العراقيون يقترعون على أمل استرداد وطنهم
أدلى ملايين العراقيين أمس (السبت) بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات، وسط انتشار أمني كثيف، في ما يمثل اختباراً حاسماً لوطن ينشد الخروج من ركام سنوات الاحتلال والشقاق والدماء والطائفية والفوضى والفساد على أمل استرداده، واعرب الناخبون عن رغبتهم في أن تسهم أصواتهم في تحقيق التغيير والاصلاح وولاية الاكفأ، واستبقت أحزاب ومرشحون النتائج بإلقاء اتهامات بالتزوير خلال عمليات الاقتراع أو تغيير النتائج عقب الفرز.
رئيس الوزراء نوري المالكي، وعقب الإدلاء بصوته، اعتبر الانتخابات “نصراً لجميع العراقيين”، و”مؤشراً على أن الشعب العراقي يثق في حكومته وفي العملية الانتخابية”، و”دليلاً على ان الشعب العراقي الآن يعيش في أمن حقيقي”.
وقال المتحدث الرسمي باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان الرئيس باراك أوباما يتابع الانتخابات المحلية العراقية، ويعتقد أنها “معلم بارز في التطور الديمقراطي في العراق”.
وكانت السلطات العراقية قد أغلقت الحدود والمطارات وفرضت حظراً على حركة المركبات، وحظراً ليلياً للتجوال كجزء من الخطة الامنية المكثفة لتأمين العملية الانتخابية.
وأفادت تقارير بوقوع أعمال عنف، أمس، حين أطلقت أربع قاذفات هاون على أحد مراكز الاقتراع في مدينة تكريت، لم تسفر عن إصابة أحد، وقتل شخص وأصيب آخر بجروح أثناء اشتباك وقع عند مدخل أحد مراكز الاقتراع في مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد. وألقت قوات الأمن في ديالى القبض على خمسة أشخاص للاشتباه في التخطيط لشن هجوم على مركز للاقتراع، بناء على تقارير استخباراتية. واقتحم مئات الاكراد في خانقين بمحافظة ديالى مركز اقتراع وطالبوا السماح لهم بالتصويت.
وتم تمديد الاقتراع لمدة ساعة حتى يتسنى لكافة الناخبين الإدلاء بأصواتهم.
وأدلى الناخبون بأصواتهم في نحو 7000 مركز انتخابي و42 ألف محطة انتخابية، فيما تم اعتماد 105 آلاف مراقب محلي، وأكثر من 428 ألف وكيل من الكيانات السياسية، فيما بلغ عدد المراقبين الدوليين 475 مراقباً من 14 جهة منها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي.
وشكلت عمليات التزوير تهديداً للانتخابات. ذلك بأن مراكز الاقتراع في القرى والمناطق الريفية النائية تواجد فيها عدد أقل من المراقبين، مقارنة مع المدن الكبرى. كما أقدم العديد من المرشحين على شراء أصوات الناخبين مقابل مبالغ مالية ضخمة.
إضافة تعليق جديد