خارطة طريق حلف الناتو الجديدة في أفغانستان
الجمل: شهدت العاصمة الاستونية تالين خلال أيام 22-23-24 نيسان (أبريل) 2010م الجاري انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول حلف الناتو والدول المشاركة في القوات الدولية الموجودة في أفغانستان: فما هي طبيعة هذا الاجتماع وما الذي توصل له وما تداعيات ذلك على توجهات الحلف؟
جدول أعمال اجتماع استونيا:
تطرق اجتماع وزراء خارجية حلف الناتو لمناقشة العديد من القضايا الخلافية ومحاولة التوصل إلى إجماع حولها تمهيدا لبناء توافق أكبر على مستوى قمة الحلف, وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى أن بنود جدول أعمال اجتماع تالين قد تضمنت الآتي:
- التطورات الجارية في المسرح الأفغاني والدور الحالي لقوات الحلف ومدى إمكانية سحب قوات حلف الناتو.
- إطلاق سياسة الناتو في أفغانستان مما يتيح تركيزا أكبر على دعم الاقتصاد الأفغاني.
- مناقشة مستقبل سياسة الناتو النووية وبرامج الدفاع الصاروخي.
- مناقشة المفهوم الاستراتيجي الجديد الخاص بالحلف.
برغم تعدد بنود وأجندة جدول أعمال تالين الاستونية, تجدر الإشارة إلى أن الجنرال فوغ راسموزينغس الذي يتولى قيادة الحلف قد ألقى خطابا مفصلا أمام جلسة الاجتماع بما أدى إلى عملية توجيه استباقي لجهة دفع الاجتماع لأجل إعطاء حيزا أكبر لملف جهود قوات حلف الناتو في مسرح الحرب الأفغانية, وهو ما حدث بالفعل وبرغم تعدد القضايا فقد كان حضور الملف الأفغاني قويا في هذا الاجتماع مما جعل منه بامتياز اجتماعا خاصا بالملف الأفغاني.
خارطة طريق الناتو الجديدة في أفغانستان: إلى أين؟
تم تشكيل قوات دولية لحفظ الأمن والسلام في أفغانستان (قوات الإيساف) في شهر كانون الأول 2001م وتم استنباط ولاية هذه القوات من العديد من القرارات الدولية إضافة إلى مقررات مؤتمر بون, وعلى هذه الخلفية فقد تولت قوات الناتو قيادة هذه القوات في عام 2003م بهدف إنجاز الآتي:
• تحقيق الأمن والاستقرار في أفغانستان.
• دعم إعادة بناء قوات الجيش الأفغاني.
• دعم إعادة بناء قوات الشرطة الأفغانية.
• نزع أسلحة المليشيات المسلحة.
• المساعدة في عمليات إعادة البناء والتعمير.
• المساعدة في عمليات الحوكمة.
شهدت الفترة التي أعقبت ذلك قيام قيادة الناتو في أفغانستان بتوسيع وجودها في أفغانستان ضمن أربع مراحل, هي:
- المرحلة الأولى: التوسع شمالا, حيث تم نشر قوات حلف الناتو في مناطق شمال أفغانستان, وتأسيس القيادة الشمالية.
- المرحلة الثانية: التوسع غربا, وتم فيها نشر قوات الناتو في مناطق شرق أفغانستان وتأسيس قيادة غربية.
- المرحلة الثالثة: التوسع جنوبا, وتم فيها نشر قوات لأفغانستان في المناطق الجنوبية وإنشاء ما عرق بالقيادة الجنوبية.
- المرحلة الرابعة: التوسع شرقا, وتم فيها نشر قوات الناتو في المناطق الشرقية وإنشاء ما عرف بالقيادة الشرقية.
وإضافة لذلك, فقد ظلت قوات الناتو بالتعاون مع قيادة القوات الأميركية في أفغانستان وقوات الجيش الأفغاني تقوم بمهام تأمين منطقة العاصمة كابول إضافة إلى دعم تنفيذ العمليات العسكرية الخاصة ضد مناطق تمركز التمرد المسلح, وبالنسبة لقوات الناتو فقد ظلت تركز عملياتها العسكرية بشكل مكثف في مناطق الحدود الأفغانية الباكستانية الوعرة.
تقول المعلومات بأن خارطة طريق حلف الناتو الجديدة في أفغانستان المتوقعة سوف تتضمن الآتي:
• إرسال المزيد من الوحدات الهندسية والتقنية من أجل تسريع وتائر إعادة تعمير وبناء أفغانستان.
• إرسال المزيد من المدربين العسكريين والعتاد التدريبي من أجل تسريع وتائر بناء قوات الأمن الأفغانية بما يصل إلى حدود 200 ألف عنصر.
وإضافة لذلك, فقد تم الاتفاق على اعتماد خطة إحلال أمني يتم بموجبها قيام قوات الناتو بتسليم المناطق الأفغانية بعد تأمينها تدريجيا لقوات الأمن الأفغانية, بما يتيح تسليم المسئولية الكاملة لهذه القوات.
هذا وتقول المعلومات بأن الولايات المتحدة الأميركية, برغم معارضتها الشديدة للانسحاب من أفغانستان, فإنها هذه المرة أبدت القبول والرضى إزاء توجهات اجتماع تالين, وما كان لافتا للنظر أن وزيرة الخارجية الأميركية لم تطرح المطالبات الأميركية التي ظلت تلح على دول حلف الناتو بإرسال المزيد من القوات لأفغانستان, هذا وما كان لافتا للنظر بقدر أكبر هذه المرة تمثل في تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والتي انتهزت فرصة المؤتمر الصحفي لتدلي بتصريحات أعربت فيها عن شكوكها في مدى مصداقية المزاعم الأميركية والإسرائيلية بأن سوريا قد زودت حزب الله اللبناني بصواريخ سكود, وإضافة لذلك أكدت هيلاري كلينتون أن الإدارة الأميركية سوف تسعى إلى المزيد من مواصلة واستمرار التعامل مع سوريا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد