ما هي اللعبة الإسرائيلية الجديدة ضد حزب الله

الجمل: تقول التقارير والتسريبات الإسرائيلية الصادرة في تل أبيب اليوم بأن إيران عززت وجودها داخل حزب الله ليس عن طريق تقديم العتاد والإمدادات وإنما عن طريق تزويده بالعناصر القيادية.
* هل تعكس المزاعم الإسرائيلية الجديدة تحولاً نوعياً في الحملة ضد حزب الله؟
من المعروف أن المزاعم الإسرائيلية السابقة كانت جميعها تندرج ضمن "العملية النفسية" الإسرائيلية ضد حزب الله وسوريا وإيران، وكانت هذه المزاعم تركز على أن دمشق وطهران تزودان حزب الله بالمال والسلاح والعتاد والتدريب إضافة إلى قيام دمشق بتوفير مجال المناورة الحيوي لحزب الله سواء عن طريق استضافة معسكرات تدريبية أو تمرير الإمدادات عبر أراضيها لقواعد الحزب الموجودة في سهل البقاع وجنوب لبنان.
التدقيق في التقارير والتسريبات الإسرائيلية وتحديداً التقرير الذي نشرته اليوم صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الذي أعده الصحفي الإسرائيلي عاموس هاريل يشير إلى أن العملية النفسية بدأت تشهد تحولاً نوعياً لجهة الآتي:
• محاولة تنميط حزب الله على أساس أنه قوة مسلحة تضم اللبنانيين وغير اللبنانيين وتحديداً الإيرانيين التابعين للحرس الثوري الإيراني.
• إضعاف صورة الحزب في الساحة اللبنانية على أساس اعتبارات التسويق لأطروحة أنه لم يعد كياناً لبنانياً خالصاً يمثل اللبنانيين بقدر ما يمثل مصالح غير اللبنانيين وتحديداً الإيرانيين.
• تمهيد المسرح من أجل توفير المبررات والمزاعم التي يمكن أن تستخدمها إسرائيل كمبررات في إعادة إنتاج سيناريوهات استهداف لبنان واللبنانيين.
• السعي لتضخيم نفوذ طهران على حزب الله بما يضعف من كاريزمية لبنانية قيادة حزب الله الحالية المتمثلة بحسن نصر الله.
إضافة لذلك، فإن العملية النفسية الإسرائيلية ضد حزب الله وتحولاتها النوعية الجديدة سبق أن لمحت لها بعض الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية التي صاغت التوصيات الإسرائيلية الجديدة القائلة، بأن صراع إسرائيل – حزب الله لابد أن يستمر ولكي تحقق إسرائيل التفوق والنجاح الحاسم فإنه يتوجب على تل أبيب أن تسعى لتغيير قواعد لعبة الصراع مع الحزب.
* ماذا تقول تفاصيل المزاعم الإسرائيلية الجديدة:
تقول المزاعم الإسرائيلية أن القوام العسكري لحزب الله أصبح خلال فترة ما بعد اغتيال قائده العسكري عماد مغنية يعاني من الفراغ. وبسبب مخاوف ظهران من تداعيات هذا الفراغ في القيادة العسكرية للحزب، فقد سعت طهران إلى إرسال عدد من الخبراء العسكريين الإيرانيين بما يتيح استباق مخاطر الفراغ القيادي ويحافظ على توازن قيادة حزب الله العسكرية.
أشارت المزاعم الإسرائيلية إضافة لذلك إلى النقاط الآتية:
• أرسلت إيران المزيد من العناصر من الحرس الثوري الإيراني والمخابرات الإيرانية من أجل دعم حزب الله وملء الفراغ العسكري – الأمني الذي نشأ داخل الحزب بسبب اغتيال عماد مغنية.
• إرسال العناصر الإيرانية أدى إلى توسيع نطاق التعاون العملياتي بحيث أصبحت سوريا تمثل طرفاً في التعاون العملياتي الجاري بين إيران وحزب الله.
• العناصر الإيرانية توجد حالياً في الأراضي السورية وتقوم بأداء مهامها عن طريق التحرك من سوريا إلى لبنان وتحديداً إلى قواعد حزب الله وزيارة المناطق الحدودية مع إسرائيل.
• يشرف الإيرانيون بشكل مباشر على تسيير عمليات حزب الله الحالية في جنوب لبنان إضافة إلى ذلك يشرفون على القيام بإرسال المئات من عناصر الحزب شهرياً لتلقي التدريب في إيران.
• كان زعيم حزب الله حسن نصر الله يباشر المهام القيادية السياسية وكان عماد مغنية يقوم –قبل اغتياله- بمباشرة المهام القيادية العسكرية، وحالياً بعد غياب مغنية  أصبح نصر الله يقوم بالمهام السياسية والعسكرية، بما أدى إلى إضعاف حزب الله سياسياً وعسكرياً بسبب الضغط والاكتظاظ الشديد في جدول أعمال نصر الله.
النقلة النوعية الجديدة في العملية النفسية الإسرائيلية لم تأت من فراغ فهي أولاً جاءت على خلفية العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة (عملية الرصاص المسكوب)، والتي يقول معظم الإسرائيليين بأنها أحيت آمال تل أبيب في استعادة قوة الردع العسكرية عن طريق إجراء عملية عسكرية جديدة في جنوب لبنان.
أضافت التسريبات أن رد الفعل الإسرائيلي إزاء الصواريخ التي انطلقت من جنوب لبنان مؤخراً واستهدف شمال إسرائيل هو رد فعل محدود يتوجب على إسرائيل السعي لتوسيع نطاقه لجهة الآتي:
• إن الصواريخ التي أطلقتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة يجب أن يتم تحميل حزب الله مسؤوليتها طالما أن هذه الجبهة تعمل بالتنسيق الوثيق مع حزب الله ولا تقوم بأي تحرك في جنوب لبنان إلا بعد التفاهم مع حزب الله.
• بعض الصواريخ التي انطلقت من الجنوب أطلقت بواسطة جماعة عصبة الأنصار وهي تنظيم سني مناوئ لحزب الله ويجب أيضاً عدم إهمال مسؤولية الحزب في السيطرة على الجنوب فهو يعرف كل ما يدور فيه وبالتالي فمن الممكن أن يكون الحزب قد غض النظر عن قيام عصبة الأنصار بإطلاق الصواريخ.
عموماً، وإن كان من الصعب التكهن بعملية عسكرية إسرائيلية وشيكة ضد حزب الله وعلى الأغلب أن تركز هذه العملية باتجاه توسيع صلاحيات القوات الدولية (يونيفيل) من أجل استهداف حزب الله عن طريق استخدام الغطاء الذي يوفره القرار الدولي 1701 الذي تحاول حكومة السنيورة وقوى 14 آذار إضافة إلى محور واشنطن – تل أبيب والمفوضية الأوروبية توسيع تفسير بنوده والتأسيس عليها من أجل تجريد حزب الله اللبناني ومليشيا حركة أمل وبقية فصائل المقاومة من السلاح.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة