الأسد يلقي كلمة في افتتاح دورة البرلمان العربي الانتقالي
بحضور الرئيس بشار الأسد افتتحت صباح اليوم بدمشق أعمال الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي.
حيث أكد الرئيس بشار الأسد أننا نطمح أن يكون البرلمان العربي مركز إشعاع للعمل العربي المشترك ومنبراً للحوار البناء بين الأشقاء في شؤون أمتنا حاضرها ومستقبلها.
وأكد ضرورة العمل باستمرار لحل الخلافات العربية مشيراً إلى أن التباين في المواقف الرسمية العربية لا يعكس التناقض في المصالح.
وقال الأسد إن مضمون العروبة يربط بين المواطنين العرب بروابط عديدة ومتينة متجذرة في عمق التاريخ والذي نقل من مجرد عواطف ومشاعر وأحاسيس إلى فكر ونظريات من قبل المفكرين والمنظرين القوميين.
وأضاف أن تعزيز الحضور العربي في العراق هو مسؤوليتنا جميعا ولا بد أن يكون الموقف العربي واحداً موحداً.
وقال الرئيس بشار الأسد إننا مازلنا نرى شعار السلام يستخدم كجزء من مفردات اللعبة السياسية الداخلية في اسرائيل ويدخل عنصراً أساسياً في دوامة المناورات السياسية الخارجية التي تخفي من الحقائق أكثر مما تظهر.
وأضاف أن السلام لم يكن الهاجس الأساسي للإسرائيليين بل هاجسهم هو الامن بالمعنى الضيق والذي لا يتحقق في رؤيتهم إلا على حساب أمننا وحقوقنا نحن العرب.
وأشار الأسد أنه من الضروري في هذه المرحلة إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي فمن غير المنطقي أو المقبول بعد الآن أن يكون مطلوباً منا نحن العرب أن نستمر في تقديم البراهين والدلائل عن رغبتنا في السلام التي اعلناها وعبرنا عنها في مختلف المناسبات ومنذ عقود طويلة وبصورة خاصة منذ انعقاد مؤتمر مدريد1991.
- ويناقش البرلمانيون العرب في هذه الدورة تقارير اللجان الأربعة المنبثقة عن البرلمان وتوصياتها حول القضايا العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعية والثقافية والمرأة والشباب.
وانشىء البرلمان العربي الانتقالي بقرار من مجلس جامعة الدول العربية في قمة الجزائر التي عقدت في شهر آذار عام2005 لمدة خمس سنوات يجوز تمديدها لمدة عامين كحد اقصى وذلك كمرحلة انتقالية نحو قيام برلمان عربي دائم ويكون مقره بدمشق ايمانا بتطلعات الشعوب العربية نحو توثيق الروابط التي تجمع بينها واسهاما في اقامة نظام عربي يحقق اماني الأمة العربية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ورغبة في تطوير وتحديث مؤسسات واجهزة الجامعة وتجاوبا مع الارادة العربية التي عبرت عنها في قمم عمان وتونس والجزائر في انشاء البرلمان كخطوة اولى تتلوها خطوات لاسهام الشعوب العربية في صنع القرارات التي تصدر عن الجامعة ومنظماتها وهيئاتها المتخصصة.
ويمارس البرلمان العربي الانتقالي حسب نظامه الاساسي والداخلي البحث في سبل تعزيز العلاقات العربية العربية في اطار ميثاق الجامعة العربية وانظمتها والمواثيق والاتفاقيات العربية السارية ومناقشة الموضوعات المتعلقة بتعزيز العمل العربي المشترك واصدار اراء وتوصيات بشأنها وايلاء الاهتمام للتحديات التي تواجه الوطن العربي وعملية التنمية فيه خاصة في المجالات الاقتصادية والبشرية والتكامل الاقتصادي ومناقشة المسائل التي يحيلها اليه مجلس الجامعة على مستوى القمة أو على المستوى الوزاري أو الأمين العام للجامعة وابداء الراي فيها ويحق له إصدار توصيات بشأنها لتؤخذ في الاعتبار عند اصدار المجالس المعنية للقرارات ذات العلاقة.
كما يمارس البرلمان مناقشة مشاريع الاتفاقيات الجماعية بين الدول العربية التي يحيلها مجلس الجامعة اليه واقامة علاقات تعاون مع الاتحادات البرلمانية والبرلمانات الدولية والاقليمية والوطنية بما يخدم مصالح الأمة العربية والأمن والسلم والاستقرار في المنطقة وإقرار موازنة البرلمان والحساب الختامي واحاطة جامعة الدول العربية بهما.
ويتكون البرلمان من أربعة أعضاء برلمانيين لكل دولة عضو في جامعة الدول العربية بمجموع 88 عضواً وله موازنة مستقلة يتم اعدادها وتنفيذها طبقاً للوائح المالية والاجراءات المحاسبية التي يحددها البرلمان على أن تتكون موارد البرلمان في مرحلته الانتقالية من مساهمات متساوية للدول الاعضاء بالاضافة الى الموارد الاخرى التي يقرها.
ويجتمع البرلمان الانتقالي في دورات عادية مرتين في السنة على الأقل تبدأ الاولى خلال شهر آذار والثانية خلال شهر ايلول من كل سنة وذلك لفترة شهرين ولا تنفض دورته في نهاية العام الا بعد مناقشة موازنته واقرارها ويجوز عقد دورات غير عادية بناء على طلب الرئيس او خمسة عشر عضوا وتكون جلسات البرلمان علنية ما لم يقرر البرلمان جعلها مغلقة.
ويعقد البرلمان دوراته العادية وغير العادية في الجمهورية العربية السورية بلد المقر ويجوز عقدها في مقر الجامعة او في احدى الدول الأعضاء بناء على استضافة منها وموافقة المكتب.
وتتكون اجهزة البرلمان من الرئاسة والمكتب واللجان والامانة العامة ويكون انتخاب الرئيس بالاغلبية المطلقة لاصوات الاعضاء الحاضرين وتكون فترة تولي الرئيس ونوابه الاربعة ثلاث سنوات من تاريخ الانتخاب ويتشكل المكتب من الرئيس ونواب الرئيس ورؤساء اللجان الدائمين.
ويؤلف البرلمان اللجان الدائمة الاتية لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي ولجنة الشؤون الاقتصادية والمالية ولجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان ولجنة الشؤون الاجتماعية والثقافية والمرأة والشباب وتتكون كل لجنة من 22 عضواً مع مراعاة تمثيل المرأة قدر الامكان فيها وتؤلف اللجان الدائمة في أول اجتماع للبرلمان في الدورة السنوية العادية لمدة ثلاث سنوات وللبرلمان في اي وقت ان يؤلف لجانا اخرى دائمة أو مؤقتة حسب حاجة العمل ويختار البرلمان اعضاء اللجان بالاقتراع السري وبالأغلبية النسبية إذا زاد عدد الأعضاء المرشحين عن عدد أعضاء اللجنة ويتولى رئيس البرلمان دعوة اللجان للاجتماع لانتخاب رؤسائها ومقرريها.
والأمانة العامة للبرلمان هي الجهاز الإداري له ويعين الامين العام ومساعدوه بقرار من الرئيس وفقاَ لمعايير الكفاءة والخبرة وذلك بعد التشاور مع المكتب ويكون التعيين للامين ومساعديه لمدة ثلاث سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
وعقد البرلمان العربي دورته الاولى في نهاية عام2005 أي بعد تسعة أشهر من اقراره وكانت خطوة اعتبرها البرلمانيون العرب في حينها انجازاً عربياً في تنفيذ قرارات القمة وخاصة التي تعكس ارادة الشعب العربي في تحقيق التضامن والتكامل وحماية مصالح الشعب العربي.
وكان البرلمان العربي الانتقالي قد عقد دورته العادية الثانية في الرابع عشر من شهر ايلول الماضي في مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية ناقش فيها العديد من القضايا العربية الاقتصادية والاجتماعية وتطورات الأوضاع السياسية على الساحة العربية.
وكانت القمة العربية العادية العشرون التي عقدت بدمشق برئاسة السيد الرئيس بشار الأسد في نهاية آذار الماضي اكدت الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الامن القومي العربي ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها في الدفاع عن نفسها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتنفيذ قرارات القمم العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك وتعزيز دور جامعة الدول العربية بما يمكنها من تحقيق الأهداف التي تصبو اليها الأمة العربية ودعم الخطوات التي اتخذت في إطارها لتطوير منظومة العمل العربي.
كما أكدت القمة العمل على تجاوز الخلافات العربية العربية من خلال الحوار الجاد والمتعمق وتلافي اوجه القصور في بعض جوانب العمل العربي المشترك وتغليب المصالح العليا للأمة العربية على أي خلافات أو نزاعات قد تنشأ بين أي من الدول العربية والتصدي بحزم لاي تدخلات خارجية تهدف إلى زيادة الخلافات العربية وتأجيجها وذلك في إطار الالتزام باحكام ميثاق جامعة الدول العربية والنظام الاساسي لمجلس السلم والامن العربي والقرارات الصادرة عن القمم العربية والوقوف معا في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على أي من دولنا العربية واتخاذ الاجراءات اللازمة ضد هذه الحملات والضغوط وتوحيد الموقف العربي إزاء مختلف القضايا التي تطرح في المؤتمرات والمحافل الدولية.
يشار إلى إنه تم التوقيع خلال شهر اب الماضي في وزارة الخارجية على اتفاق مقر ومزايا وحصانات البرلمان العربي الانتقالي بين وزارة الخارجية والأمانة العامة للبرلمان يتمتع بموجبه البرلمان بالمزايا والحصانات المعطاة للمنظمات الدولية العاملة على الاراضي السورية بما لايتنافى مع القوانين والتشريعات النافذة فيها وتلتزم الحكومة السورية بتأمين المرافق العامة اللازمة للمقر وحمايته وتسهيل انتقال الاشخاص من وإلى المقر اذا كانوا مكلفين بعمل رسمي وتعاملهم معاملة مماثلة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية فيما يتعلق بالاتصالات البريدية والهاتفية والبرقية والاذاعية والرسوم والتعريفات.
كما يتمتع موظفو الامانة العامة للبرلمان بالحصانة القضائية فيما يتعلق باعمالهم الرسمية والاعفاء من الضريبة على مرتباتهم ومكافآتهم التي يتقاضونها من البرلمان وباعفائهم وعائلاتهم من قيود الهجرة والاجراءات الخاصة بقيد الاجانب ومنحهم التسهيلات التي تمنح للموظفين المماثلين في الدرجة من اعضاء البعثات الدبلوماسية.
وتعتبر أحكام هذا الاتفاق مكملة لاحكام اتفاقية مزايا وحصانات جامعة الدول العربية لعام1953.
المصدر: سانا
إضافة تعليق جديد