مؤتمر فتح غداً من دون الغزيين؟
أكملت حركة فتح استعداداتها لإطلاق مؤتمرها العام السادس في بيت لحم غداً، في وقت يأمل الفتحاويون التوصل إلى اتفاق اللحظة الأخيرة مع حركة حماس للسماح لأعضاء المؤتمر المقيمين في قطاع غزة بالسفر إلى الضفة الغربية.
وقررت حركة فتح تبني برنامج سياسي يقوم على استنهاض المقاومة الشعبية في مواجهة إسرائيل ومساندة المفاوضات والتمسك بالمرجعيات الدولية لعملية السلام من دون إغلاق باب البحث عن خيارات، مع التشديد على رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية.
وقال رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد، عقب انتهاء اجتماع للجنة المركزية للحركة في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس، إن «اللجنة المركزية، وبعد سلسلة وساطات عربية ودولية واتصالات حثيثة مع حركة حماس، وصلت إلى قناعة أن حماس لا تريد إخراج أعضاء المؤتمر العام السادس من غزة وتريد ابتزاز حركة فتح والسلطة الفلسطينية بعدة قضايا نرفض مبدأها». لكنه شدد أن «اللجنة المركزية ورغم هذا القرار من حماس قررت المضي قدماً في انعقاد المؤتمر في مكانه وزمانه المحددين بعد غد الثلاثاء في بيت لحم».
وأشار إلى «أنه لا ينقص المؤتمر النصاب القانوني والعددي ولكن ما ينقصنا وما يهمنا اكتمال النصاب الوطني والسياسي بسبب عدم حضور أعضاء قطاع غزة لمنع حركة حماس لهم من الخروج».
وكانت اللجنة المركزية لفتح أكدت، أمس الأول، عقد المؤتمر في موعده بمشاركة 2260 عضوا. وقال قيادي في الحركة إن المؤتمر لن يؤجل رغم كل العقبات التي تواجهه. وذكرت مصادر في حركة فتح إن هناك اقتراحات من أجل مشاركة أعضاء فتح في قطاع غزة في أعمال المؤتمر، وهي أن تكون المشاركة عبر الفيديو، لكنها رجحت أن ترفض حماس هذا الطلب أيضا.
يأتي ذلك، في وقت توعدت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس اليوم السبت باعتقال ومحاكمة أعضاء حركة فتح الذين غادروا قطاع غزة بالتسلل إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر السادس. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة إيهاب الغصين إن «كل من تسلل للسفر خارج قطاع غزة بشكل غير قانوني أو بتنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي سيتم اعتقاله».
وقال القيادي البارز في حركة حماس صلاح البردويل، خلال محاضرة ألقاها أمام كوادر الأجهزة الأمنية ا لتابعة للحكومة المقالة في خان يونس، إن»هناك ضغوطا من الدول العربية ومن أميركا ودول أجنبية من أجل إقناع حماس لإخراج أعضاء فتح»، مشيراً إلى أنّ حركته لم ترضخ لهذه الضغوط وتمسكت بموقفها المعلن بعدم خروج أي عضو من أعضاء مؤتمر فتح السادس من القطاع قبل خروج جميع المعتقلين في سجون السلطة الذين قال إن عددهم ارتفع إلى نحو 1200 معتقل سياسي.
مشروع البرنامج السياسي
ويؤكد مشروع البرنامج السياسي لفتح، الذي سيعرض على مؤتمرها العام السادس، رفض الحركة الاعتراف بيهودية إسرائيل ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم. وتؤكد الوثيقة «حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الاحتلال بكل الأشكال وفق القانون الدولي بما فيها الكفاح المسلح»، مشددة على أنّ «تحرير الوطن هو محور نضال حركة فتح وذلك يشمل حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وهو حق ثابت غير قابل للتصرف لا يسقط بالتقادم».
كما تؤكد الوثيقة «حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريفة، وحق لاجئيه في العودة والتعويض». وتضيف أنّ «نضال حركة فتح يرتكز في الأجل المنظور على التصدي للاستيطان وإنهائه»، وأنّ الحركة «تتبنى السلام العادل والشامل خيارا استراتيجيا تتعدد الوسائل للوصول إليه، لكنها لا تقبل الجمود بديلا. وهي تتبنى النضال وسيلة للوصول إلى السلام».
وبحسب الوثيقة فإنّ فتح ترى أن «تناقضها مع الاحتلال هو التناقض الرئيسي، وان كل الصراعات الأخرى تمثل تناقضات ثانوية». وتتابع الوثيقة أنّ الأولوية في النضال «خاصة للقدس عاصمة بلادنا ودرتها ورمزها، أولى القبلتين، ومحط أنظار المؤمنين الموحدين في العالم بأسره». وتتابع الوثيقة أنّ «حركة فتح رفضت منذ انطلاقتها ضرب المدنيين وإرهابهم كما رفضت نقل المعركة إلى الخارج ولم تقاتل خارج الوطن إلا دفاعا عن النفس... كما رفضت فوضى السلاح وسوء استخدامه والفلتان الأمني».
وتنص الوثيقة على أنّ «البرنامج الوطني لتحرير الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين هو استمرار للالتزام بالثوابت وفي مقدمتها تحرير الأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حزيران العام 1967 إلى خط الهدنة (للعام 1949) لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس». ويؤكد البرنامج ضرورة «تحقيق حل عادل لمشكلة اللاجئين استنادا إلى القرار 194 وفتح تتمسك بحق اللاجئين في العودة والتعويض واستعادة الممتلكات وبوحدة قضية اللاجئين دون النظر لاماكن تواجدهم».
ويشير مشروع البرنامج إلى أنّ فتح «رفضت وترفض واقع اللاحرب واللاسلم الذي تحاول إسرائيل فرضه»، مؤكداً «التمسك بخيار السلام دون الاقتصار على المفاوضات لتحقيقه ولذلك نريد استعادة المبادرة لكسر الجمود». كما يدعو البرنامج إلى «ضرورة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وممارسة أشكال جديدة من العصيان المدني ضد الاحتلال».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد