأردني عبد الله الثاني وإيران . إضافة إلى تقديم الدعم للعراق في إعادة الإعمار وتشجيع الاستثمار فيه وتنميته الاقتصادية والإعلان عن استعداد الدول المجتمعة على المشاركة الفاعلة في هذا الإطار، إلى جانب تفعيل حضورها الدبلوماسي
المصدر : الوطن السعودية
إضافة تعليق جديد