ظهور قوة التحالف الهندي – الأمريكي وتأثيرها في خارطة الصراع الدولي
الجمل: تشهد منطقة القارة الهندية التي تمثل القطاع الجنوبي من القارة الآسيوية محاولة إعادة ترتيب هياكل أمنها الجزئية، بما يؤدي في نهاية الأمر إلى ترتيب هياكل أمنها الكلية الإقليمية وعلى ما يبدو أن دخول الأطراف الثالثة سيلعب دوراً كبيراً في هذه المحاولة.
* من هم اللاعبون في شبه القارة الهندية:
حالياً، توجد أربعة أنواع من اللاعبين في منطقة شبه القارة الهندية ويمكن تحديدهم على النحو الآتي:
• دول المنطقة: الهند – باكستان – أفغانستان – بوتان – نيبال – بنغلاديش – سيريلانكا – جزر المالديف.
• القوى المحلية: الأحزاب والمليشيات والحركات السياسية والاجتماعية التي يتجاوز عددها المئات.
• القوى الإقليمية: التكتلات والمنظمات الإقليمية الموجودة في المنطقة.
• الأطراف الثالثة: القوى الكبرى كأمريكا وروسيا والصين ودول الجوار الإقليمي كإيران ودول آسيا الوسطى ودول جنوب شرق وشرق آسيا.
برغم تفاوت أدوار اللاعبين فإن الأكثر تأثيراً من بين الأطراف الثالثة هو الولايات المتحدة والصين وبدرجة أقل روسيا أما الأكثر تأثيراً من بين القوى الموجودة في المنطقة فيتمثل في الهند وباكستان والحركات المسلحة الهندية والباكستانية والأفغانية.
* واشنطن ولعبة إعادة ترتيب شبه القارة الهندية:
يشير الأداء السلوكي السياسي للأوضاع الجارية حالياً ضمن مناطق شبه القارة الهندية إلى أن احتمالات صعود نفوذ وقوة التحالف الثنائي الهندي – الأمريكي أصبحت أقرب إلى التحقق وتشير التسريبات إلى التطورات الآتية على خط واشنطن – نيودلهي:
• تفعيل الاتفاقيات المتعلقة بالتعاون التجاري والاقتصادي.
• تفعيل اتفاقيات التعاون النووي والعسكري.
• تزايد الارتباطات الهندية – الإسرائيلية.
• تزايد الارتباطات الأمنية - الاستخبارية – العسكرية على خط نيودلهي – واشنطن – تل أبيب.
هذا، وتشير تحليلات مراكز الدراسات الهندية والباكستانية إضافة إلى المراكز الأمريكية بأن التحالف الأمريكي – الهندي يسعى إلى الآتي:
• إضعاف التجارة الخارجية الصينية عن طريق قيام الولايات المتحدة بشراء السلع الهندية بدلاً عن الصينية مع ملاحظة أن الإنتاج الصناعي الهندي يتشابه في كثير من جوانبه مع الإنتاج الصيني وخصوصاً الصناعات النسيجية والإلكترونية.
• استخدام القدرات النووية الهندية في ردع القدرات النووية الصينية بما يؤدي إلى تغيير الإدراك الاستراتيجي الأمني الصيني لجهة اعتبار الهند مصدر الخطر الرئيسي وأمريكا مصدر الخطر الثانوي، وهذا معناه أن الصين ستجد نفسها مضطرة لإعادة ترتيب مذهبية قدراتها العسكرية والأمنية للتعامل أولاً وقبل كل شيء مع الخطر الهندي.
• استخدام الهوية الهندوسية الهندية في ردع الهوية الإسلامية الباكستانية والأفغانية.
• استخدام المزايا الجيو-ستراتيجية الهندية بما يعزز قدرة البحرية الأمريكية في السيطرة على المحيط الهندي.
• استخدام المزايا الجيوبوليتيكية الهندية في تهديد الصين عن طريق تصدير الاضطرابات العابرة للحدود من إقليم التبت الهندي إلى إقليم التبت الصيني المجاور له.
يسعى الخبراء الاستراتيجيون الأمريكيون إلى محاولة استخدام الهند كنقطة ارتكاز جيوبوليتيكي وربطها مع نقاط الارتكاز الجيو-بوليتيكة الآسيوية الأخرى وعلى سبيل المثال لا الحصر، تسعى واشنطن حالياً إلى ربط الهند بتحالفات استراتيجية مع حلفائها الرئيسيين الآخرين في المنطقة وعلى وجه الخصوص اليابان واستراليا وكوريا الجنوبية وتايوان والفلبين وأندونيسيا. إضافة لذلك تقول المعلومات أن واشنطن تضغط حالياً على دول مجلس التعاون الخليجي من أجل استبدال ملفات العلاقات التجارية الخليجية – الصينية بملف العلاقات الخليجية – الهندية، على النحو الذي يلحق المزيد من الأضرار بالاقتصاد الصيني وإضافة لذلك تسعى واشنطن لإرغام حلفائها الخليجيين لدعم الاقتصاد الهندي بتقديم التسهيلات النفطية له مع الأسعار التفضيلية بما يتيح للاقتصاد الهندي الحصول على مدخلات الطاقة النفطية بأسعار أقل من تلك التي يحصل من خلالها الاقتصاد الصيني على مدخلاته من الطاقة وهو ما سيؤثر كثيراً في أسعار الصادرات الصينية والهندية وسيزيد من تنافسية المنتجات الهندية أمام الصينية.
* حسم تمرد سيريلانكا: هل هو أول خيوط اللعبة:
ظلت سيريلانكا تشهد حرباً أهلية شعواء بين الحكومة الهندوسية والمتمردين البوذيين. بكلمات أخرى ظلت تتقاسم النفوذ على الجزيرة قوى بوذية تدعمها الصين وقوى هندوسية تدعمها الهند، بما أدى إلى تحويل الصراع الأهلي – الداخلي إلى صراع بالوكالة.
تقول التسريبات والمعلومات بأن واشنطن تدخلت عن طريق تقديم الدعم من عتاد ومعلومات استخبارية للقوى الهندوسية في سيريلانكا بموجب صفقة أمريكية – هندية، فتمكنت من محاصرة القوى البوذية في منطقة صغيرة تقع أقصى الركن الشمالي للجزيرة، وبالمقابل كما تقول التسريبات فإن الهند ستقوم بدعم قوات الناتو والقوات الأمريكية التي تخوض مسرح الحرب في أفغانستان.
وتقول المعلومات أن إسرائيل ستلعب دوراً في نقل خبرة حروبها ضد المليشيات الفلسطينية وحزب الله إلى القوات الهندية للقيام بأنشطة مكافحة التمرد الماوي في شرق الهند ومكافحة الحركات الإسلامية في شمال الهند وكشمير.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد